حبيبة الغريبي: برامج صناعة الأبطال «صندوق وهمي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

صرّحت التونسية حبيبة الغريبي بطلة أولمبياد لندن 2012 وبطلة العالم 2011 في سباق 3000 متر أن الصدفة قادتها لمعانقة المجد واحتراف ألعاب القوى وأنها صنعت نجاحها بنفسها بفضل موهبتها وليست ثمرة ما يطلق عليه بـ«برنامج صناعة الأبطال» الذي لا وجود له في واقع الرياضة العربية وهو عبارة عن صندوق وهمي، مشيرة إلى أن التحدي الكبير الذي تواجهه الفتاة العربية أنه لا أحد يلتفت إليها وهي لاعبة ناشئة تبحث عن خيط أمل تتمسك به من أجل تحقيق أحلامها، في المقابل يأتون لمساعدتها عندما تحقق الشهرة، وقالت: لم تكن الطريق سالكة أمامي، وفي الوقت الذي كنت أحتاج فيه إلى من يدعمني وأنا لاعبة التمس طريق النجاح، لا أحد التفت إليّ، سلاحي الوحيد في بداية حياتي، عزيمتي والكلمات المحفزة من المدربين الذين رأوا أني مشروع بطلة.

وأضافت: أنا عصامية التكوين، مسيرتي عبارة عن قصة درامية، لقد نشأت في منطقة ريفية بمحافظة القيروان وسط عائلة بسيطة، وكنت أقطع مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة، وشكل انتقالنا للعيش في مدينة صفاقس نقطة تحول في حياتي عندما رافقت إحدى صديقاتي عن طريق الصدفة لحضور سباق في الجري في مدرستنا الجديدة، ولا أعلم من أين جاءتني الجرأة لطلب المشاركة فيه وتمكنت من الفوز بالمركز الأول ومنه انطلقت أبحث عن مكان لي في ألعاب القوى، ربما لو لم أحضر ذلك السباق لن تطأ قدمي الأولمبياد.

أكدت الغريبي أنها نجحت بفضل موهبتها ورغبتها الشخصية في تحقيق حلم كان يراودها منذ أن كان والدها يروي لها قصة نجاح البطل محمد القمودي صاحب أول ميدالية تونسية في تاريخ الألعاب الأولمبية عام 1968، موضحة أن انتقالها للدراسة في تونس العاصمة وانضمامها إلى نادي رادس لألعاب القوى، الذي تألّـقت معه منحها ثقة أكبر في نفسها وكنت مستعدة للسفر إلى أبعد نقطة في الكرة الأرضية من اجل الوصول إلى الأولمبياد ولذلك هاجرت إلى فرنسا للاحتراف في نادي «فرانكو فيل سيزام»، وقالـت: الموهبة هي الأساس والعقلية تسهم بـ80% في النجاح و20% تتعلق بالأمور الأخرى مثل الدعم والظروف الملائمة في التحضيرات ولكن مشكلتنا أن الدعم يأتي متأخراً ونفتقد التخطيط الجيد، ولا يحاولون الاستعانة بخبرتي حتى لا ننتظر 4 عقود أخرى لتكوين بطلة أولمبية.

كشفت الغريبي عن تلقيها أول دعم من وزارة الشباب والرياضة في 2013 بعد تحقيقها فضية أولمبياد لندن 2012 التي تحولت فيما بعد إلى ذهبية بعدما أثبتت الفحوصات تعاطي صاحبة المركز الأول العداءة الروسية المنشطات، وواصلت الغريبي حديثها عن الظروف الصعبة، قائلة: أرى نفسي بلا مستقبل، حتى شهادة المنشط الرياضي التي تم منحها لي قامت الوزيرة السابقة بسحبه مني، لا أملك سوى تاريخي ورائي، وهنا نتساءل ماذا يمكن أن تقدم الدول العربية للاعبة التي تحترف الرياضة بعدما تعتزل، نحن اللاعبات نصنع مسيرتنا بأنفسنا ولا سند لنا في النهاية سوى تاريخنا.

وختمت قائلة: الخامات موجودة في الوطن العربي، ولا ألوم الحكومات فقط، لابد من توفر الرغبة الشخصية لدى المرأة نفسها، أذكر أني لم أكن اللاعبة الوحيدة في منتخب تونس، كنت من ضمن 6 لاعبات ولست أفضلهنّ، بل الوحيدة التي تمسكت بالحلم.

Email