أُنس جابر.. مجد وسعادة وإلهام

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تتوقف التونسية أُنس جابر عن كتابة صفحات جديدة في تاريخ التنس العربي والأفريقي، من أسبوع لآخر، تبهرنا بإنجازات عظيمة، كنا نعتقد أنها بعيدة عن واقع الرياضة العربية، لكنها حولتها إلى حقيقة. غداً، تسطع النجمة العربية في سماء التنس العالمي، لتصبح رسمياً أول لاعبة عربية وأفريقية تحتل وصافة التصنيف العالمي لتنس المحترفات، بعد أسبوع واحد فقط من وصولها للمركز الثالث عالمياً، كأفضل تصنيف لها.

طريق الألقاب

فازت أُنس جابر (27 عاماً)، بثلاثة ألقاب فردية في جولات رابطة محترفات التنس، بالإضافة إلى 11 لقباً فردياً، ولقب زوجي واحد، على مستوى الاتحاد الدولي لكرة المضرب.

سلكت أيقونة التنس العربي «وزيرة السعادة»، كما يلقبها التونسيون، طريق الألقاب، منذ أن كانت لاعبة ناشئة (16 عاماً)، بوصولها إلى نهائيين فرديين للناشئين في دورة فرنسا المفتوحة عامي 2010 و2011، وفازت باللقب في 2011، كانت أول لاعبة عربية تفوز بلقب فردي غراند سلام للناشئين، منذ أن فاز المصري إسماعيل الشافعي بلقب ويمبلدون للشباب في 1964.

تطور

يعكس تطور تصنيفها العالمي، حجم التحديات التي واجهتها في طريقها، والجهود التي بذلتها خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، لتكون واحدة من أفضل اللاعبات في العالم، حيث ارتقت من التصنيف 1601 في 2010، إلى 1209 في 2011، و146 في 2014، قبل أن تتراجع إلى 210 في 2015، لابتعادها عن المشاركة في البطولات بسبب الإصابة، لكنها بدأت تنسج مسيرتها الاحترافية الحقيقة منذ 2017، عندما دخلت نادي الـ 100، وصعدت للتصنيف 88، ما منحها دافعاً أقوى للتقدم أكثر فأكثر، وفي عام 2020، أصبحت من ضمن أفضل 50 لاعبة في العالم، وقبل نهاية العام، وصلت إلى التصنيف31، وحينها كشفت عن أن طموحها أن تكون من بين أفضل 10 لاعبات في العالم، وبعدما نجحت في التتويج بلقب دورة برمنغهام الإنجليزية في 2021، تمكّنت بالفعل من التقدم إلى التصنيف العاشر عالمياً.

مع استمرار حصد النتائج المبهرة والانتصارات المتتالية، وتتويجها بلقب بطولة مدريد المفتوحة، وبلوغها نهائي بطولة روما مايو الماضي، صعدت النجمة التونسية إلى التصنيف السادس عالمياً، وبما أن النجاح يولد النجاح، واصلت أنس جابر تألقها في عالم تنس المحترفات، واستطاعت أن تضيف لقائمة إنجازاتها العظيمة، لقب بطولة برلين، لترتقي إلى المركز الثالث عالمياً.

إلهام

لا تخفي أُُنْسْ جابر رغبتها في أن تشكل مصدر إلهامٍ للفتيات العربيات، ليمارسن رياضة كرة المضرب، ويحترفن بها، من أجل أن يرتفع عددهن ضمن دورات رابطة المحترفات، ويصبحن قوة ضاربة، مثل الأمريكيات والأوروبيات، وقالت عندما حققت أول ألقابها في تنس المحترفات: «أن تحقق لاعبة عربية وحيدة هذا الإنجاز، ضمن دورات تنس المحترفات، ليس بالأمر الهين»، وأضافت: «أعتقد أن هناك من يتابعني الآن، ويرغب أن يكون في مقامي، كل ما أريد التعبير عنه، هو أنني ما دمت تمكنت من الوصول إلى هذا المركز، فهذا يعني أن لا شيء مستحيل، كما قلت سابقاً، أقوم بمحاولات مستمرة ودائمة لإلهام الأجيال القادمة».

صناعة تونسية 100 %

تعرف أُُنْسْ جابر نفسها، بكونها صناعة تونسية 100 %، حيث ولدت في مدينة قصر هلال التونسية، وورثت حب التنس من والدتها، لتبدأ ممارسة اللعبة وهي في سن الثالثة، ثم تدربت تحت إشراف المدرب التونسي نبيل مليكة، لمدة 10 سنوات، في مدينة سوسة القريبة من مقر إقامتها.

في الثانية عشرة من عمرها، انتقلت جابر إلى العاصمة تونس، للتدرب في المعهد الرياضي بالمنزه، وهي مدرسة ثانوية رياضية وطنية للرياضيين الصاعدين في البلاد، حيث مكثت لعدة سنوات، كما تدربت لاحقاً في بلجيكا وفرنسا، بدءاً من سن 16 عاماً.

وراء نجاح أُُنْسْ جابر في رياضة التنس، لتصبح أفضل لاعبة عربية وأفريقية لكل الأوقات، قصة حب جميلة، خرجت أصداؤها إلى العلن، وتصدرت صفحات التواصل ومواقع الإنترنت في تونس والعالم، فزوجها كريم كمون، ليس سوى مدرب اللياقة الذي يشرف على إعدادها على امتداد العام، وهو الذي يمنحها الطاقة البدنية والمعنوية، لتكون على أتم الجاهزية، إضافة إلى مدربها التونسي عصام الجلالي، وهو أحد أسرار النجاح الساحق الذي تحققه أُُنْسْ جابر، وصعودها الصاروخي في التصنيف العالمي.

الضربات المجنونة

تتبنى أُنس جابر طريقة لعب تعتمد على مجموعة من الأساليب المتنوعة، التي تشير إليها «بالضربات المجنونة»، وتحاول توظيف ضربات صعبة، لأنها الطريقة التي تفضل لعب التنس بها. تفضل استخدام الضربات اللولبية والضربات القصيرة على وجه التحديد، يمكن لأُنس جابر تنفيذ الضربات الفائزة بعدة طرق، منها: الضربات القصيرة الخلفية من الخط الخلفي، أو الضربات الأمامية المباشرة، وتحب اللعب على جميع الأرضيات.

 

Email