ماجدولين الشارني: معاناة حقيقية تسبّب عزوف المرأة عن الرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

صرّحت ماجدولين الشارني، وزيرة الشباب والرياضة التونسية سابقاً، ثاني امرأة عربية تتولى مهمة وزارة الشباب والرياضة بعد المغربية نوال المتوكل، بأن التحرش الجنسي ظاهرة تعانيها المرأة في كل دول العالم وفي كل القطاعات، ولكن نسبتها مرتفعة في الوطن العربي، وقالت: «اعتمدنا في تونس تعديلات جديدة على قانون مكافحة العنف ضد المرأة، بإضافة عقوبات مالية وأخرى بالسجن، لأن التحرش معاناة حقيقية من شأنها أن تؤثر سلباً في تطوير رياضة المرأة، وتدفعها إلى العزوف عـن ممارسة الرياضة».

وأضافت: «علينا جميعاً أن نتكاتف، وخاصة المجتمع المدني، لمكافحة التحرش بمختلف أشكاله وفي أي مكان، حتى نسهم في خلق بيئة رياضية دون ظواهر سلبية، ونشجع المرأة على ممارسة نشاطها الرياضي بكل حرية، ونوفر لها التشريعات والقوانين التي تضمن حقوقها».

وشددت الوزيرة التونسية السابقة على ضرورة فضح مثل هذه الممارسات غير الأخلاقية، وتجنّب الصمت الذي يزيد تفشي هذه الظاهرة السلبية في المجتمـع، وقالت: «نحتاج إلى نشر الوعي لدى المرأة بضرورة الإعلام عن أي عملية تحرش تتعرض لها، وتوعيتها بكونها ليست المسؤولة عنها، لأنه في أغلب الحالات يتم اعتبار المرأة في وضعية اتهام، وتحميلها مسؤولية ارتكاب الخطأ بسبب ثقافة مجتمعاتنا العربية المحافظة التي تحمّل عادةً المرأة مسؤولية ما تتعرض له من تحرش، وهذه النظرة الضيقة تدفعها إلى التزام الصمت في العديد من الحالات».

وأكدت ماجدولين الشارني أن بعض العادات والتقاليد كرّست عقدة الخوف من الحديث عن التحرش لدى المرأة، داعيةً كل لاعبة إلى التحلي بالثقة بالنفس، ومواجهة هذه الظاهرة السلبية بشجاعة، حتى تحمي نفسها وتدافع عن الرياضة، وضرورة أن تعي كيفية الحصول على حقوقها، معربةً في الوقت نفسه عن تفاؤلها بقدرة المرأة على مكافحة كل الظواهر السلبية في الرياضة وغيرها، بفضل ما اكتسبته من حقوق في وطننا العربي وكفاءتها وذكاءها، وقالت: «المرأة العربية مثقفة ورياضية متألقـة، وتستطيع أن تكافح التحرش الجنسي، لكن تحتاج في الوقت نفسه إلى جهود كل الأطراف ومساعدتها على الدفاع عن حقوقها واستعادتها لا النظر إليها كمذنبة، وهي الحالات الأكثر انتشاراً في وطننا العربي».

ودعت ماجدولين الشارني إلى ضرورة توفير البنية التحتية الملائمة لممارسة المرأة للرياضة، وزيادة الدعم الحكومي، ووضع استراتيجيات العمل، لكي تتمكن المرأة من إثبات ذاتها وتحقيق النجاح على مختلف الصعد، وقالت: «إن المسؤولية مشتركة بين الحكومة واللجان الأولمبية والمجتمع المدني على حد سواء لتمكين المرأة رياضياً، لذلك إذا أردنا النجاح في مجال معيّن يجب أن نمكن المرأة فيه، ومع ذلك فإن النجاح يتحقق بالتكامل بين المرأة والرجل لبناء المجتمع».

ودعت ماجدولين الشارني إلى ضرورة تسويق الأبطال الرياضيين، ومن المهم استثمار قصص نجاح المرأة في جميع القطاعات لصناعة القدوة.

وقالت وزيرة الشباب والرياضة التونسية سابقاً: «لا بد من تواجد المرأة في مراكز اتخاذ القرار حتى يتم وضع سياسة واضحة تمكّن المرأة من الوصول إلى القيادة الرياضية، ونحن نركز على الرياضة بالأخص، لأن الرياضة متعلقة بجميع المجالات الطب والتعليم و السياسة والصناعة، وعندما نريد أن نهتم بملف أو قضية معينة نتوجه إلى الرياضة، لأنها عامل مؤثر في الشعوب كافة».

Email