أرشاد نديم.. بطل انطلق من «حقول القمح»
انطلقت احتفالات عارمة في مسقط رأس أرشاد نديم بعدما منح باكستان أول ذهبية أولمبية في ألعاب القوى بفوزه بلقب رمي الرمح متفوقاً على الهندي نيراج شوبرا حامل اللقب بأولمبياد باريس 2024.
ما يزيد من خصوصية الفوز الذي حققه نديم هو أصوله البسيطة إذ نشأ في بيت تأسس من الطوب اللبن في إحدى القرى الفقيرة في الريف الباكستاني، حيث تدرب في حقول القمح باستخدام رمح بدائي.
وأثار نبأ فوز نديم، الذي وصل إلى باكستان في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية ، فرحة مواطنيه وتدفقت رسائل التهنئة من قادة البلاد واحتفالات كبيرة في قريته ميان تشانو التي عادة ما تكون هادئة.
وقال شقيقه الأكبر شاهد نديم «لم نتمكن من النوم منذ الليلة قبل الماضية بسبب الزيارات المستمرة من الأقارب ووسائل الإعلام والأصدقاء والجماهير وموظفي الحكومة لتهنئة العائلة». وتخصص باكستان غالبية تمويلها الخاص بالرياضة إلى ألعاب جماعية مثل الكريكت والهوكي.
تشبيه
وقال نديم، الذي شبه نزاله الأولمبي أمام شوبرا بمواجهات منتخبي البلدين في الكريكت، في السابق إن من الصعب ممارسة رياضة بخلاف الكريكت في باكستان، حيث لا توجد الموارد الكافية أو المنشآت لممارسة رياضته.
لكن رميته لمسافة 82.97 متراً في باريس، والتي حطمت الرقم القياسي الأولمبي، منحت باكستان أول ميدالية أولمبية منذ أولمبياد برشلونة 1992 وأول ذهبية منذ أولمبياد لوس انجليس 1984. وكتب نديم عبر منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي «هذه الميدالية هدية مني للبلد بأسره بمناسبة يوم الاستقلال (الموافق يوم 14 أغسطس )».
وينحدر نديم (27 عاماً)، المتزوج وله طفلان، من أسرة فقيرة تضم ثمانية أطفال في منطقة خانوال بوسط باكستان حيث بدأ حلمه الأولمبي. كانت منطقته تعاني من نقص إمدادات المياه والكهرباء، ناهيك عن المرافق الرياضية المناسبة للتدرب.
وقال شقيقه: «في البداية، صنع رماحاً منزلية باستخدام أغصان الشجر وزودها بأطراف حديدية. كانت الحقول في قريتنا بمثابة ملاعب التدريب». وتحسن الوضع عندما انضم نديم إلى شركة الكهرباء المحلية التي كانت تمتلك مرافق رياضية خاصة بها.
وقالت والدته ريزيا بارفين: إنه كان يتدرب برماح دون المستوى حتى قبل أشهر من أولمبياد باريس حينما وافقت الحكومة الباكستانية على طلبه وتدخلت لتحسين الوضع، ومنحته ثلاثة رماح مطابقة للمعايير الدولية من جنوب أفريقيا. وأعلنت مريم نواز رئيسة وزراء إقليم بنجاب، حيث ينتمي ناديم، تخصيص 100 مليون روبية جائزة مالية على ما وصفته بأنه «عمل شاق».