«البيان الرياضي» يفتح ملفاً عمره 47 عاماً (2)

3 مليارات درهم إنفاق «الهيئة» في 19 عاماً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل «البيان الرياضي»، فتح ملفه حول المرحلة الجديدة للهيئة العامة للرياضة في الإمارات، من خلال 3 حلقات، نتناول فيها المراحل التاريخية التي مرت بها منذ عام 1971، وآراء نخبة من الشخصيات والقيادات الرياضية، وحجم الميزانيات المالية طوال 47 عاماً، والإنجازات التي تحققت خلال نفس المدة.

عندما يتعدى مؤشر الصرف أو الإنفاق، حاجز الملايين إلى «خانة» المليارات، فاعلموا أن هناك قصة، وتفاصيل مثيرة، و«سالفة» تحتاج إلى فك طلاسم، الهيئة العامة للرياضة في الإمارات، وبمختلف مسمياتها طوال 47 عاماً، أنفقت أكثر من 3 مليارات درهم، وبالتحديد «3.091.094.000» درهم خلال 19 عاماً فقط، بدأت من عام 2000 وحتى العام الجاري 2018.

رقم كبير

ولا شك في أن الرقم كبير، بل كبير جداً، لأنه تجاوز «عتبة» الملايين إلى المليارات في فترة زمنية لم تصل بعد إلى 25 عاماً، ما يعني أن مستويات الصرف على الرياضة عالية، رغم «الصيحات» التي تشير إلى عكس ذلك في الكثير من الأحيان، من العديد من الجهات الرياضية، لا سيما اتحادات الألعاب الأخرى.

19 عاماً

وما يزيد الغرابة، هو أن حجم الإنفاق المالي العالي على الرياضة خلال الـ 19 عاماً، لم يشمل الأرقام الفلكية التي تم صرفها على كرة القدم بشكل تام، وذلك لتعدد مصادر التمويل والدعم والصرف على «الساحرة المستديرة» من جهات وشخصيات أخرى، غير تلك الميزانية الرسمية التي تقدمها الهيئة العامة للرياضة لاتحاد كرة القدم، والتي تراوحت بين 60 و57 مليون درهم سنوياً.

إنفاق «ملياري»

ورغم حجم الإنفاق «الملياري» على الرياضة في الإمارات طوال 19 عاماً، إلا أن الألعاب الأخرى، ما عدا كرة القدم، ما زالت، ومنذ سنوات عدة، تبحث وتريد وتأمل بحل يبدو لها أنه ما زال مفقوداً، ما أدى إلى تعاظم معاناة تلك الألعاب والقائمين عليها، والاتحادات المعنية بإدارة شؤونها، حتى وصل الحال ببعض الألعاب إلى الغياب شبه التام عن المشاركات الخارجية!

الجيب الخاص

ونظراً لقربنا الشديد من التفاصيل اليومية الدقيقة للواقع الرياضي، فإن الذاكرة ما زالت تحتفظ بالكثير من الحكايات الواقعية المثيرة، التي يبرز من بينها قيام رئيس أحد اتحادات الألعاب الأخرى، بدفع مبلغ نصف مليون درهم من جيبه الخاص، للإيفاء بالتزام الدولة باستضافة حدث عالمي كبير في مجال لعبته، قبل أن «يتجرع» آلام دفع أكثر من نصف مليون درهم في العام التالي، مجسداً على أرض الواقع، حقيقة أن الدفع من الجيب الخاص، هو العلاج البديل لكثير من هموم الألعاب الأخرى!

جبل المعاناة

وفي خضم جبل المعاناة في دائرة الألعاب الأخرى، تبرز حكاية أو مشورة اللجوء إلى التسويق الرياضي، باعتبارها بضاعة كاسدة فعلاً، لعدة أسباب واقعية، أبرزها عدم وجود منتوج رياضي أصلاً، بإمكانه جذب رعاة حقيقيين يسهمون ولو بجزء يسير من تحمل تكاليف الصرف على تلك الألعاب، في ظل تدني مستويات الدعم الرسمي المقدم لها من جانب الهيئة العامة للرياضة.

بوابة التسويق

وما يزيد من معاناة الألعاب الأخرى في ما يتعلق بتنويع مصادر دخلها عبر بوابة التسويق الرياضي، حالة الشركات الوطنية وطريقة تعاطيها ومستوى تفاعلها مع تلك الألعاب، إلى الحد الذي يمكن معه وصف تلك العلاقة بين الطرفين، بأنها أشبه بـ «نومة» أهل الكهف!

صوت الألعاب

ورغم دوره الحيوي والفاعل في جميع مفاصل الحركة الرياضية في الدولة، إلا أن الإعلام بمختلف مسمياته ووسائله، غالباً ما يظهر بمظهر الجاني تارة، والمجني عليه تارة أخرى، فريق يتهم وسائل الإعلام المختلفة بعدم القيام بدورها المنشود، المتمثل في الاهتمام بالألعاب الأخرى، في مقابل دعم شبه تام للعبة كرة القدم، وفريق آخر يرى أن دور الإعلام قد تعدى فعلاً مستوى الدعم والاهتمام، إلى حد تشكيل صوت يصدح باسم الألعاب الأخرى.

تفاصيل الصورة

وبمجمل تفاصيل الصورة الحالية للمشهد الرياضي في الإمارات، فإن الضرورة تقتضي إبداء أكبر قدر من التفاؤل بالمرحلة الجديدة من عمر الهيئة العامة للرياضة في ظل رئاسة جديدة ومجلس إدارة جديد يعول عليهما الكثير من اجل النهوض بالواقع الرياضي إلى المستويات المنشودة.

الكمالي: إلى متى نبقى نسمع «دبر حالك»؟!

أبدى المستشار أحمد الكمالي رئيس مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى، ألمه لمستوى الدعم المالي الذي يحصل عليه اتحاده سنوياً من الهيئة العامة للرياضة، متسائلاً بمرارة: لا أدري إلى متى نبقى نسمع عبارة «دبر حالك» مع كل دعم سنوي نتسلمه من الهيئة العامة؟!

وأوضح الكمالي قائلاً: أعتقد جازماً أن الأمر في ما يتعلق بموضوع الدعم المالي و«سالفة» الميزانية السنوية المقدمة لاتحاد ألعاب القوى، وربما اتحادات أخرى كثيرة في الدولة، صار مملاً ومعروف التفاصيل، إلى حد أننا «ملينا» سماع العبارة الشهيرة «دبر جالك» في كل سنة، ومع تسلم الدعم المالي، وعند تقديم لائحة احتياجاتنا إلى الهيئة العامة بغرض استلام الدعم الكافي، ولكن!

وأضاف الكمالي قائلاً: نحن نعرف أن الإخوة في الهيئة العامة للرياضة لم «يقصروا» من كل الاتحادات الرياضية في الدولة، وأنهم يدعمون تلك الاتحادات على قدر استطاعتهم، ولكن الوضع فعلاً، بات بحاجة ماسة جداً إلى حل وتدخل، وأملنا كبير جداً بمعالي اللواء محمد خلفان الرميثي الرئيس الجديد للهيئة العامة، في إيحاد ذلك الحل، الذي يعيد الحيوية والنشاط إلى ربوع الألعاب الأخرى، ويديم مشاركتها في البطولات الخارجية بشكل هادف، وبعيداً عن المشاركة من أجل المشاركة فقط.

وكشف الكمالي النقاب عن أن حجم الميزانية السنوية التي يتلقها اتحاده سنوياً من الهيئة العامة، تبلغ 700 ألف درهم فقط، تشمل الصرف على إعداد المنتخبات الوطنية للرجال والبنات، والمشاركات الخارجية لتلك المنتخبات، لافتاً إلى أن تلك الميزانية تكفي لإعداد لاعبين فقط، فيما لدى اتحاده أكثر من 2500 لاعب ولاعبة.

وشدد الكمالي على أن مستوى الدعم المالي الحالي لاتحاده، لا يصنع منتخبات بمقدورها المنافسة على الألقاب في البطولات الخارجية، بل يكفي للمشاركة الشرفية والوجود فقط، مبدياً أسفه للوضع الناتج عن قلة الدعم المالي، مشيراً إلى أن لاعب القوى بحاجة إلى برنامج إعداد لمدة 350 يوماً في العام، من أجل الوصول معه إلى منصة التتويج، وبتكلفة مالية تتراوح بين 400 إلى 500 ألف درهم.

وأبدى الكمالي تفاؤلاً كبيراً بتعيين معالي اللواء محمد خلفان الرميثي رئيساً للهيئة العامة للرياضة، واصفاً الرميثي بأنه صاحب خبرة كبيرة وعلاقات واسعة ونجاحات مشهودة، ونظرة ثاقبة تجاه المشاركة في البطولات الكبرى إقليمياً ودوليا، داعياً إلى وقفة جادة للتقليل من مستوى معاناة الألعاب الأخرى من الناحية المالية.

 

 

Email