محمد النعيمي.. قصة حب مع «الجودو»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد لا تصدق أن طفلاً إماراتياً في الحادية عشرة من عمره، يحمل هماً يفوق عمره الصغير في كيفية نشر رياضة «الجودو»، التي أصبح محباً لها في أشهر قليلة. حدث ذلك بعد أن وجد محمد النعيمي نفسه الوحيد وسط زملائه في المدرسة وأصدقائه الذي يعرف اللعبة التي يمارسها، ما جعله يشعر ببعض الحزن.

بدأ الطفل محمد سالم النعيمي، ابن إمارة الشارقة، محاولاته بالحديث مع زملائه وإظهار إيجابيات اللعبة ونجح في إقناع 7 منهم، لكن ذلك لم يكن كافياً، لأن طموحه أن تنتشر اللعبة على نطاق واسع في الدولة لذلك لم يتوقف عند محطة «الحديث» وانتقل إلى الأفكار والمبادرات الإيجابية بدعم كبير من أسرته التي توفر له أعلى درجات الاهتمام.

تعود التفاصيل إلى الطفل الذي تنقل في 4 أنشطة رياضية، هي: السباحة، التايكوندو، الكاراتيه، الفروسية، حتى وجد نفسه أخيراً في لعبة «الجودو» بداية من أغسطس الماضي عندما انضم إلى نادي الشارقة، بدعم ومساندة من عمار اليافعي إداري الفريق والجهاز الفني، وسريعاً أصبح محمد النعيمي عاشقاً للجودو، وفي الوقت ذاته حزيناً لعدم انتشارها بالقدر الذي تستحقه اللعبة، وكانت أولى خطواته العملية في الترويج للجودو تصوير وإنتاج مقاطع فيديو قصيرة ونشرها على «تيك توك» في صفحته التي يحظى فيها بنحو 1500 متابع، حتى يتعرف أصدقاؤه على الجودو وكيفية ممارستها.

وذهب الطفل محمد النعيمي أكثر من ذلك عندما أقدم على مبادرة، جمع خلالها بين نادي الشارقة للجودو ومدرسته «مدرسة الكمال الأمريكية بالشارقة»، ليتم الاتفاق على عروض يقوم بها النادي في المدرسة خلال حصة الرياضة في مختلف الفصول الدراسية، في مبادرة تفوق سنه.

اهتمام

 

وعكست المبادرات المدهشة التي أقدم عليها محمد النعيمي، اهتمام الأسرة ووعيها ودعمها لابنها، ولم يكن ذلك مستغرباً من والده سالم النعيمي الذي يعمل في المؤسسة العسكرية، ووالدته الدكتورة صباح أحمد الشبيبي التي قالت إنها اختارت لابنها رياضة الجودو لكنه أحبها منذ التدريبات الأولى، وقالت إن هدفها من ذلك أن يكون مفيداً لوطنه ومجتمعه، وقادراً على الدفاع عن النفس مع توظيف طاقته في أشياء إيجابية، وأضافت: «محمد الابن الوحيد مع شقيقته لذلك أحرص أن يكون قوياً وأن نقدم مواطناً صالحاً ومفيداً لوطنه ومشرّفاً لأسرته وأهله وأنا سعيدة وفخورة بما يقوم به لرياضة «الجودو»».

وقالت الدكتور صباح الشبيبي إنها تتابع جهود نادي الشارقة مع ابنها، وترى أن النادي يقوم بعمل رائع يستحق عليه الإشادة، ومتابعة بشكل عام لما يبذله اتحاد الإمارات للجودو بقيادة محمد بن ثعلوب في نشر وتطوير اللعبة وإقامة البطولات على أرض الإمارات وتأمل أن ترى ابنها مصدر فخر لوطنه وأن يحقق الإنجازات في المنافسات الخارجية.

نهج الأسرة

ويسير محمد النعيمي، الذي يتميز أيضاً بتفوقه الأكاديمي في المدرسة، على النهج الذي رسمته أسرته ويحلم بأن يكون بطلاً إماراتياً في المستقبل، لكنه يقول إن كل هدفه حالياً أن يطور مستواه بعد أن وصل إلى المرحلة الثانية في اللعبة «الحزام الأصفر» وأن يسهم في نشر الجودو ليستقطب المزيد من اللاعبين الصغار، وقال إن جهوده في هذا الصدد لن تتوقف حتى تصبح اللعبة في كل بيت بالإمارات، معبراً عن سعادته بنيل أول ميدالية ذهبية في مسيرته من أول مشاركة له في بطولة الفجيرة للبراعم والناشئين الأسبوع الماضي، ما يؤكد أن حبه للجودو قاده إلى منصات التتويج سريعاً.

Email