نادٍ واحد يمثل الإمارات في رياضة «الفن النبيل»

الأندية تُسقط «الملاكمة» بالضربة القاضية

ت + ت - الحجم الطبيعي

معاناة كبيرة تعيشها الملاكمة الإماراتية، بغياب تام عن الساحة التنافسية من الأندية، التي تجاهلت إدراج اللعبة، ضمن أنشطتها الرياضية، رغم العروض والإغراءات التي يقدمها الاتحاد لها، لإشهار اللعبة، بهدف جذب أكبر عدد من اللاعبين والمواهب، لكن الأندية ظلت في سباتها، ويبقى نادي الفجيرة للفنون القتالية، يقاتل وحده من أجل إعلاء راية الملاكمة وتطويرها، بجانب بعض المراكز التي تعتبر مصدراً للمواهب.

 

وعليه، سعى «البيان الرياضي»، لمعرفة أسباب غياب اللعبة في الأندية، واستفسر عن ذلك من اتحاد الملاكمة، الذي أكد أنه سعى جاهداً مع الأندية، لكنها أوصدت الباب أمام هذا المنشط المهم العريق، وأبدى حسن الحمادي أمين السر العام لاتحاد الملاكمة، استغرابه الشديد من رفض الأندية للتجاوب مع اللعبة، وعدم التعامل معها باهتمام مثل بقية الألعاب الأخرى، وأنها رفضت تماماً التفاعل والاستجابة لطلب الاتحاد بإشهار الملاكمة (رياضة الفن النبيل)، رغم أنها لعبة أولمبية، ولها مكانتها العالمية، وتعد من أبرز وأهم المناشط الرياضية التي لديها قاعدة كبيرة.

جذب الأندية

وقال الحمادي في توضيح لـ «البيان الرياضي»: حرصنا على جذب الأندية للملاكمة، لأننا نؤمن بقدرتها على استقطاب اللاعبين، وتطوير هذه الرياضة المهمة، ودعم المنتخبات الوطنية بأفضل العناصر، لذلك قدمنا العديد من العروض لها، مثل إنشاء حلبة للتدريبات، والتكفل برواتب المدرب، وقمنا بزيارات ميدانية لعدد كبير منها، لكن رغم كل المساعي والجهود التي قمنا بها، لم نجد تجاوباً، مع الأسف الشديد، ولا شك أن عدم توفر اللعبة بالأندية، يعيق تطورها ويؤثر في عملية انتشارها، لأن الأسر، وحسب قوله، تطمئن على أبنائها عندما ينتمون للأندية بشكل رسمي، وأضاف: عندما يعلم الأب أن ابنه يتدرب في نادي النصر على سبيل المثال، فإنه يكون مطمئناً عليه، ويعرف أن هنالك من يهتم به، ويطور موهبته، ويقدم له الرعاية الكافية، لذلك يشجعه على التدريبات، ويكون سنداً له، بجانب أن الأندية تتيح للاعبين فرصة الاحتكاك عبر منافسات قوية.

المراكز الخاصة

وعن طريقة استقطاب اللاعبين، في ظل هذا الوضع والمعاناة التي يواجهها الاتحاد، قال الحمادي إنهم يعتمدون على المراكز الخاصة والمدارس لاكتشاف مواهب جديدة، لديها الرغبة في التطور، والمشاركة في مختلف المنافسات عبر لجان فنية، مشيداً بالجهود التي تبذلها المراكز في تطوير اللعبة، وأكد أن الشباب لا يرفضون ممارسة اللعبة، وأن عدم الانتشار على نطاق واسع، مثل بعض الألعاب الأخرى، سببه الأندية، وقال: الناشئون والشباب من الجنسين، لديهم رغبة أكيدة في لعب الملاكمة، والدليل أنهم يشاركون في المراكز الخاصة، وإذا توفرت لهم أندية، سنشاهد أعداداً كبيرة منهم وأبطالاً أقوياء، وتابع أمين سر اتحاد الملاكمة، أن جهود الاتحاد مستمرة لأجل تطوير اللعبة ونشرها وسط الأندية، حتى تحقق اللعبة الانتشار المطلوب، وتزيد قاعدة المشاركين، لتكون هنالك منافسات أقوى وأفضل.

لا مشاكل مالية

وحول إنْ كانت العقبات المالية تشكل عائقاً أمام اتحاد الملاكمة، وتحد من انتشار اللعبة، قال حسن الحمادي: النواحي المادية مهمة بكل تأكيد في كل منشط رياضي، لكن المال لا يمثل عقبة أمامنا، نعرف كيف نوفر المال عن طريق جهودنا واتصالاتنا الشخصية، كما أن هيئة الرياضة تتجاوب معنا، وتقف مع اللعبة وتدعمها، و«أمورنا طيبة»، وثمّن حسن الحمادي مواقف الهيئة العامة للرياضة، ممثلة في سعيد عبد الغفار الأمين العام، مع اتحاد الملاكمة، مشيداً بالتجاوب الكبير من قبل عبد الغفار مع تنظيم بطولة الناشئين والناشئات الآسيوية للملاكمة، التي تنطلق اليوم بالفجيرة، ذاكراً أنه أقدم على موقف إيجابي معهم عندما وفر الدعم المالي لاستضافة البطولة، رغم أنها لم تكن مدرجة ضمن الميزانية، معتبراً أن ذلك دليل على أن المال لا يقف عائقاً أمام تقدم لعبة الملاكمة.

 

اهتمام كبير

ويحمل نادي الفجيرة للفنون القتالية، لواء الملاكمة في الدولة، كونه النادي الوحيد الذي يضم هذا المنشط، بناء على توجيهات سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة رئيس النادي، حيث واصل النادي منذ 8 سنوات، وما زال، اهتمامه باللعبة، وأكد أحمد حمدان الزيودي المدير التنفيذي لنادي الفجيرة، أن توجيهات سمو ولي العهد، كانت الاهتمام بكل أنواع الفنون القتالية، ومن ضمنها الملاكمة، التي تحظى باهتمام كبير لرعاية المواهب، وكل من يرغب في ممارسة النشاط، وقال الزيودي إن ناديه داعم لاتحاد الإمارات للملاكمة في كل المنافسات المحلية والخارجية، وأنهم يحرصون على تطوير مستويات اللاعبين، من أجل تمثيل خارجي مشرف للدولة، وأضاف الزيودي: تطوير المستويات يتطلب وجود منافسات قوية وبطولات عديدة، توفر فرصة الاحتكاك، لذلك نتمنى تعاون الأندية مع الجهود التي يبذلها الاتحاد، حتى نسهم جميعاً في خلق جيل واعد، وتقديم أبطال يحققون نتائج مشرفة في البطولات الخارجية، وهذا بالتأكيد لن يتحقق إلا إذا توفرت المنافسات القوية بوجود العديد من الأندية، لأنه في هذه الحالة ستزيد عدد البطولات والمباريات، ما يقود إلى الارتقاء بمستوى اللعبة، وشدد الزيودي على الاعتماد على المدارس في اكتشاف المواهب، من أجل إعداد لاعب أولمبي متميز، ذاكراً أن ناديه يفتح الباب أمام كل لاعب لديه الرغبة في المشاركة، بل ويبحثون عن المواهب لتوفير الرعاية الكافية من تدريب وتأهيل وتطوير.

 

إشراقات تفتح باب الأمل

على الرغم من المعاناة التي تعيشها الملاكمة، وعدم انتشارها بالشكل المطلوب، لكن هنالك بعض الأرقام التي تدل على وجود الإشراقات، وأن مستقبل اللعبة يمكن أن يكون افضل حالاً، في ظل اجتهاد اتحاد الإمارات للملاكمة، خاصة إذا صاحبه اهتمام من قِبل الأندية.

01 تتميز الإمارات بتفوقها إدارياً في لعبة الملاكمة، والذي يتمثل في وجود أنس العتيبة رئيس اتحاد الإمارات على قمة الاتحاد الآسيوي، بعد منحه الثقة في العام الحالي، بواسطة الجمعية العمومية.

04 تعتبر المراكز التدريبية أحد الروافد المهمة التي يعتمد عليها الاتحاد في اكتشاف المواهب، وتوجد 4 مراكز، منها مركزان في أبوظبي ومثلهما في العين، إضافة إلى مراكز خاصة.

05 ينظــم الاتحـــاد المحلــي 5 بطـولات محليـة متنوعة، منها للناشئين والشـباب فـي كل موسم، بإشـراف حكام مؤهلين، ومـن خلال هذه البطولات، يتـم اختيار العناصر المتمـيزة للمنتخــبات الوطنـية.

06 يشـــارك اتحــاد الملاكمــة في حوالي 6 بطولات خارجية في الموسم الواحد، منها 4 بطولات آســيوية لمختلف الأعمــار، مع التــركيز على الواعــدين، وبطولتين دوليتين بجانب البطولات الخليجية.

20 يضم نادي الفجيرة للفنون القتالية، والذي يعتبر النادي الوحيد في الدولة، الذي يهتم لهذه الرياضة، 20 لاعباً في مراحل عمرية مختلفة، يمثلون مستقبل الإمارات في اللعبة.

200 يبلغ إجمالي عدد لاعبي الملاكمـة في الدولة، ما يقارب الـ 200 لاعب في العديد من المراكز التي تهتم بالقطاع، سواء الخاصة أو التابعة للاتحاد، وهنالك مساعٍ مستمرة لزيادة العدد.

Email