الرياضات الإلكترونية الملجأ في زمن «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

(مصائب قوم عند قوم فوائد)، ينطبق هذا المثل حالياً على الرياضات الإلكترونية، التي تعرضت لحملة واسعة في السنوات الأخيرة، باعتبارها لا تمثل القيم الرياضية، واختلاف قوانينها عن الرياضات الحركية الأخرى، إلا أن إلغاء وتأجيل عدد كبير من الفعاليات الرياضية حول العالم، بسبب تفشي فيروس كورونا، دفع عدداً من المراقبين إلى المطالبة بالاعتراف رسمياً بالرياضات الإلكترونية.

كما برزت خلال أزمة «كرورنا»، معاناة الجماهير المحبة للرياضة من توقف الدوريات الكروية العالمية، وكذلك البطولات الدولية، إلا أن الشركات الداعمة للرياضات الإلكترونية، دعت الجماهير إلى متابعة فعاليات بعض هذه البطولات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في خطوة تهدف إلى جذب قطاع كبير من الجماهير المحبة للرياضات التقليدية، إلى رحاب الرياضات الإلكترونية.

وأظهرت الدراسات والإحصاءات التي أجريت في الولايات المتحدة، عن أرقام حركة ألعاب الفيديو عبر الإنترنت بنسبة 75 ٪، وزيادة قاعدة اللاعبين الناشطين إلى 20 مليوناً، والسبب يعود إلى تأثر عدد من القطاعات الرياضية والترفيهية في الولايات المتحدة، ما أدى إلى ارتفاع الإقبال على المجال الإلكتروني، وخاصة الرياضي.

وعلى الرغم من إلغاء عدد من الفعاليات والبطولات الإلكترونية، إلا أن المنظمين وجدوا ضالتهم في تنظيم البطولات في منازل اللاعبين، مستغلين بذلك التطور التقني والتكنولوجي الذي يعيشه العالم، كما بإمكان عشاق البطولات الإلكترونية، متابعة مجرياتها عبر الإنترنت.

ويرى البعض أن الرياضات الإلكترونية آمنة جداً، لأنها تمارس في المنازل، وبعيداً عن الاختلاط، علاوة على ذلك، أنها تبقي اللاعبين على تواصل تام دون انقطاع، ما يجعلها الرياضة الوحيدة والمتاحة لدى الجميع، سواء أكانوا من الهواة أو المحترفين، بالإضافة إلى عدم تأثر قطاع الألعاب الإلكترونية اقتصادياً بالأزمة الناجمة من فيروس «كورونا»، على عكس القطاعات الأخرى.

بطولات جديدة

ويبدو أن فيروس (كورونا) أجبر الجميع جدياً على إعادة النظر والتفكير في تبنى فكرة الرياضات الإلكترونية، فالدوريات والبطولات العالمية، سارعت في ابتكار عدد من البطولات الافتراضية، والتي سوف تشكل البداية الحقيقة للاهتمام بالرياضات الإلكترونية، ففي إسبانيا، نظمت رابطة الدوري الإسباني بطولة (فيفا 20) الإلكترونية، بمشاركة 18 نادياً، وتوج بلقبها ماركو أسينسيو لاعب ريال مدريد.

وشاهد أكثر من 170 ألف شخص، فوز أسينسيو، الذي كان يلعب بفريق ريال مدريد، على أيتور روبيال من ليجانيس بنتيجة (4-1)، كما أذيعت البطولة على التلفزيون الإسباني، ونالت اهتماماً واسعاً من الصحف الإسبانية.

140

وجذبت البطولة تبرعات قيمتها أكثر من 140 ألف يورو (حوالي 150 ألف دولار)، لمكافحة فيروس (كورونا)، الذي بات يحصد الأرواح في القارة الأوروبية.

وبدروها، قامت الشركة المنتجة للعبة الدوري الأمريكي لكرة السلة (NBA)، بتأسيس بطولة يتمكن المشجعون من خلالها التنافس ضد لاعبي الفيديو المحترفين، والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، للحصول على فرصة اللعب ضد فرق NBA 2K League، والفوز بجائزة قيمتها 25000 دولار.

الأعمال الخيرية

وبالتوازي مع ذلك، كشف عدد من نجوم الدوريات الخمس، عن نيتهم إقامة دوري لكرة القدم في لعبة (فيفا 20)، تهدف إلى جمع التبرعات لمحاربة فيروس (كورونا). ويشارك في هذه البطولة، كل من النجم الويلزي غاريث بيل لاعب ريال مدريد الإسباني، والإنجليزي لوك شاو نجم مانشستر يونايتد، وعدد آخر من النجوم.

ولم يتم حتى الآن الكشف عن موعد البطولة، إلا أن الحملة دعت الجماهير إلى اقتراح عدد من الأسماء الأخرى، للمشاركة في دعم الحملة.

Email