«مدرب اللياقة» مهنـة تزدهر في زمن «كورونا»

كريستوفر يشرف على تدريب محمد عبد الباسط | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد اللياقة البدنية أحد أهم عناصر نجاح لاعب كرة القدم أو أي رياضي آخر، لذلك يحرص اللاعبون على تعزيز قدراتهم البدنية والجسمانية جنباً إلى جنب مع القدرات الفنية والتكتيكية.

ومع عودة النشاط الرياضي بعد تعليقه بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار فيروس «كورونا»، زاد الطلب على مدربي اللياقة خصوصاً من قبل لاعبي كرة القدم بهدف استعادة جاهزيتهم استعداداً لاستئناف المسابقات الرياضية.

وتفيد متابعة «البيان» أن حصة تدريب لياقة بدنية واحدة لدى مدرب متخصص محترف يمكن أن تفوق 1000 درهم وأن هناك لاعبين أنفقوا مبالغ تراوحت بين 20 و30 ألف درهم شهرياً لمدربين متخصصين بهدف تجهيزهم للموسم والتقليل من الآثار السلبية لفترة التوقف الطويلة وذلك قبل استئناف نشاطهم مع أنديتهم يوليو الماضي.

ونشر العديد من لاعبي دورينا مثل محمد عبدالباسط لاعب الشارقة واستيبان بافيز لاعب النصر ودومبيا لاعب عجمان، مقاطع فيديو وصوراً على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وهم يتدربون تحت قيادة مدربين متخصصين في اللياقة البدنية مثل البريطاني كريستوفر، وهو أحد أشهر المدربين المحترفين في الإمارات والمدربين المواطنين عادل الحوسني وعلي هلال.

ظاهرة

وأكد خالد عبيد لاعب ومدير فريق النصر سابقاً أن انتشار ظاهرة تعاقد اللاعبين مع مدربي لياقة محترفين أثناء الإجازة السنوية أو فترات الراحة الطويلة دليل على تطور عقليتهم الاحترافية.

حيث لم يعد تدريب اللاعب يقتصر على فترة النشاط الرسمي مع ناديه، مشيراً إلى أن مدرب اللياقة الخاص من الحلول الجيدة التي يمكن أن يلجأ لها لاعب كرة القدم للحفاظ على جهوزيته البدنية خصوصاً في الفترة الأخيرة الاستثنائية والتي ابتعد فيها اللاعبون عن ممارسة نشاطهم لفترة طويلة بسبب الإجراءات الوقائية، مشدداً على ضرورة اختيار المدرب المناسب صاحب الخبرة في الإعداد البدني.

وقال: مدرب اللياقة يعرف جيداً الجرعات التدريبية التي يحتاجها اللاعب لتجهيزه بالشكل المطلوب وتوقيت التدريبات وقياس لياقته البدنية باستمرار حتى لا تتسبب في حمل زائد يمكن أن يؤدي إلى إصابته وشخصياً أفضل أن يكون هناك تنسيق بين مدرب اللياقة الخاص وبين الجهاز الفني للنادي حتى يكون هناك انسجام أكثر في طريق العمل، وأضاف:

اعتماد اللاعبين على المدرب الخاص في الفترة الأخيرة ظاهرة صحية تؤكد جانباً مهماً في تطور العقلية الاحترافية لديهم ولكن على اللاعب إعلام ناديه بذلك حتى يكون العمل احترافي 100%.

شروط

وأوضح خالد عبيد أن العديد من لاعبي كرة القدم لديهم مدربي لياقة من خارج أنديتهم للاستعانة بهم خلال التوقف الرسمي للنشاط.

مشيراً إلى أن هناك بعض الشروط الواجب توفرها في المدرب الخاص من بينها الشهادات العلمية والخبرة في تدريب لاعبي كرة القدم لأن التدريبات البدنية تختلف من رياضة إلى أخرى وضرورة أن يلتزم هذا المدرب بالتدريبات البدنية ولا دخل له في الأمور الفنية والتكتيكية، وقال: مجال التدريب البدني ليس سهلاً ويخضع لعدة شروط وحسابات دقيقة للوصول إلى الجرعة التدريبية المطلوبة، ولذلك على اللاعبين أن يحسنوا الاختيار.

وأضاف: يمكن أن يسقط اللاعب في فخ الحمل الزائد ويعرض نفسه لخطر الإصابات التي يمكن أن تتسبب في إبعاده نهائياً عن كرة القدم، لذا من الأفضل الاستعانة بمدرب لياقة صاحب خبرة.

وتابع: الأمور حالياً، تختلف عما كان عليه الحال في السابق من ناحية الأجواء ونظام الأكل ومتطلبات الاحتراف وعلى اللاعب أن يتأقلم ويتعامل معها باحترافية، لدينا لاعبون تنقصهم الخبرة في كيفية التصرف في الوقت بعد التدريب، بعضهم يقوم بالذهاب إلى المراكز التجارية ويقضي أوقات طويلة في المشي دون أن يشعر بذلك ما ينتج عنه حمل زائد، عندما يكون لديك مدرب خاص يمكن أن يساعدك على تجنب بعض السلوكيات السلبية.

ظروف جديدة

وأكد المدرب المواطن علي هلال أنه من الأفضل للاعب اختيار مدرب محترف لتجنب الإصابات وعدم تجاوز الحمل المطلوب، وأضاف: كان اللاعبون في السابق يعتمدون أكثر على التدريبات المنزلية أو تدريبات الجيم خلال فترات الراحة السنوية العادية لكن خلال الأشهر القليلة الماضية وبحكم الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة وطول فترة الابتعاد عن النشاط الرسمي أصبح اللجوء إلى مدرب اللياقة الخاص من أفضل الحلول للتقليل من الآثار السلبية للتوقف.

وأضاف: اللاعب المحترف لا يقبل أن يبدأ موسمه مع فريقه من الصفر لذلك يحرص على الحفاظ على لياقته وجاهزيته البدنية من خلال تدريب احترافي على يد مدرب متخصص حتى يكون أكثر استعداداً لفترة الإعداد.

وذكر علي هلال، وهو لاعب كرة قدم شاطئية سابق، أن نوعية التدريب تتوقف على الهدف الذي يسعى اللاعب لتحقيقه خلال فترة معينة، وقال:

في بعض الأحيان يأتي اللاعب وهو شبه جاهز ولكنه يسعى للحفاظ على لياقته إلى غاية انطلاق الموسم وأحياناً أخرى يأتي اللاعب ولياقته نازلة تماماً، في الحالتين يختلف التدريب، وعندما يطلب اللاعب تجهيزه بالكامل أضع جدولاً خاصاً به على مدار الفترة المطلوبة وتتنوع التدريبات من يوم لآخر حتى يصل إلى هدفه ويتم إخضاعه بشكل دوري على اختيار بدني لتحديد مستوى لياقاته والحاجة بتدريبات إضافية.

تطور

وكشف مدرب اللياقة البريطاني، كريستوفر أن عدد اللاعبين المحليين الذين أصبحوا يلجؤون إلى التدريب الخاص في تزايد مستمر مقارنة عما كان عليه الأمر في السابق، مشيراً إلى أن ذلك مؤشر إيجابي على تطور العقلية الاحترافية لديهم.

وأوضح أن اللاعب المحلي يملك الشغف بكرة القدم ويحرص على تطوير نفسه ولذلك يرفض الركون للراحة لفترة طويلة، مؤكداً أن استمرار اللاعب في التدريب يساعده على تجنب الإصابات في بداية الموسم بحكم جاهزيته البدنية.

Email