كشف إسماعيل غربي «21 عاماً»، بعدما شق طريقه أخيراً إلى تشكيلة منتخب تونس، واختياره تمثيل «نسو قرطاج» بقلبه بعدما مثّل منتخبي فرنسا وإسبانيا في فئة الشباب، عن طموحاته المستقبلية بعد أن شارك للمرة الأولى الشهر الماضي، مع «نسور قرطاج» المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وتحقيقه بداية رائعة بتسجيل هدفه الدولي الأول في مشاركته الأولى مباشرة، وذلك في حوار أجراه الاتحاد الدولي للكرة (فيفا) مع اللاعب المولود في فرنسا لأب تونسي وأم إسبانية.
وأشار «فيفا» في بداية الحوار، إلى أن غربي يعتز بإرثه متعدد الثقافات، ورغم تمتعه بسرعة كبيرة في الملعب، إلا أن انطلاقته الدولية كانت أسرع بكثير، إذ في غضون شهر واحد فقط من بدء مسيرته مع منتخب تونس، اكتسب كل ما يمكن تخيله من خبرات خلال تلك الفترة، ليخوض مباراته الدولية الأولى أمام ليبيريا وتفوز تونس بثلاثية نظيفة.
ثم ساهم غربي في تأهل المنتخب التونسي إلى كأس العالم، بالانتصار بهدف دون مقابل على غينيا الاستوائية، واختتم هذه الفترة بالمشاركة أساسياً في مواجهة ساو تومي وبرينسيبي، وتسجيله الهدف الافتتاحي في الفوز الساحق بسداسية نظيفة، ويقضي الجناح التونسي موسمه الحالي معاراً من نادي براغا إلى أوغسبورغ، لكنه صقل مهاراته في باريس، حيث تدرب إلى جانب كيليان مبابي وليونيل ميسي ونيمار.
ويقول غربي: «انطلاقتي الدولية كانت لحظة مؤثرة للغاية، لأنها حدثت على أرض الوطن، بحضور عائلتي والجميع يشاهد من المدرجات، وعندما عزف النشيد الوطني التونسي، تأثرت بشدة وغمرتني الكثير من المشاعر، وسارت الأمور بشكل جيد على أرض الملعب أيضاً، بتحقيق الفوز، وبمشاركتي في جزء من المباراة للمرة الأولى، وكانت بدايتي موفقة، حتى أنني حصلت على فرصة للتسديد من لمستي الأولى، وكانت تجربة لا تتكرر في العمر».
وتابع: «كانت المباراة الثانية في غينيا الاستوائية، تحمل رهاناً كبيراً، خصوصاً وأن بطاقة التأهل إلى كأس العالم كانت على المحك، وكان المنافس عنيداً وأبهرني كثيراً، وفي النهاية، نجحنا في الحفاظ على تماسكنا الدفاعي، وهذا جزء أصيل من هوية تونس، تماماً مثل روح الفريق التي غالباً ما ترجح الكفة لصالحنا، ورغم أننا منحناهم بعض الفرص الخطيرة، إلا أننا لم نستسلم مطلقاً وتمكنا في النهاية من هز الشباك، وحسم التأهل في واحدة من اللمسات الأخيرة للمباراة، وكانت لحظة لا تصدق لأننا خطفنا الفوز في اللحظات الأخيرة مع صافرة النهاية تقريباً، وهو ما جعل الانتصار أكثر جمالاً».
وواصل قائلاً: «كانت مشاركتي الثالثة الأولى أساسياً وهدفي الأول، والمذهل اللعب على أرضنا، وبحضور عائلتي بأكملها في الملعب وأصدقائي يتابعون المباراة، وعندما رأيت الكرة تسكن الشباك، كانت لحظة استثنائية حقاً، لأنه كان هدفاً رائعاً، وبالنظر إلى البدايات، من الصعب أن تتفوق أي لحظة أخرى على هذه، وكانت المشاعر جياشة، وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي عندما رأيت جميع زملائي يركضون للاحتفال معي، والجميع في قمة السعادة، وهذا يعني لي الكثير».
وعن قراره تمثيل منتخب تونس بعدما مثّل فرنسا وإسبانيا على مستوى الشباب، قال: «كان علي فقط أن أتبع حدسي، وأعتقد أن اللعب للمنتخب يختلف عن اللعب لنادٍ، لأنك تمثل ما هو أكثر بكثير من مجرد فريق، واتبعت قلبي بالفعل، وكان يحثني على اللعب لتونس، كما كان التوقيت مناسباً تماماً، وأردت أن أكون جاهزاً وقادراً على تقديم مساهمة حقيقية لهذا الفريق».
وبالنسبة لمسيرته مع الأندية، قال: «انضممت إلى باريس سان جيرمان في عمر الـ12، وحظيت بفرصة العمل مع الفريق الأول في وقت مبكر، تحديداً عندما كنت في الـ16، والحلم أصبح حقيقة، وأمراً مميزاً بالنظر إلى قيمة اللاعبين الذين كانوا متواجدين في ذلك الوقت، ونحن نتحدث عن نخبة لاعبي كرة القدم، أفضل لاعبي العالم، وربما الأفضل على الإطلاق».
وأضاف: «في ذلك الوقت، كان الأمر يقتصر على تحقيق أقصى استفادة من التواجد حول هؤلاء النجوم، والحصول على فرصة مشاركة غرفة تبديل الملابس والتدريبات معهم، وكنت أبذل قصارى جهدي يومياً لاستيعاب ما يفعلونه، سواء داخل الملعب أم خارجه، وأستمد الإلهام منه، وهذه هي اللحظات التي تبقى معك مدى الحياة».
وعن أهداف تونس في كأس العالم، قال: «تتجه تونس إلى كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، وهو ليس بالأمر الهين، وأظهر الفريق جودة حقيقية أيضاً، ففي كأس العالم الماضية، تمكن من الفوز على فرنسا بهدف نظيف، والتعادل مع الدنمارك سلبياً، وهدفنا الآن التأهل إلى الأدوار الإقصائية في المونديال، ثم نرى إلى أي مدى يمكننا الوصول، وأعتقد أن هذه المجموعة من اللاعبين قادرة على تحقيق ذلك، ونحن نمتلك في الفريق بعض اللاعبين المخضرمين الذين سبق لهم المشاركة في كأس العالم، بالإضافة إلى مدربنا سامي الطرابلسي، الذي كان ركيزة أساسية في هذا المنتخب، ويمتلك خبرة كبيرة وبارع في عمله، وهذه ميزة إضافية بالنسبة لنا.
