بعد التعاقد مع الأرجنتيني كوبر

ابن البلد أفضل من «الخواجة» مع «الفراعنة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة من الجدل شغلت الرأي العام الكروي في مصر في الآونة الأخيرة بعد إعلان الاتحاد المصري لكرة القدم عن التعاقد مع الأرجنتيني هيكتور كوبر للعمل مديراً للمنتخب المصري الأول خلفاً للمصري شوقي غريب الذي تمت إقالته عقب فشله في التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2015 في غينيا.

وعلى الرغم من عدم استطاعة المدرب «الوطني» غريب في تحقيق حلم المصريين «المشروع» بالتأهل لنهائيات البطولة التي يحتفظون بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأسها، إلا أن أصواتاً عديدة قالت بأن تاريخ إنجازات منتخب «الفراعنة» لم يصنعه إلا المصريون، وطالبت هذه الأصوات بتوفير العملة الصعبة التي ستدفع للمدرب «الوافد» الذي تمثل قيمة التعاقد معه أكثر من عشرة أضعاف التعاقد مع أي مدرب وطني من «ولاد البلد».

المنحوس

وقبيل دقائق من الاتفاق على تعيين أول مدرب من أميركا اللاتينية لتدريب المنتخب المصري اشترط الأرجنتيني هيكتور كوبر على الاتحاد المصري لكرة القدم الحصول على راتب شهري قيمته 50 ألف دولار أميركي مع تحمل قيمة إقامته في فندق راق بجانب منح مساعديه ومواطنيه الأرجنتينيين مبلغ 15 ألف دولار بجانب توفير شقة سكنية لهما في مدينة 6 أكتوبر.

كما اشترط المصريون على كوبر أن يتأهل بالمنتخب المصري إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية 2017، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، ويتمنى المصريون ألا يكون «النحس» وسوء الحظ ما زال ملازما لهيكتور كوبر والشهير بـ«المدرب المنحوس».

سيطرة أوروبية

وبعيداً عن التشاؤم من المستقبل مع «نحس» المدرب الأرجنتيني كوبر، نلاحظ أن ماضي المدربين الأجانب مع منتخب «الفراعنة» لم يكن يدعو للتفاؤل، حيث قام بتدريب منتخب مصر عشرين مدرباً أجنبياً بدءاً من عام 1935 .

وكان أول مدرب أجنبي لمنتخب مصر هو الاسكتلندي جيمس ماكراي وبعد ذلك تعاقب المدربون والذين كان معظمهم من قارة أوروبا مثل إيريك كين وإدوارد جونز من إنجلترا، وليوبيسا بروتشيش وفاندلر وكوفاتشز ودوسان نينكوفيتش من يوغسلافيا والأخير كان قد فاز مع المنتخب المصري ببطولة كأس الأمم الإفريقية بمصر عام 1959.

كما كان لبروتشيس فضل كبير في تطوير أداء مدربي مصر، حيث مثل هذا المدرب باعتراف الكثيرين مدرسة فنية كروية تخرج منها نجوم التدريب المصري أمثال طه الطوخي وطه إسماعيل والجوهري وشحتة وغيرهم.

إنجازات

على جانب آخر، ارتبطت إنجازات ونجاحات منتخب «الفراعنة» الأول لكرة القدم على مر تاريخه بأسماء المدربين الوطنيين أو من يطلق عليهم «ولاد البلد»، وهؤلاء المدربون الذين كان أول من حمل منهم كأس بطولة الأمم الإفريقية مراد فهمي في عام 1957 في البطولة التي أقيمت بالسودان، وعمل مراد فهمي بعد ذلك سكرتيرا عاما للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» وورث ابنه مصطفى مراد فهمي ذلك المنصب الرفيع من بعده قبل أن ينتقل للعمل مديرا للجنة المسابقات بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».

ويعد محمد عبده صالح الوحش من عمالقة التدريب الكروي المصريين والذين تولوا المسؤولية الفنية لمنتخب مصر لأكثر من مرة؛ حيث قاد المنتخب المصري خلال الفترة من عام 1982 وحتى عام 1985 للتأهل لدورة لوس أنجلوس الأولمبية في عام 1984، كما كان بمثابة «الأب الروحي» للتدريب الكروي ليس في مصر وحدها بل وفي القارة الإفريقية السمراء.

ولا يستطيع أحد أن يتجاوز اسم «الجنرال» محمود الجوهري، الذي لا يعد علامة مهمة في تاريخ تدريب المنتخب المصري فحسب بل يعد أهم علامة في تاريخ التدريب الكروي المصري بوجه عام، حيث كان أول إفريقي يحصل على لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية لاعباً (في عامي 1957، 1959) ومدرباً (في عام 1998) في بوركينا فاسو، كما تأهل للمرة الثانية في تاريخ الكرة المصرية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بإيطاليا 1990.

المعلم

ويعد «المعلم» حسن شحاتة أكثر الأسماء التي تنافس الجوهري على صدارة ترتيب المدربين الوطنيين الذين تولوا مهمة تدريب منتخب مصر الأول لكرة القدم، حيث تمكن من الفوز لثلاث مرات متتالية ببطولة كأس الأمم الإفريقية في رقم قياسي لم يتم تحطيمه لمدرب في القارة السمراء.

وعلى الرغم من فشله في التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بعد هزيمته في المباراة الفاصلة والمؤهلة للمونديال بالسودان على يد المنتخب الجزائري إلا أن التاريخ الكروي المصري لن ينسى له أنه ارتقى بترتيب المنتخب المصري إلى المركز التاسع في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» للمرة الأولى في تاريخه وفي تاريخ المنتخبات العربية والإفريقية.

Email