برنامج محمد بن زايد الصيفي للجوجيتسو.. قصص نجاح ملهمة في مخيم «مريجيب الفهود»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تدخل فعاليات برنامج محمد بن زايد الصيفي للجوجيتسو مرحلتها الأخيرة في مخيم اللاجئين السوريين بمنطقة مريجيب الفهود بالأردن، بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في استقطاب أعداد فاقت التوقعات من البنين والبنات منذ انطلاقه في 14 يوليو الماضي، ونجح البرنامج في تقديم الكثير من قصص النجاح الملهمة سواء من المتدربين الفتيان والفتيات من سوريا، أو من الشباب المتطوعين الإماراتيين المشاركين في تنفيذ البرنامج، أو من خلال المدربين البرازيليين الذين اقتربوا من الحدث ووجدوا أنفسهم في قلب تجربة إنسانية فريدة بالنسبة لهم.

المشروع الذي تنظمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع اتحاد الإمارات للجوجيتسو، وشركة بالمز الرياضية، وطيران الاتحاد، والاتحاد الدولي للعبة غطت مكاسبه العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية والرياضية، ولا سيما أنه الأول من نوعه في العالم الذي يهتم بالجانب الرياضي والقيمي بأحد معسكرات اللاجئين، وباعتراف الجميع فإنه قدم نموذجاً جديداً لنوعية الخدمات والمساعدات التي تمنح لهذه الشريحة من المجتمعات، حيث إنه يستثمر قوة الرياضة في تغيير وجه الحياة للأفضل، وقدرتها على توفير الطاقة الإيجابية، وإحياء الأمل لدى الجميع.

ومن داخل مخيم مريجيب الفهود أكد الشاب السوري الصاعد محمد أمين محمد ملحم ابن الـ 15 عاماً، أنه تعرف على رياضة الجوجيتسو لأول مرة من خلال هذا البرنامج، وأنه لم يكن يدرك أبداً أن هناك رياضة واحدة يمكنها أن تحقق له كل هذه المكاسب، وأبرزها الشجاعة والثقة بالنفس والانضباط والصبر والتحمل، والأمل في غدٍ أفضل يصعد فيه منصات التتويج ويحصل على الميداليات، والأهم من ذلك كيف يدافع عن نفسه دون أن يؤذي الآخرين، فهذه الرياضة تعلم ممارسيها في الدرس الأول كيف تجرد منافسك من كل عناصر قوته وأسلحته، ولا تستخدمها في إيذائه.

طموح

ويضيف: طموحي أتحقيق إنجازات عالمية في بطولات كبرى، لأرفع رأسي وأكون سبباً من أسباب الفخر والسعادة لأهلي، أنا سعيد جداً لاشتراكي في هذا المخيم الذي يحمل اسماً غالياً علينا جميعاً، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولن أتوقف عن ممارسة تلك الرياضة حتى بعد انتهاء البرنامج، وأشكر المدربين الذين علموني فنون ومهارات تلك الرياضة، وخصوصاً المدرب البرازيلي دي روسا، الذي بدأت أعتبره قدوة ف، كما أشكر أخوتي من اللاعبين الإماراتيين المتطوعين في البرنامج الذين ساعدونا وتدربوا معنا واقتسمنا معهم الخبز والفرحة والأمل، وتلك هي عظمة دولة الإمارات التي تفيض بخيرها على الجميع، سأعتبر هذه الايام البداية التي سأبني على مكاسبها بقية مسيرتي مع الرياضة ومع الحياة بشكل عام.

تجربة جديدة

يقول الشاب الإماراتي علي عتيق بلال عبدالله «18 سنة» المتطوع في المشروع إنه فخور بالفترة التي يقضيها بالمخيم، لأنها تجربة جديدة في حياته، وعرف من خلالها قيمة الوطن، وقيمة الإنسان، وقيمة العطاء وكيف أن دولة الإمارات وقادتها يسعون دائماً لإسعاد الإنسانية بالمبادرات غير المسبوقة، وكيف أن الإمارات لها رصيد كبير من الاحترام والتقدير والعرفان في نفوس الجميع، مشيراً إلى أنه يشكر كل من أتاح له فرصة أن يكون جزءاً من هذا البرنامج الإنساني في المقام الأول.

عطاء

وأضاف: العطاء ترافقه مشاعر راقية تسعد صاحبها، وبالنسبة لي فإن دولة الإمارات قدمت وتقدم لي الكثير، وأقل شيء أقدمه لها أن أتسابق للتواجد في مثل هذه البرامج، كي أكون عنواناً مميزاً لها، وأعكس الصورة الرائعة لبلادي، وأترجم المعنى الحقيقي لعام التسامح وقيمة السعادة وأسهم في رسم الابتسامة على أوجه من يستحقونها، تعلمت دروساً كثيرة في هذا البرنامج الذي يتم تطبيقه في شهر كان من الصعب أن أتعلمها في سنين، وأوجه الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نهر العطاء والرمز والقدوة لنا جميعاً، وراعي هذا البرنامج، وأشكر اتحاد الإمارات للجوجيتسو والهلال الأحمر الإماراتي وشركة بالمز وكل المساهمين .

وتابع: كنت وما زلت أساعد المدربين في تعليم الأشقاء فنون الجوجيتسو التي تعلمتها بالدولة، واكتشفت أن هناك مواهب كثيرة في مخيم مريجيب الفهود، وأن هذه المواهب يمكنها أن تبني مستقبلها بعد أن وضعناها على أول الطريق.

تجربة رائعة

وأكد المدرب البرازيلي كايو دي روسا الذي يشرف على برنامج الجوجيتسو المدرسي في الإمارات وتم تكليفه من قبل شركة بالمز الرياضية بالإشراف الفني على البرنامج في مخيم مريجيب الفهود، أنه يعيش فترة من أجمل الفترات وتجربة من أروع التجارب الرياضية والإنسانية طيلة مسيرته التي تمتد على مدار 25 عاماً مع رياضة الجوجيتسو، مشيراً إلى أنه ولأول مرة تتاح له الفرصة أن يرى بعينه الجوانب الإنسانية في تلك الرياضة المهمة.

وقال: لا يمكنني أن أصف مشاعري وأنا أرى هذه الرياضة تقود أطفال المخيم الذين عانوا الكثير من الآلام في الحياة، إلى الأفضل لتراهم وهم يبدعون ويمرحون ويخرجون طاقاتهم الإيجابية في هذه الرياضة، كنت أشعر بالامتنان للإمارات التي أعطتني الكثير على مدار السنوات العشر الماضية التي قضيتها في أبوظبي ووفرت لي ولأسرتي الحياة الكريمة وأنا أعمل ببرنامج الجوجيتسو، والآن أرى بعيني درساً جديداً من دروس العطاء والكرم مع فئة هي في أشد الحاجة لمن يأخذ بيدها ويرسم الابتسامة على وجوه أجيالها الجديدة التي لم تتح لهم فرص التعليم والاستمتاع بالطفولة مثلهم مثل باق أقرانهم في كل المجتمعات المستقرة.

مساندة

قال المدرب البرازيلي كايو دي روسا : عندما كنت أعلم أطفال المخيم رياضة الجوجيتسو شعرت كم هم محتاجون لنا، وكم هم محتاجون للتواصل مع رياضة جديدة تغير حياتهم للأفضل، ولأصدقاء جدد من أقرانهم الإماراتيين يقفون معهم ويساندونهم في تحمل الصعاب، ويقولون لهم لستم وحدكم، نحن معكم، وكمدرب استفدت الكثير في تلك التجربة، وكما ساهمنا في تغيير حياة الأطفال فأنا أيضاً تغيرت من داخلي واكتشفت جوانب كثيرة وزوايا مختلفة في الحياة لم تكن أتيحت لي فرصة اكتشافها.

Email