الموت يغيب صاحب أفضل قدم يسرى في الدوري السوداني

ت + ت - الحجم الطبيعي

غيّب الموت أخيراً لاعب الرابطة كوستي محسن عبد الله، أحد أبرز نجوم الدوري السوداني، عن عمر يناهز 29 عاماً، إثر مرض مفاجئ لم يمهله طويلاً، مخلفاً الأحزان داخل ناديه الوافد الجديد إلى دوري الأضواء والشهرة، ووسط كل معارفه والوسط الرياضي الذي عرفه لاعباً متميزاً، وصاحب يسارية أنيقة، مع سمعة طيبة اكتسبها بأخلاقه العالية وسلوكه الحميد، تاركاً طفله (أحمد) صاحب العامين والثمانية أشهر، وتختطفه يد المنون قبل أن يحقق أمانيه التي جاهر بها في لقاء مع أحد الصحف قبل شهرين من الآن، عندما تحدث عن رغبته في قيادة ناديه إلى التمثيل الخارجي، ليموت قبل أن يحقق الكثير من أمنياته.

وحسب تفاصيل الوفاة، فإن الراحل كان يجلس في المعسكر مع زملائه اللاعبين، واشتكى من صداع حاد، وذهب للاستحمام، وبعد فترة افتقده زميله وصديقه اللاعب النيجيري أوتامالا، الذي ذهب إلى الحمام، ليسأله عن أسباب عدم خروجه، لكنه لم يتلقّ جواباً، فقام مع مجموعة من زملائه اللاعبين بكسر الباب، ووجدوا زميلهم الراحل ساقطاً على الأرض، ليتم نقله إلى المستشفى في مدينة كوستي، ومنه إلى الخرطوم، لكنه ظل في حالة غيبوبة، حتى انتقل إلى رحمة مولاه بعد 4 أيام من العلاج، لتعم الأحزان الوسط الرياضي.

ويقول شقيقه صلاح عبد الله «إن وفاة محسن أحدثت هزة في الأسرة»، وأضاف بنبره حزينة «نسأل الله أن يثبتنا، وأن يعظم أجرنا»، وقال في حديث له مع «البيان الرياضي»، إن شقيقه الأكبر كان محبوباً وسط أفراد الأسرة، وفي الحي تربطه علاقات قوية مع الجيران.

وحكى صلاح عبد الله أن شقيقه كان عاشقاً لوطنه، ويحلم بأن يكون موجوداً مع المنتخب الوطني باستمرار، وقال «منذ بداياته في كرة القدم، كان عندما يشاهد مباراة في التلفاز للمنتخب الوطني يقول لنا إنهم سيجلسون ذات الجلسة في يوم من الأيام لمشاهدته، وهو يلعب باسم السودان». وبدأت مسيرة الراحل الكروية برابطة أمبدة، ومنها إلى فريق أبوروف درجة ثانية، ثم بيت المال، لينتقل منه إلى الموردة، ومنه إلى الرابطة كوستي، محققاً إنجاز العودة إلى دوري الأضواء والشهرة.

واشتهر محسن عبد الله، لاعب الطرف الأيسر، بأنه صاحب أفضل قدم يسارية في الدوري، وعرف خلال الأندية التي تنقل بها، أنه عاشق للقراءة، فهو إن لم يكن يتدرب في الملعب، سيكون حاضراً في المعسكر يطالع كتاباً أو صحيفة.

ويجمع كل من عرف الراحل محسن عبد الله عن قرب على أنه كان لاعباً ملتزماً، يؤدي صلواته في وقتها، وصاحب سلوك حميد، وأنه ظل مضرباً للمثل في الأخلاق العالية، ويقول شقيقه صلاح «الراحل تزوج في سن مبكرة، وكان سعيداً بطفله أحمد، وفخوراً به، ابنه أمانة في أعناقنا، ونتمنى أن يكون مثل والده».

 

Email