قصصهم تشبه ألف ليلة وليلة

أفارقة الدوري الأردني «خيبة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل المقالب التي تتعرض لها الأندية الأردنية مع اللاعبين الأجانب والسماسرة المخادعين، رغم التحذيرات المتكررة التي يطلقها الاتحاد الأردني وخبراء اللعبة بضرورة التروي والتمحيص في السير الذاتية، التي تنهال على الأندية خلال فترات القيد الرسمية والمحددة بحسب العرف الدولي في اثنتين الأولى قبل بدء الموسم والثانية في منتصفه.

القصص والروايات الخاصة بهذه القضية أشبه بقصص ألف ليلة وليلة لا تنتهي، إذ يثير معظمها الحزن والضحك في وقت واحد، وأبطالها عادة لاعبون أفارقة وسماسرة، لا تعرف من أين يبزغون، يقدمون أنفسهم خبراء لا يشق لهم غبار في نجوم كرة القدم، حتى يصل الأمر بهم إلى عرض خدماتهم بالمجان على الأندية بوصفهم مؤازرين لها منذ نعومة أظفارهم، لكنهم في الوقت نفسه يقبضون عمولاتهم من تحت الطاولة.

مقلب

ويطول الحديث في قصص هذه المقالب، ففي مطلع الموسم الحالي كان أحد الأندية الكائن في شمال المملكة، يدرس التعاقد مع مهاجم إفريقي صاحب مستوى عال بحسب السيرة الذاتية المعروضة، والتي تشير صراحة إلى أن اللاعب سبق له الاحتراف مع عدة أندية في أوروبا والخليج العربي ويتجاوز عمره الثلاثين عاماً.

وأعلن النادي موافقته على التعاقد مع اللاعب، والذي تم استقدامه إلى الأردن من أجل التفاوض معه، ليطلب الأخير التوقيع على العقد مباشرة، دون أن يخوض أي اختبار بدني أو طبي، كون سمعته الكروية معروفة، لتوافق إدارة النادي على هذا الطرح، لكن أحد الأعضاء من أصحاب الخبرة، أجهض الصفقة عندما قام بالتمحيص في هوية اللاعب، ليتبين له أنه ليس الذي يملك السيرة الذاتية المعروفة، بل شقيقه، ولكم أن تتخيلوا ما جرى بعد ذلك، إذ تم طرد اللاعب من النادي دون أن يتم تقديم شكوى رسمية بحقه خوفاً من الفضيحة.

قصة

المثير في القصة أن اللاعب نفسه لم يغادر إلى بلاده، بل توجه إلى عرض خدماته بنفس الأسلوب على أحد الأندية المنافسة، بعدما قام النادي الأول بالتعتيم على هذه القصة، لينجح اللاعب المزور في خداع النادي الجديد، فيما تم اكتشاف عملية التحايل هذه في أول مران له مع الفريق، فالمستوى الذي قدمه لا يشفع له في تولي مهمة جمع الكرات، وليس اللعب في مركز المهاجم، على حد قول أحد أصحاب الدم الخفيف.

تفاوض

تجارب الأندية الأردنية مع أشباه المحترفين، وتحديداً الذين يتوافدون باستمرار من إفريقيا، كثيرة، باستثناء واحدة، ربما كانت معاكسة لكافة التوقعات، وتتمثل في المهاجم الكونغولي كبالغنو الذي احترف عدة مواسم مع نادي شباب الأردن، وصنف بأنه أحد أفضل المهاجمين المحترفين الذين لعبوا في الدوري الأردني، في حين أن البقية الباقية لم تقدم ما يتمتع به اللاعب الأردني عادة، وآخر اللاعبين الأفارقة المتواضعين كان المهاجم النيجيري دانيال اوليرم الذي وقع للوحدات مقابل (70) ألف دولار مطلع الموسم الحالي، وها هو النادي الآن يفاوضه لإنهاء عقده بالتراضي.

ظروف

وعلى العكس من اللاعبين الأفارقة، تزدحم الأندية الأردنية حالياً بالمحترفين العرب، وتحديداً من السوريين الذين اضطرتهم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم إلى التوجه للعب الخارجي، إذ من النادر أن تجد نادياً أردنياً لا يلعب في صفوفه محترف سوري صاحب إمكانات توازي حضوره أو تفوقه على اللاعب الأردني، بالإضافة إلى تولي عدد من المدربين السوريين تدريب عدة أندية أردنية قدمت عروضاً لافتة في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال نادي ذات راس الذي يقوده السوري عماد خانكان ونجح في الفوز معه بأول ألقابه الرسمية الموسم الماضي؛ لقب كأس الأردن.

إن الاتحاد الأردني كان وما يزال يقوم بتوجيه النصح للأندية بضرورة التعاطي بحذر مع اللاعبين الأجانب لدرء المقالب التي تحدث بين الفينة والأخرى، مطالباً بأن تقوم الأندية بالتعامل مع وكلاء اللاعبين المعتمدين من قبل الاتحاد والفيفا على حد سواء، لكن العديد منها ما يزال يقع فريسة الإغراءات التي يقوم بها سماسرة لا علاقة لهم باللعبة .. لا من قريب ولا من بعيد.

Email