مونديال الشطرنج.. كارلسن بطل لا يقهر

1.5 نقطة تفصل اللاعب النرويجي عن الاحتفاظ بلقب بطل العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصل النرويجي ماغنوس كارلسن، البطل الذي لا يقهر، فرض سيطرته على الروسي إيان نيبومنياتشي في نهائي بطولة العالم للشطرنج، المقامة حالياً في مركز دبي للمعارض في إكسبو 2020.

وتمكن كارلسن من تعميق الفارق بينه وبين نيبومنياتشي إلى 3 نقاط (6-3) بعدما فاز عليه في الجولة التاسعة التي جمعتهما مساء أول من أمس، ليقترب النجم النرويجي من الاحتفاظ بلقب كأس العالم للعام التاسع على التوالي، كما حافظ على سجله النظيف دون خسارة في 126 مباراة، وهي السلسلة الأطول في تاريخ بطولات العالم، حيث خسر آخر مباراتين في نهائي مونديال 2013 أمام الهندي أناند قبل أن يقلب عليه الطاولة وينتزع منه اللقب.

وأعطى ضربة بداية الجولة التاسعة، الهندي راميشبايو براغنانادا (16 عاماً) قائد فريق «فيلامال نيكسوس» الفائز في بطولة العالم لشطرنج المدارس لهذا العام، وخامس أصغر لاعب يحقق إنجازات عالمية بتاريخ الشطرنج، بحضور الفرنسي بشار قوتلي نائب رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج، ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة المدارس للشطرنج أيلين مارتينيز.

39 نقلة 

وأسفر الفوز في الجولة التاسعة التي دامت ثلاث ساعات و51 دقيقة، و39 نقلة، عن منح النرويجي كارلسن التفوق في الترتيب العام بفارق الثلاث نقاط، واقترابه من الحسم المبكر للقب بطولة العالم للمرة الخامسة في مسيرته منذ 2013، إذ بات كارلسن بحاجة إلى نقطة واحدة ونصف نقطة ما يعادل انتصاراً وتعادلاً، أو الحصول على ثلاثة تعادلات في الجولات الخمس المتبقية، لضمان احتفاظه باللقب العالمي، فيما واصل الروسي استنزاف النقاط، التي أدت إلى وضع ضغط كبير على عاتقه، والدفع لعدم ارتكاب أي هفوات فيما تبقى من جولات، والفوز بجميعها لانتزاع اللقب.

وتستمر بطولة العالم الفردية للشطرنج، البالغ إجمالي جوائزها مليوني يورو، والتي انطلقت في 24 نوفمبر الماضي، حتى 16 من ديسمبر الجاري، وتقام على 14 جولة..

ودخل نيبومنياتشي المباراة بتحريك البيدق «سي 4»، التي تعرف في عالم الشطرنج بافتتاحية «الدفاع الإنجليزي»، والتي جاءت متماشية مع نمط تسريحته الجديدة، إلا أن سرعان ما تمكن كارلسن من تدارك الموقف بالاعتماد على استراتيجيات سابقة قادته للفوز ببطولة العالم، بتشكيل الضغط في أرض الخصم بالاتكال على دفع بيادقه للمقدمة محمية بكل من الأحصنة والأفيال، التي أجبرت منافسه على حصر أماكن اللعب في الطرف الأيسر للرقعة.

حركات سريعة

وأربك كارلسن خصمه الروسي بالتضحية في النقلة 11 بحجر البيدق «دي سيكستي 3»، الذي أتاحه له «تبييت» حجر «الملك» بصورة آمنة وترتيب دفاعاته، وفاتحاً الباب أمام حركات سريعة لحجر «الملكة»، سمحت تدريجياً في فرض أفضلية نوعية على مساحة الرقعة كاملة، وترك يبومنياتشي مشغولاً بالدفاع عن أحجاره النوعية، ومن ثم دفعه للتضحية المشتركة بحجري «الملكة» لكلا اللاعبين، في حركات سريعة أجبرت الروسي مجدداً لارتكاب أخطاء غير محسوبة والتضحية بحجري «الفيل» و«الرخ»، قبل أن يستسلم ويعلن انسحابه من الجولة مانحاً للنرويجي كارلسن الفوز بنتيجتها.

وأكد كارلسن أنه لم يتفاجأ بالطريقة التي دخل بها اللاعب الروسي للمباراة لأنه كان جاهزاً لكل السيناريوهات، معرباً عن سعادته بالفوز في الجولة، وقال: «كانت مباراة صعبة للغاية، خصوصاً أنني تعرضت للضغط بصورة مبكرة، أجبرني على فقدان عامل الوقت خلال الساعة الثانية من المباراة واتخاذ حركات سريعة، أتت بثمارها وعلى نحو غير متوقع في منحي أفضلية نوعية على صعيد أحجار الرقعة».

من جهته قال يبومنياتشي: «لا أتوقع أن تذهب المباراة إلى الطريقة التي انتهت عليها، بعد أن دفعت لاتخاذ خطوات غير محسوبة قادتني لارتكاب أخطاء كانت كفيلة في منح كارلسن الأفضلية التي يبحث عنها، في موقف لم أتمكن من إيجاد المخرج المطلوب وأدى فعلياً إلى التعرض لهزيمة جديدة في البطولة».

Email