المشجعون يفرضون آراءهم على أصحاب القرار

جماهير مواقع التواصل تدير الكرة المصرية

جماهير الكرة المصرية ابتعدت عن المدرجات لتصنع القرار عبر الصفحات | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير كبير على منظومة الكرة في مصر، سواء على مستوى المنتخب الأول أو الأندية، التي يتأثر بعضها برأي الجماهير في تعيين مدربيها، ولأن الغالبية في منظومة الكرة المصرية تعلم أهمية هذه المواقع، فقد يتخذها بعضهم وسيلة لبث فكرة أو رأي بعينه، وهو ما حدث مؤخراً في تعيين مدير فني جديد لمنتخب مصر، بعد رحيل المكسيكي خافير أغيري.

وقام بعض المرشحين، ممن يأملون في تولي الإدارة الفنية «للفراعنة»، بدفع مناصريهم من المؤثّرين «الإنفلونسرز» للزج بأسمائهم على صفحات مواقع التواصل، والحديث عن أنهم الأنسب خلال المرحلة المقبلة، إلا أنه حتى الآن لم تحسم اللجنة المؤقتة لإدارة اتحاد الكرة، برئاسة عمرو الجنايني، لم تحسم موعد مناقشة ملف المدير الفني، برغم الأنباء التي أكدت اقتراب حسن شحاتة بقوة، من العودة لتدريب المنتخب المصري.

وقال أحمد عبد الله، عضو اللجنة، إنه حتى الآن لم يتم مناقشة ملف اسم مدرب المنتخب الجديد، وإن اللجنة ستعقد جلسة اليوم مع أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، للحديث عن هذا الأمر، وأعرب عن دهشته ممن ينقلون أسماء الجهاز الفني بالكامل.

تأثر

ولعل لجنة إدارة الكرة المصرية تأثرت بما تناقلته مواقع التواصل، فقد كال البعض عليها الاتهامات بسبب انتماء رئيسها لنادي الزمالك، قبل أن تبدأ اللجنة عملها، وبعد 4 أيام من تعيين اللجنة أرسلت بعض الأندية خطاباً رسمياً إلى «فيفا»، اعتراضاً على قرار التعيين.

اندهاش

وقال محمد الطويلة رئيس نادي النجوم، ورئيس اللجنة المفوضة من عمومية اتحاد الكرة،: إن الخطاب حمل اندهاش الجمعية العمومية مما قام به الفيفا، متخطياً كل اللوائح في تعيين لجنة مشكلة من جانبه لم توافق عليها الجمعية العمومية، وأضاف في بيان رسمي أن الفيفا استند في قراره إلى أمور لا تتطابق مع الأحداث التي تمر بها الكرة المصرية.

وأوضح أن اللجنة التي تمثل 92 نادياً في عمومية اتحاد الكرة طلبت تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد المصري، أو الفصل في عملية إجراء الانتخابات، كما طالبت اللجنة المفوض بتدخل اللجنة الأولمبية في إيقاف عمل اللجنة المشكلة لحين الفصل في النزاع بين الجمعية العمومية والاتحاد الدولي.

ويدفع النادي الأهلي ضريبة تأثير مواقع التواصل، خصوصاً أن بعض الجماهير نصبت نفسها شريكاً في إدارة المنظومة، لا سيما أنها كان لها دور كبير في انتخابات الأهلي الأخيرة، والتي جاءت بمحمود الخطيب رئيساً للنادي، وهو الأمر الذي اعترف به «بيبو» نفسه، وظن رئيس الأهلي أن دور الصفحات الإلكترونية التي تم تسخيرها لصالحه انتهى، غير أنهم بعد أن شعروا بمكانتهم، خصوصاً في أزمة الأهلي مع تركي آل الشيخ، الرئيس السابق لنادي بيراميدز، بدأوا بالتدخل في كل قرارات الإدارة.

دخول أهلاوي

وبعد أن فطنت إدارة الأهلي لقوة هؤلاء، قامت بالاستعانة بعدد من رواد الصفحات الإلكترونية على «فيس بوك» و«تويتر»، وكلفتهم بتقديم برامج في قناة النادي، وهو ما أغضب عدداً من أعضاء مجلس الإدارة.

ومع كل أزمة يكون النادي طرفاً فيها، كانت جماهير مواقع التواصل تمارس ضغطاً شديداً على مجلس الإدارة لإعلان رد فعل رسمي، حتى دون منحها فرصه لدراسة الموقف، وكان آخرها المطالبة بالاعتراض رسمياً على إسناد مهمة رئاسة اللجنة المؤقتة، التي ستدير اتحاد الكرة لمدة عام، إلى الجنايني، بدعوى أنه زملكاوي وعضو سابق في مجلس إدارة النادي.

وحدث ذلك عقب خروج الأهلي من دور الـ 16 لكأس مصر، على يد فريق نادي بيراميدز، واعتبروا أن الحكم جهاد جريشة كان سبباً في الهزيمة، بعد أن تغاضى عن ركلتي جزاء لصالح فريق الأهلي، وضغطت الجماهير على مجلس الخطيب لإرسال خطاب رسمي إلى اتحاد الكرة للمطالبة بعدم إسناد مبارياته القادمة لحكام معينين، بدعوى تعمدهم إلحاق الهزيمة بالأهلي، وعلى رأسهم جريشة.

تاريخ

كان النادي الأهلي معروفاً عبر تاريخه بالاستقرار، خصوصاً فيما يتعلق بالجهاز الفني لفريق كرة القدم، غير أن الأوضاع تبدلت منذ عهد الرئيس السابق للنادي، محمود طاهر، وحتى المجلس الحالي. وبات أسهل قرار هو إقالة الأجهزة الفنية مع أول إخفاق، وذلك من أجل تفادي غضب الجماهير، وهو ما فعله الخطيب، بإقالة الأوروغوياني مارتن لاسارتي، بعد الخروج من كأس مصر، ومن قبله الإطاحة بالفرنسي باتريس كارتيرون، بعد الإخفاق في نهائي دوري أبطال أفريقيا، وكل ذلك يحدث تحت تأثير جماهير مواقع التواصل.

Email