التواصل الاجتماعي يشعل ديربي العربي والقادسية مبكراً

التعصب الرياضي دخيل على ملاعب الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح التعصب الكروي ظاهرة واضحة في الكرة الكويتية، زادت حدتها مع التطور التكنولوجي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وبالرغم من أن تلك الظاهرة تعد دخيلة على ملاعب الكويت، فإنها انتشرت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، ولعل ردود الأفعال السلبية، التي تصاحب المباريات المصيرية لا سيما الديربي منها، ولعل حرق أعلام وشعارات المنافس، والشجار بين الجماهير أصبح هذا الأمر عنواناً دائماً للتعصب، والشغب الرياضي في كل ملاعب العالم.

الكرة الكويتية بعد غد تشهد مواجهة من العيار الثقيل وديربي منتظر يجمع بين قطبي الكرة الكويتية فريقي العربي والقادسية في لقاء خارج الحسابات تماماً، ودائماً ما كانت المواجهات بينهما تخرج على نار هادئة بغض النظر إلى النتيجة، لكن مع الوضع الحالي وانتشار «تويتر وفيسبوك وانستغرام» تغير كل شيء وأصبحت تغريدة وحيدة من الممكن أن تقلب الموازين، وتثير الفتن بين جماهير الناديين.

شحن جماهيري

بدأت حرب الشحن الجماهيري بين جماهير القطبين في الأيام القليلة الماضية، لا سيما أن المباراة ستقام على ملعب العربي، ويحتاج فيها الفريق إلى الفوز من أجل التتويج رسمياً بلقب الدوري، الذي غاب عن خزائن القلعة الخضراء ما يقارب 12 عاماً، خاصة أنه تصدر القمة هذا الموسم على مدار 24 جولة كاملة، وبفارق نقطتين عن الكويت، في المقابل تعرض القادسية إلى العديد من العثرات، خلال الفترة الماضية عقب خسارته من الكويت بهدف، وهي المباراة التي شهدت اتهام جماهير العربي لفريق القادسية بالتخاذل أمام منافسه الكويت.

وذلك حتى يحرم فريقهم من الحصول على لقب الدوري، واسترداد الزعامة مرة أخرى من القادسية، بجانب اتهامهم أيضاً أن أداءهم في تلك المباراة لم يرتق لمستوى المنافسة مجاملة لمدربهم السابق «الجنرال» محمد إبراهيم مدرب الكويت الحالي.

أنفجار

جماهير القادسية تريد أن يكون الرد في الملعب رسمياً، من خلال تحقيق الفوز على العربي من أجل التأكيد على أن الزعامة من نصيبهم، رغم التساوي بين الفريقين في عدد الحصول على اللقب 16 مرة لكل منهما، فهذا الشحن من الممكن أن يولد الانفجار في الوقت الذي حددت فيه إدارة العربي المدرج الهلالي لجماهير العربي.

وهو ما أغضب إدارة القادسية وجماهيره، حيث طالبت بنصف مدرجات الملعب، وبالفعل تقدمت بكتاب رسمي إلى اتحاد الكرة من أجل الفصل في هذا الأمر، وهو ما جعل مؤشرات الشحن تصل إلى درجات عاليه جداً، ومن أسباب التعصب الرياضي الدخيل على الملاعب الكويتية هو الميل المفرط إلى فئة ما على حساب المبادئ والقيم كأن ينتمي الشخص فريق معين يوالي من أجله، ويعادي في سبيله كل من ينافسه.

دور الإعلام

بالتأكيد يلعب الإعلام الرياضي دوراً مهماً في الوقت الحالي، من أجل الحد من التعصب والعنف في الملاعب، والتوعية بدور اللغة المستخدمة في التصريحات والمقالات والعناوين الرياضية في الحد من التعصب والعنف والتوعية بدور وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة في الحد من التعصب والعنف، وتعزيز أخلاقيات التشجيع الرياضي لدى الجمهور، واقتراح ميثاق شرف للإعلام الرياضي يسهم في تفعيل دور الإعلام في الحد من التعصب والعنف في الملاعب.

ويتطلب على الأكاديميين دراسة التعصب والعنف في الملاعب الرياضية لتوضيح الأسباب والانعكاسات مع الإشارة إلى العلاقة بين الإعلام والرياضة ودور الخطاب الإعلامي الرياضي في استثارة مشاعر وعواطف الجماهير ودور وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة في الحد من التعصب والعنف في الملاعب وأسس وضوابط ومعايير ميثاق شرف للإعلام الرياضي.

قلة الوعي

من أسباب تواجد التعصب الرياضي في الملاعب الكويتية قلة الوعي الرياضي، وعدم الإلمام الكافي بالمعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف، وكذلك حب الذات والأنانية التي لا تقبل النقد أو الاستماع لوجهات نظر الآخرين، والأهم من ذلك التأثر السريع بالإعلام غير الهادف من خلال أعمدة الكتاب المتعصبين، أو الإعلاميين المتعصبين في بعض القنوات الرياضية، الذين يؤججون الشارع الرياضي، ويغالطون الحقائق.

Email