أسطورة كمال الأجسام قاسم يزبك لـ « البيان الرياضي»:

«30 × 30» فرصة ذهبية لصناعة الأبطال

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم مرور أكثر من 52 عاماً على إنجازاته الرياضية الأسطورية، وفوزه ببطولة العالم لكمال الأجسام 7 مرات، ونيله العديد من الجوائز الدولية، إلا أن النجم السوري قاسم يزبك (77 عاماً)، لم يستسلم لتقدمه في السن وظهور الشيب، ولم يتقاعس يوماً عن الذهاب للنادي الرياضي، بل إنه ينافس الشباب في تمارين الضغط وقوة التحمل ورفع الأثقال، ويعتمد على خبراته المتراكمة في انتقاء المواهب وتدريبها، ويرى في «تحدي 30x30»، فرصة ذهبية لصناعة الأبطال وانتقاء الموهوبين وتدريبهم وتأهيلهم لخوض المنافسات الدولية والعالمية.

نموذج ناجح

ويقول قاسم يزبك لـ «البيان الرياضي»: أثبتت دبي من خلال «تحدي 30x30»، أنها نموذج ناجح في صناعة العمران والإنسان أيضاً، لا سيما أن اهتمامها بناطحات السحاب وأسواق المال والأعمال، يقابله استثمار واعٍ وحكيم بالإنسان، حيث حمل التحدي في جوهره، دعوة جادة لتعزيز صحة المجتمع والاهتمام بالرياضة واللياقة البدنية، وهو ما ينسجم مع تطلعات الإمارة نحو أن تكون أنشط مدينة في العالم، وما يجعلها أيضاً قدوة متفردة لباقي المدن الذكية في العالم، فغالباً ما يعاني سكان هذه المدن المتطورة من قلة الحركة والنشاط البدني، لا سيما أن اجتهاد الإنسان في ابتكار تقنيات توفر عليه الوقت والجهد، جعله أكثر كسلاً واتكالاً وإهمالاً لممارسة التمارين الرياضية، كما رفع معدلات الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب، وغيرها من الأمراض التي باتت تشكل خطراً على الأجيال الناشئة.

أسرار اللياقة

وحول أسرار لياقته البدنية العالية، قال يزبك، مستحضراً ذكرياته وبطولاته العالمية: كنت مغرماً بالرياضة منذ الصغر، حيث مارست جميع أنواع الرياضات بشغف كبير، ولكن ولعي بالمصارعة الرومانية عندما كنت مراهقاً في عمر 14 عاماً، ساهم في صقل قوتي البدنية كثيراً، كما جعلني خامةً مميزة لكمال الأجسام، وفي عمر 21 عاماً، سجلت في أول بطولة لكمال الأجسام، ومن بعدها توالت الإنجازات، وكم كان فخري كبيراً، بكوني أول عربي يحقق الريادة في بطولات عالمية لكمال الأجسام.

أوزان الإسمنت

وأضاف: لا أزال أذكر كيف كنت أرفع أوزاناً من الإسمنت لتعزيز لياقتي البدنية، وكيف كنت أتصدر أغلفة المجلات العالمية مع كل إنجاز رياضي عالمي كنت أحققه. وبسؤاله عن التحديات التي واجهته، لفت إلى أن مواجهته لخصوم أقوياء، مثل فرانك زين، وبوياركو وفرانكو كولومبو، وجون ستيرون، كانت من أهم المحطات، وقال: التزامي بالوظيفة حرمني من المشاركة في إعلانات تجارية عالمية.

شهرة نظيفة

(بعد صمت تبعه ابتسامة عريضة)، قال: استمتعت بشهرتي العالمية كثيراً، لأنها كانت «نظيفة»، ولم تلوثها المنشطات والهرمونات، وقد يندهش كثيرون عندما يعلمون أني لم أتعاطَ هذه السموم إطلاقاً، بل اعتمدت على التدريب المكثف والشاق في بناء قوتي ونحت جسمي بدقة.

و(بنبرة حزينة) قال: كلي أسف على ما آل إليه حال رياضة كمال الأجسام في السنوات الأخيرة، حيث إنها تعاني من عزوف الشباب العربي، والسبب ممارسة شريحة كبيرة لها بشكل خاطئ، على أيدي مدربين تجاريين غير أكفاء، ولا يملكون سجلاً رياضياً دقيقاً وموثوقاً، والنتيجة، وفاة حالات كثيرة من ممارسي هذه الرياضة، أو إصابتهم بأمراض مختلفة، وإثارة الذعر من هذه الرياضة في المجتمع.

ممارسة منتظمة

وتابع: الأصل في رياضة كمال الأجسام أن يتم بناء الجسم عبر الممارسة المنتظمة والمستمرة للتمارين الرياضية المختلفة، تحت إشراف مدرب محترف، وذلك للتخلص من الدهون وحرق السعرات الحرارية والشحوم في مناطق الجسم المختلفة، وذلك بهدف تقوية العضلات وزيادة حجمها بشكل متناسق ومعقول، لإعطاء الشخص مظهراً جذاباً وعضلات مفتولة وقواماً ممشوقاً، ولكن ما يحصل حالياً، هو لجوء البعض لتناول الأدوية والعقاقير الممنوعة والمحرمة دولياً، من دون حتى استشارة الأطباء لمعرفة آثارها الجانبية ومخاطرها، وكل ذلك بهدف تضخيم العضلات السريع.

تشديد الرقابة

وشدد يزبك على ضرورة تشديد الرقابة على النوادي والصالات الرياضية، وقال: يستغل كثير من المدربين، رغبة بعض الشباب ببناء أجسامهم وتقوية عضلاتهم، عبر إقناعهم بشراء منتجات من الخارج بأسعار باهظة، ويدعون أنهم قاموا بتناولها لسنوات طويلة دون أن يصابوا بأي مشكلات صحية، وهذا كله هراء.

Email