أهدت تتويجها للجزائر والعرب

إيمان خليف.. من بيع الخبز والبلاستيك إلى ذهبية الملاكمة

إيمان خليف حققت حلمها | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف أن الفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد باريس كان أبلغ رد على «الحملة الشرسة» التي تعرضت لها. وقالت بعد التتويج بلقب وزن الوسط (تحت 66 كيلوجراماً): أكيد الذهب هو الرد الوحيد والكامل، توجت بالميدالية الذهبية. حلم ثماني سنوات وتعب ثماني سنوات.

المهم شرفت العالم العربي كله وشرفت بلدي الجزائر ووالدي وعائلتي. هو ده الرد الكامل اللي نقوله للعالم على الحملة الشرسة. فرحتهم وقدمت أداء جيداً أنا فخورة جداً. وهيمنت أخبار إيمان والملاكمة التايوانية لين يو تينج على عناوين الأخبار في ألعاب باريس.

وقالت إيمان - التي اضطرت لتمويل نفسها عبر بيع الخبز في الطريق وجمع الحديد والبلاستيك لإعادة بيعه حتى تحصل على مصاريف تذكرة السفر من قريتها إلى نادي الحماية المدنية للملاكمة، ثم إلى العاصمة الجزائر لتمارس رياضتها المفضّلة - أنا امرأة مثل أي امرأة، ولدت امرأة وعشت امرأة، لكن هناك أعداء للنجاح لا يستطيعون تقبل نجاحي.

كل الشعب الجزائري يعرف إيمان وقوتها في الميدان وأخلاقها. كانت ميدالية لكل العرب. الحمد لله أولاً وقبل كل شيء الشعب الجزائري يستاهل الميدالية هذه ويستاهل أنه يفرح. قدمت منازلة جيدة ومش قادرة أوصف كمية الفخر.

من جهتها قالت منافستها الصينية يانج ليو : لعبت على أعلى مستوى وسعيدة بالفضية وإن كنت أؤمن بقدرتي على حصد الذهب. قابلت إيمان سابقاً وأعرف مدى قوتها. أتعامل معها مثل أي منافسة أخرى وأحترم الجميع. سأتعلم منها بعض المهارات خاصة باللكمات القوية.

فرح

وعلى وقع هتافات «1، 2، 3، تحيا الجزائر»، هلّلت القرية الريفية للملاكمة إيمان خليف فرحاً إثر تتويجها.

قال والدها عمر خليف بعد أن شاهد نزالها النهائي ضد خصمتها الصينية على شاشة عملاقة وسط أجواء احتفالية مع باقي أبناء قرية بيبان مصباح «هذا انتصار للجزائر».

وأطلق السكان عيارات نارية في الهواء تكريماً للملاكمة البالغة 25 عاماً، فيما كتب الأطفال اسمها على جباههم.

وقبل خوض خليف نزالها الأخير في باريس، أعلنت قريتها التعبئة العامة، استعداداً للحدث الكبير.

وتدفّق مئات الأشخاص من أنصار خليف بعد الظهر نحو بيبان مصباح، على بعد 10 كلم من تيارت، المدينة الواقعة على بعد 300 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة، لمساعدة أهل القرية في التحضير لليلة الكبيرة. تطوّع السكّان من مختلف الأعمار لأجل إعطاء وجه جديد للقرية التي أصبحت معروفة على نطاق واسع.

وقال ابن عمها منير خليف البالغ 36 عاماً :«اتفقنا على إعطاء وجه جديد للقرية وبعث الروح فيها بفوز إيمان خليف» .

وتستحق الساعات التي عاشتها البطلة الأولمبية، قبل وبعد نزالها مع منافستها الصينية ليو يانج، أن توثق.

وغادرت خليف، رفقة مدربيها بيدرو لويس دياز، ومحمد شعوة، وأيوب جروب، إضافة إلى 2 من مسؤولي البعثة الجزائرية، مساء أول من أمس مقر إقامتها بالقرية الأولمبية نحو محطة حافلات نقل الرياضيين إلى أماكن المنافسات، وسط دعوات بالنجاح من إحدى العائلات المقيمة بجوار المبنى.

كل ما طلبته خليف، في هذا الطريق القصير كان «علكة» ربما للتخفيف من التوتر الذي بدأ يسيطر عليها. فما كان من مرافقيها إلا أن يلبوا طلبها ومن حسن حظهم أن جزائرية الأصل من موظفي الأمن وفرت «علكات» وليس «علكة» لأجل عيون «بطلة قومية».

بعد دقائق وصلت ليو يانج، رفقة طاقمها إلى محطة الحافلات، ووقفت على بعد مترين من خليف، دون أن يتبادلا التحية، بخلاف بقية أعضاء الطاقمين الذين دخلوا في حديث ودي خاصة أن مدربي الجزائرية والصينية ينحدران من بلد واحد: كوبا.

صعد الجميع إلى الحافلة، جلست خليف، بعيدة عن يانج، وبعد دقائق طلبت هاتف أيوب جروب، لتصفح شيء ما، عاودت الطلب مرة ثانية، ثم دخلت في تركيز تام إلى غاية الوصول إلى ملعب رولان جاروس بعد 30 دقيقة من السير، وقبل نحو 3 ساعات من النزال، دخلت خليف ومنافستها يانج، رولان جاروس وكاميرا التليفزيون تتبع خطواتهما حتى غرف تبديل الملابس.

في الأثناء بدأت أرجاء ملعب رولان غاروس تعج بالمشجعين، وكان واضحاً التوافد الكبير للجزائريين الذين تميزوا عن غيرهم بحمل علم بلدهم وترديد الهتاف الشهير«وان، تو، ثري، فيفا لالجيري».

بعد التاسعة والنصف ليلاً، انطلقت النزالات النهائية، وكان ترتيب نزال خليف يانج هو الرابع والأخير. انتظر تقريباً كل من كان في الملعب هذا الموعد، وظهر بعض الخلل على المنظمين الذين فشلوا في كبح مشاعر المشجعين الجزائريين الذين تفاعلوا واحتفلوا بالتتويج الذهبي لإيمان خليف، كما لو فعلوا مع انتصارات منتخب كرة القدم.

كررت خليف، احتفالها على طريقة النجم السابق لنادي مولودية الجزائر يوسف بلايلي، وحاولت بكل الطرق إخفاء دموعها عند عزف النشيد الوطني الجزائري.

Email