الدراجات.. طفرة مجتمعية في زيادة قاعدة الممارسين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعدّ رياضة الدراجات من أبرز الرياضات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وباتت تقود القطاع الرياضي بفضل النجاحات التي حققتها خلال السنوات الماضية، التي وضعت الدولة على خريطة الدراجات العالمية، خاصة بعد النجاح في تنظيم طواف الإمارات الدولي، ضمن أجندة الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية، في ثلاث نسخ متتالية، بعد اندماج طوافي دبي وأبوظبي الدوليين اللذين استمرا سنوات عدة بمشاركة أبرز الفرق العالمية المحترفة.

ولم يكن التركيز في رياضة الدراجات منصباً فقط على السباقات المحترفة أو الأندية، ولكن كان الاهتمام الأبرز بالسباقات المجتمعية وتوسيع قاعدة الممارسين من شرائح المجتمع كافة باعتباره الهدف الأساسي، ولاتباع أسلوب حياة صحي ينعكس على مسيرة التنمية، إذ نجحت الدولة في تسخير إمكانياتها وتوفير بنية تحتية على أعلى مستوى من مضامير ومسارات متخصصة في مختلف الإمارات لإتاحة الفرصة لممارسة رياضة الدراجات.

ريادة

وتحافظ الدولة منذ فترة على ريادتها في رياضة الدراجات في المنطقة والقارة الآسيوية خصوصاً في نجاح الكوادر الإماراتية في تبوؤ المناصب الدولية خصوصاً بعد احتفاظ أسامة الشعفار برئاسة الاتحاد الآسيوي للدراجات الهوائية لولاية ثانية عقب نجاحه في الانتخابات التي أقيمت في دبي الشهر الماضي، مما عزز من المكتسبات التي حققتها الدراجات الإماراتية، ليس ذلك وحسب وإنما على الصعيد العالمي عبر فريق الإمارات للمحترفين والذي رغم إطلاقه منذ 2017 إلا أنه نجح في وضع نفسه ضمن أفضل الفرق العالمية بعد تتويجه بطواف فرنسا العريق العام الماضي، والفوز بلقب طواف الإمارات الدولي العام الحالي، إلى جانب العديد من سباقات المحترفين في أوروبا.

طفرة

وكان لزاماً استشراف مستقبل رياضة الدراجات رغم الطفرة المجتمعية التي حققتها بارتفاع أعداد السباقات والممارسين من أجل مزيد من التطور والازدهار والريادة، إذ أكد رياضيون ومسؤولون عن رياضة الدراجات أن مستقبل اللعبة مشرق وسط توقعات بزيادة كبيرة في أعداد الممارسين لها سواء على مستوى الهواة أو المستوى الاحترافي، إذ تشير الاحصائيات إلى أن عدد الممارسين وصل إلى ما يقارب 15 ألفاً أو أكثر بقليل والتوقعات بزيادة في السنوات المقبلة بنسبة تتراوح بين 400% إلى 500%، فضلاً عن زيادة عدد الأندية والفرق المجتمعية.

من جانبه، يرى مطر سهيل اليبهوني رئيس مجلس إدارة فريق الإمارات للدراجات للمحترفين، أن مستقبل رياضة الدراجات في الدولة واعد للغاية، وكل المؤشرات تصب نحو المزيد من التطور والإنجازات سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، مؤكداً أن رياضة الدراجات حققت طفرة هائلة بفضل الاهتمام البالغ من القيادة الرشيدة والحرص على الدعم المستمر مما أدى إلى ازدهار رياضة الدراجات على وجه الخصوص في كل إمارات الدولة خصوصاً على صعيد الممارسين.

احترافوأوضح اليبهوني، إن رياضة الدراجات الإماراتية دخلت عالم الاحتراف والسباقات العالمية في السنوات الأخيرة بشكل مميز خصوصاً بعد إطلاق فريق الإمارات للمحترفين عام 2017، ونجاح الفريق في تحقيق إنجازات عالمية في وقت قصير للغاية لاسيما بعد الفوز بطواف فرنسا الدولي 2020، أحد أعرق سباقات الدراجات الهوائية في العالم، والفوز بطواف الإمارات الدولي العام الحالي، حيث نجحنا في الفريق في ضم مجموعة من أفضل الدراجين وأبطال العالم مما ساهم في اعتلاء منصات التتويج في العديد من السباقات التابعة للاتحاد الدولي للدراجات الهوائية. وأضاف إن ما يعزز من النظرة المستقبلية المتفائلة برياضة الدراجات في الدولة ارتفاع عدد السباقات المجتمعية التي تقام في مختلف الإمارات وبشكل أسبوعي، وزادت نسبة الممارسين للرياضة بنحو ما يقارب 400% خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

 

تميز

بدوره، قال النخيرة الخييلي المدير التنفيذي لنادي أبوظبي للدراجات إن الزيادة الكبيرة في عدد الممارسين لرياضة الدراجات في السنوات الأخيرة يؤكد على أنها تسير على الطريق الصحيح نحو المستقبل، وتعزز من تميز الدراجات الإماراتية على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، مؤكداً أن اهتمام الدولة بإنشاء مضامير السباقات والمسارات يساهم بشكل كبير في نشر اللعبة ويجعلها أسلوب حياة لفئات المجتمع كافة.

وكشف عن أن النادي وعبر أكاديمية الشباب لفريق الإمارات بفضل الشراكة بين الطرفين أقامت العديد من المبادرات والزيارات للمدارس بمشاركة الدراجين المحترفين لتعريف الصغار برياضة الدراجات واستغلال هؤلاء الأبطال في نشر اللعبة، مشيراً إلى أن هناك برنامجاً تم وضعه مدته 3 أشهر لزيارة المدارس وذلك قبل انتشار جائحة كورونا ولكن للأسف لم يكتمل بسبب الجائحة، إذ كان الهدف من البرنامج إقامة سباق للمدارس واكتشاف المواهب عبرها وضمهم للنادي مستقبلاً، موضحاً أن النادي يضم حالياً نحو 62 دراجاً من الرجال والسيدات أغلبهم من المواطنين الذين انضموا للنادي عبر مشاركتهم في السباقات المجتمعية المقامة بصفة دورية سواء في أبوظبي أو مختلف إمارات الدولة.

إنجاز

كما كشف عن إقامة معسكر خارجي خلال فترة الصيف بين إيطاليا وفرنسا لفترة من 20 إلى 30 يوماً ومن المنتظر أن يضم المعسكر نحو 15 دراجاً، بالتنسيق مع فريق الإمارات للمحترفين الذي يرحب دائماً بالمواهب الشابة.

وأشار إلى أن النادي ليس هدفه المشاركة في السباقات والفوز فقط وإنما تطوير وانتشار رياضة الدراجات وبالتعاون مع المؤسسات والجهات الحكومية والداعمة، والتي تشهد توحيداً للجهود من أجل الارتقاء بها، والنادي نجح في افتتاح فرع في الظفرة وكذلك مركزاً آخر في مدينة العين.

استفادة

يتوقع عبد الله سويدان المدير الفني لاتحاد الإمارات للدراجات انه خلال السنوات المقبلة وبفضل الاهتمام والزخم والأرقام التي حققتها رياضة الدراجات وعملية التطوير المتسارعة في السنوات الأخيرة سوف تشهد ازدياداً مطرداً في عدد الممارسين للعبة سواء على مستوى الهواة أو المستوى الاحترافي، مؤكداً أن المجالس الرياضية تقوم بدور مهم للغاية من خلال السباقات المجتمعية التي تجريها وخاصة للفئات العمرية كافة يساهم بلا شك في عملية التطوير وينعكس بالإيجاب على مساعي اتحاد الإمارات للدراجات الهوائية في مزيد من التطوير والانتشار للعبة.

وقال: الطفرة التي شهدتها رياضة الدراجات الإماراتية جاءت بفضل اهتمام القيادة الرشيدة بتوفير البنية التحتية المطلوبة بإنشاء مضامير السباقات والمسارات الخاصة لممارسة الدراجات الهوائية مما أعطى الزخم لزيادة أعداد الممارسين سواء مواطنين أو مقيمين.

طفرة

وأضاف: ما يشير كذلك لطفرة رياضة الدراجات والتوقعات المستقبلية نحوها ارتفاع أعمال الوكلاء التجاريين للدراجات والتي ازدهرت بشكل كبير للغاية بعدما أصبحت الرياضة ثقافة مجتمعية واسعة الانتشار، فضلاً عن البنية التحتية التي تخدمها خصوصاً ونحن في بلد يشجع ممارسة الرياضة واتباع أسلوب حياة صحي، وهي من الأسباب التي ساهمت في تذليل الصعاب من أجل زيادة أعداد الممارسين«. وأشار إلى أن أندية الدولة استفادت كثيراً من هذه الطفرة وارتفاع الممارسين للدراجات وأصبحت الأندية والمنتخبات الوطنية تستقطب لاعبين كانوا في الأصل هواة ولكنهم بفضل موهبتهم وإمكانياتهم دخلوا عالم رياضة الدراجات والسباقات الرسمية وهو إنجاز.

 

دعم

أكد مطر سهيل اليبهوني، رئيس مجلس إدارة فريق الإمارات للدراجات للمحترفين، أن أبواب الانضمام للفريق مفتوحة لأي لاعب مواطن أو غيره ممن يثبت نفسه وقدرته على دخول عالم احتراف الدراجات، وأضاف: إن الفريق يدعم بقوة اللاعبين المواطنين ومن لديه الإمكانيات، حيث نتابع العديد من الدراجين في الأندية ونقدم لهم الدعم اللازم للوصول إلى المرحلة الاحترافية، أو الانضمام للفريق إذا وصلوا لمستوى يؤهلهم لذلك، ولدينا بطل الإمارات في الدراجات يوسف ميرزا المنضم للفريق منذ إطلاقه بفضل إمكانياته العالية وكونه أحد أفضل الدراجين في القارة الآسيوية ويشارك مع الفريق في السباقات الدولية، مشيراً إلى أن الأمر ينعكس أيضاً على أكاديمية الشباب التابعة للفريق.

Email