ماركات سيارات وأسماء مدن ومهن

نجوم الكرة السودانية.. ألقاب تطغى على الأسماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

(ما في سوداني ما عندو لقب)، هذه المقولة تبدو الأقرب للواقع، فلكل سوداني تقريباً لقب يطلق عليه لدرجة قد تطغى على الاسم الحقيقي، بل إن كثيرين (مسحت) الألقاب أسماءهم، بعض هذه الألقاب تطلق على الأطفال وتتواصل معهم حتى مراحل سنية متقدمة، وبعضها يتوقف عند محطة عمرية محددة.

ليحل مكانها لقب آخر، وهكذا نجد أن للكثيرين أكثر من لقب، بمعنى أن لديه لقباً وسط العائلة، ولقب آخر وسط الأصدقاء، وثالث في مكان العمل، ولأن الرياضة جزء من المجتمع العريض لم تنفصل عن تعريف اللاعب بلقبه أكثر من الاسم الكامل، وتاريخ كرة القدم عندنا يحدثنا عن أسماء (مسحت) تماماً لتحل محلها الألقاب، ومع هذا الانتشار نجد مفارقات كثيرة وسط هذه المسميات.

الأسد والثعلب

حمل عدد من اللاعبين ألقاباً ارتبطت بالقوة والشجاعة، منهم مدافع الهلال السابق فوزي المرضي، الذي اشتهر في الوسط الرياضي بالأسد، وكان من أميز المدافعين، ولم يفارقه اللقب حتى بعد الاعتزال، والاتجاه بعد ذلك نحو التدريب، واشتهر أيضاً مدافع فريق الهلال السابق جمال خميس بالثعلب، ويتردد أن اللقب لازمه منذ أن كان صغيراً.

ومن الجيل الحالي اشتهر مهاجم المريخ الحالي بكري عبد القادر بلقب العقرب، وارتبط بطريقته في الاحتفال بعد إحراز الأهداف بتقليد العقرب في المشي، ومن المفارقات أن لذات اللاعب لقباً آخر أكثر شهرة هو (المدينة)، وهو أول فريق لعب له قبل الانتقال لأهلي مدني، وواصل المسيرة حتى وصل المحطة الحالية مع المريخ.

الوزير والدكتور

ولم تخل ألقاب اللاعبين من أسماء مهن ووظائف وصفات، وعلى رأس هؤلاء يأتي لاعب المريخ السابق كمال عبد الوهاب الذي اشتهر طوال فترته كونه لاعباً بلقب الدكتور، لإمكاناته وقدراته الفنية العالية، أيضاً عرف مدافع الهلال الأشهر طارق أحمد آدم بـ(الوزير) وكان يطلق عليه وزير الدفاع، أما لاعب الهلال السابق والمدرب العام الحالي لفريق الهلال خالد بخيت فكان يلقب بالمعلم، ومازال يطلق عليه، وهو اللقب الذي انتقل من بعده إلى شقيقه الأصغر عمر بخيت قائد فريق الهلال السابق وأهلي الخرطوم الحالي الذي عرف بـ(المعلم الصغير).

أسماء الأندية

أعداد كبيرة من اللاعبين عبر تاريخنا الكروي ارتبطت أسماؤهم بأسماء الأندية التي انتقلوا منها، أبرز هذه الأسماء جمال (أبو عنجة)، عاطف (القوز)، صديق (الرميلة)، حمد (الجريف)، ومن المفارقات في هذا الاسم ثلاثة لاعبين حملوا ذات الاسم ومن ذات الفريق (الجريف) للهلال والمريخ، حمد (الجريف) الأول هو مدافع المريخ الأيسر، وهو الشقيق الأكبر لخالد وعمر بخيت (المعلم الكبير والصغير)، أما الثاني فهو حمد (الجريف) مهاجم الهلال الأيسر،.

والثالث وهو أشهرهم حمد (الجريف) مهاجم المريخ، وهناك لاعبون حملوا اسم فريق (الزومة)، منهم خالد لاعب الهلال السابق وموسى لاعب المريخ السابق والأهلي الخرطوم الحالي. وهناك اللاعب الفنان الرشيد العبيد، الذي اشتهر بلقب الفريق الذي كان يلعب له (المهدية).

وبين عالم القوارض والأسلحة عرفنا لاعبين منهم عادل قسم السيد، لاعب هلال الساحل السابق الذي اشتهر بلقب (فار)، وفي دفاع فريق الموردة العريق برز لقب (الجقر) للاعب أحمد عبد المنعم خفاجة، ليعلن صلاح عبد الله مدافع الهلال السابق عن (دوشكا)، في مواجهة (الطوربيد) هيثم طمبل المهاجم الذي لعب للهلال والمريخ.

وظهر في الستينيات من القرن اللاعب ياسين عبد الرحمن في الهلال بلقب (الساحر)، وظهر أيضاً لاعب اشتهر بلقب (شواطين) هو محمد على الجاك، الذي أصبح نجماً كبيراً بعد مباراة الهلال الشهيرة أمام سانتوس البرازيلي، ونجاحه في الحد من خطورة الجوهرة السوداء (بيليه)، واشتهر أيضاً لقب اللاعب (ودابليس) لاعب العباسية بهدف شهير أحرزه في المريخ.

أسماء المدن تلازم النجوم

وأشتهر عدد كبير من اللاعبين بأسماء المدن، التي أتوا منها، على رأسهم اللاعب الموهوب محمد حسين (كسلا)، الذي انتقل لفريق الهلال العاصمي من مدينة كسلا بشرق السودان، ولازمه اللقب في تجربته الاحترافية بنادي النصر الإماراتي.

وما زال معروفاً به حتى بعد أن ترك الكرة وأصبح محللاً رياضياً، موهبة اللاعب وتميزه في الملاعب الإماراتية جعله أنشودة عند الجمهور، ونموذجا للأجيال القادمة من اللاعبين، ليحمل بعضهم لقبه، منهم محمد على كسلا، الذي لعب أيضاً لفريق النصر، وللاعب لقب آخر هو (كوجاك).

وهناك أيضاً لاعبون اشتهروا بأسماء المدن منهم جلال الفكي (كادوقلي)، خالد عبد العزيز (دنقلا)، فيصل (الأبيض)، إبراهيم (كوستي)، معتصم (المناقل)، صالح محمد أحمد (سنار).

مسميات تناقلتها أجيال اللاعبين

هناك ألقاب تناقلتها أجيال من اللاعبين أشهرها ابراهومة، الدحيش، سانتو، حموري، قاقارين، جيل ابراهومة بدأ مع إبراهيم محمد على بنادي المريخ في الستينات، وهناك إبراهيم هارون (ابراهومة الديسكو) ولعب لفريق الهلال، ثم إبراهيم محمد الحاج (ابراهومة المسعودية).

وأشهرهم إبراهيم حسين (ابراهومة) لاعب المريخ السابق والمدرب الحالي بدولة قطر، وأخيراً وليس آخراً لاعب المريخ الشاب إبراهيم محجوب (ابراهومة)، ومن هذه الألقاب لقب الدحيش، الذي عرف به لاعب الهلال السابق عز الدين عثمان، ثم أطلق بعده على عدد من اللاعبين منهم مهاجم المريخ السابق عصام (الدحيش).

وهناك لاعب لم يلعب كثيراً اسمه التاج انتقل للهلال من شندي وكان يلقب بذات اللقب، أما جيل سانتو فقد بدأ مع بابكر والفاضل (سانتو اخوان)، ومعروف أن الأخير الفاضل كانت له تجربة احترافية ناجحة بدولة الإمارات مع فريق النصر برفقة محمد حسين كسلا، وانتقل إليه من المريخ، ظهر بعدها سانتو المناقل، ثم سانتو رفاعة (فتح الرحمن) الذي لعب للمريخ، وشقيقه الأصغر جمال (سانتو)، الذي لعب للفريقين الهلال والمريخ.

جيل (قاقارين)

جيل (قاقارين) لم يتوقف عند جعفر وعلي (قاقارين)، فقد لعب الأول للمريخ والثاني للهلال، وإن اشتهر على قاقارين كونه هدافاً مميزاً في تاريخ الكرة السودانية، وتوالى تردد الاسم على لاعبين آخرين منهم عبد العظيم وعبد العزيز (قاقارين) ولعب الاثنان للمريخ، كما أن عائلة (حموري) لم يتوقف اللقب في محيطها بمدينة مدني، فقد ظهر مع الأخ الأكبر محمد، ثم معتصم الذي انتقل للمريخ من النيل مدني، وله أيضاً تجربة احترافية بدولة الإمارات مع نادي الوصل.

وكان لعالم السيارات حظ وافر في ألقاب اللاعبين، أشهرهم نجم المريخ السابق ومدرب المنتخب الحالي محمد عبد الله، الذي أطلق عليه لقب (مازدا)، وهناك (هينو) مدافع الهلال، وعوض الله (هوندا) مهاجم المريخ، ومن الجيل الحالي وماركات السيارات الكورية ظهر عثمان (اتوس) مهاجم فريق الأمل العطبراوي.

مدرب المنتخب نائب برلماني

في سابقة قد تكون الأولى من نوعها أصبح مدرب المنتخب الوطني محمد عبد الله (مازدا) نائباً في البرلمان السوداني، في الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن الدوائر النسبية، تحت لافتة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وهو من الأحزاب التي عانت انقساماً حاداً حول قرار المشاركة في الانتخابات من عدمه، وظهور اسم مدرب المنتخب الوطني السوداني لم يتوقف عنده المراقبون كثيراً.

لأنه جاء وسط مجموعة من أسماء أخرى تمثل قيادات الكرة في البلاد، نجحوا أيضاً في الجلوس تحت قبة البرلمان كونهم نواباً عن عدد من الدوائر الجغرافية، ويأتي في مقدمتهم مجدي شمس الدين سكرتير الاتحاد السوداني لكرة القدم، الذي فاز عن دائرة أم دوم، ومن ذات الحزب فاز أسامة عطا المنان عن إحدى دوائر مدينة نيالا.

ومن الملاحظات التي لفتت الانتباه أن غالبية الرياضيين الذي خاضوا الجولة من حزب واحد، هو الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، فبجانب مجدي، وأسامة ومازدا، فاز أيضاً مولانا أزهري وداعة الله عن دائرة الشجرة، وخسر كل من جمال أحمد عمر (الكيماوي)، وجمال حسين (أبو عنجة).

واختفى في المقابل بشكل لافت مرشحون رياضيون عن الحزبو الذي اكتسح الانتخابات، وهو حزب المؤتمر الوطني، فلم يرد اسم لرياضي معروف من مرشحيه ضمن الفائزين أو الخاسرين، رغم أن مرشحيه الرياضيين كانوا حاضرين وبقوة في الانتخابات البرلمانية السابقة، وعلى رأسهم الرئيس الحالي للاتحاد السوداني لكرة القدم معتصم جعفر، ورئيس مجلس إدارة نادي المريخ جمال الوالي، اللذين ترشحا في دوائر جغرافية ولائية (الحصاحيصا وفداسي).

Email