الوحيد الذي يحظى بحب جماهير الهلال والمريخ

حلوى «زيكو» أشهر من الدوري السوداني

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتفوق مشجع المريخ الأمين "زيكو" في شهرته على كثير من نجوم كرة القدم والإداريين والإعلاميين، وإن نافسه بعض النجوم في الشهرة لكن لا أحد ينافسه في محبة الجماهير وهو من شخصيات قليلة لا تتعدي اصابع اليد، يتفق عليها أنصار العملاقين الهلال والمريخ رغم مناكفاته المستمرة لأنصار الأزرق وسخريته اللاذعة، لكنها مقبولة ومحبوبة ما جعله رسولاً للمحبة بين الرياضيين ببساطة تعلمها من المجتمع لانه لم يعرف طريقاً إلى المدارس ولم ينل حظه من التعليم، لكنه يزرع الالفة والمحبة في الوسط الرياضي بـ(كيس حلوى) وكلمة طيبة.

وقصة الأمين زيكو لا تتكرر كثيراً فهو شاب في منتصف العقد الثالث من عمره، اشتهر بارتباطه القوي بنادي المريخ منذ طفولته حيث ظل يحضر كل مباريات الفريق مشجعا ومحمسا للاعبين، ليس له مهنة لأنه ببساطة بلا عمل، عمله الوحيد تشجيع نادي المريخ في المباريات وكذلك المنتخب الوطني، وبعد فوز فريقه يصحو مبكراً في اليوم التالي ويقوم بشراء عدد من (أكياس الحلوى) ويطوف ليوزعها على معارفه في قلب العاصمة الخرطوم من أقطاب ومشجعين في مكاتب عملهم، مع حرصه على زيارة كل الصحف الرياضية خاصة الصحف التي تنحاز في خطها لناديه المريخ، ومقابل كل حلوى يتم منحه ما يعادل درهماً أو نصف درهم، أما عند فوز ناديه على نده التقليدي الهلال فإنه يحرص على زيارة صحف الهلال وأقطاب النادي وتقديم الحلوي لهم بإصرار مع مداعباته المحببة التي تجد القبول.

زيارة

والحياة التي يعيشها زيكو مختلفة في الكثير من تفاصيلها، فهو يبدأ يومه المعتاد مرتدياً قميص المريخ الأحمر، الذي لا يرتدي غيره إلا في الاعياد والمناسبات الخاصة، قبل أن يتوجه من منطقة الكلاكلة الشهيرة جنوب الخرطوم إلى وسط المدينة رافعاً علم ناديه المفضل في مرات كثيرة، بعدها يزور معارفه وأحبابه في مكاتبهم، وتلك الحالة إن لم تكن يومية فإنه لا يغيب يومين متتاليين، ولأنه شاب محبوب فإن المنتمين للمريخ أو الهلال لا يمانعون في تقديم المساعدة له، خاصة وأن اخلاقه العالية في التعامل تجعل كل شخص لا يرد طلبه ويسعى إلى ارضائه، كما أنه يحصل أحيانا على مبالغ مالية ضخمة من أثرياء الوسط الرياضي الذين يحبونه، ويفتحون له أبواب بيوتهم ومكاتبهم، وكل الرموز وكبار قادة العمل الرياضي يرون فيه المشجع النموذجي الذي يشجع بأدب ويحترم الجميع.

صديق

ويعتبر" زيكو" رغم بساطته صديقاً لرؤساء الاتحادات والاندية مثل كمال شداد، جمال الوالي، صلاح ادريس، الأمين البرير، حسن عبدالسلام، معتصم جعفر، والذين لا يبخلون عليه بتقديم يد المساعدة وقد سبق ان تكفل رئيس اتحاد الخرطوم الحالي حسن عبدالسلام عندما كان امينا لخزينة نادي المريخ بتسفيره إلى القاهرة لمتابعة احدى مباريات الفريق.

ويقول الأمين زيكو: ان علاقته بالمريخ بدأت منذ أن كان طفلاً ولا يعرف كيف أصبح مجنوناً بحب هذا النادي بحسب قوله، ويضيف بالعامية السودانية المحببة: "أنا بحب المريخ شديد، لكن ما عارف الكلام ده حصل كيف"، وعن المساعدات التي يتلقاها يقول: انه أكبر اخوانه وأخواته وانهم يسكنون بالايجار وان ما يتلقاه من عطايا يصرفه على اسرته.

 

مداعبة

ويداعب البعض زيكو ويقولون له انك أصبحت من الاثرياء، بحكم جمعه للمبالغ اليومية الكثيرة والتي تعتبر في حكم المساعدات، لكنه يرد عليهم بقوله: أنا زول مسكين ما عندي حاجة.. ولو لقيت قروش كتيرة بشتري حاجات سمحة للبيت.

ومن الاشياء المميزة في شخصية زيكو انه لا يمانع في تقديم كل ما في جيبه لأي شخص اذا كان محتاجاً، لأنه بالرغم من ظروفه ومسؤوليته معروف بالكرم أيضاً، كما أنه مشهور بالتواصل الاجتماعي ويهب مسرعا لزيارة المريض وتقديم العزاء أو تهاني الأفراح بطريقة لافتة للنظر ويصر على أن يجامل اصدقاءه عند الزواج بشعارات التهاني مع كيس حلوى وساعة يد.

ويؤكد زيكو انه مدين للوسط الرياضي بالكثير وانه سعيد بالحب الذي يجده ويقول: يا ريت الناس كلها تشجع وتحب بعض من غير مشاكل..انا بزعل لما المريخ يتغلب لكن ما بعمل مشكلة.

 

بايرن ميونيخ والمريخ

قرر المريخ استدعاء نجومه مُبكراً بعد تحديد موعد مباراته أمام بايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا 9 يناير المقبل، في الدوحة، بناء على توجيهات مدرب الفريق الألماني كروجر، وكان المريخ قد منح نجومه راحة بعد انتهاء الموسم الكروي أواخر الشهر الماضي، فترة تزيد على شهر، ورأى الجهاز الفني ضرورة التعديل في برنامج الإعداد وتغيير وجهته إلى الدوحة من أجل مواجهة بطل أوروبا.

Email