« البيان الرياضي» تناقش القضية قبل انطلاق الموسم
الأندية ترفض «الأجنبي» في الألعاب الشهيدة
وجه مجلس إدارة مجلس دبي الرياضي القطاع الرياضي في دبي إلى ترشيد الصرف في المجالات المخصصة وفق بنود خطط العمل الرياضية المعتمدة، كما وجه بتفعيل دور شركات الاستثمار في الأندية الرياضية بما يساهم في زيادة موارد الأندية وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي المالي تنفيذاً لمبادرات مختبر الابتكار الرياضي ومفاهيم الاحتراف الحقيقي.
وتفاعلت أندية دبي إيجابيا مع رؤية واستراتيجية «دبي الرياضي» ولكن يبدو أن هذا التوجه لم يتوافق مع بعض الاتحادات الرياضية وخاصة الألعاب الشهيدة كرة اليد، والسلة والطائرة والمتعلقة باستمرار تسجيل اللاعبين المحترفين ضمن صفوف فرقها خلال الموسم المقبل، وحرص «البيان الرياضي» على طرح مثل هذا التوجه على المسؤولين في أندية دبي، شباب الأهلي دبي والوصل والنصر ، ومناقشته معهم قبل انطلاق الموسم، واتفقت الأندية الثلاثة على دعم مبادرة مجلس دبي مع تلميح بعض مسؤوليها إلى إمكانية الدعوة إلى عقد جمعية عمومية لكل اتحاد من الثلاثة لبحث هذا التوجه والالتزام به، في حال عدم التزام الاتحادات المعنية بتنفيذ عدم مشاركة الأجنبي.
وأكد عبد الرحمن أبو الشوارب عضو مجلس إدارة نادي النصر رئيس شركة النصر للألعاب الرياضية أن فرق النادي ستخوض مباريات الموسم المقبل في ألعاب اليد والسلة والطائرة من دون اللاعبين المحترفين، وذلك وفق رؤية واستراتيجية لجنة الموازنة الصفرية بمجلس دبي الرياضي وهو السلطة العليا بالإمارة وقال: نحن ملتزمون بما يتوافق مع هذه الرؤية، حيث أن عدم تسجيل اللاعبين الأجانب المحترفين بصفوف فرق أندية دبي في الألعاب الثلاثة هي خطوة إيجابية وجيدة جداً لترشيد المصروفات.
وتساءل أبو الشوارب عن إصرار رؤساء وأعضاء مجالس اتحادات اليد والسلة والطائرة على إلزام الأندية بمشاركة اللاعب الأجنبي بصفوف فرقها خلال الموسم المقبل، وقال: لو أن الاتحادات الثلاثة ستدفع رواتب اللاعبين الأجانب وتتكفل بكافة متطلباتهم لكانت استغنت عنهم اليوم قبل الغد.
مردود
وأكد أبو الشوارب أن المبلغ الذي سيتم صرفه على اللاعب الأجنبي لا يساوي المردود الذي سيقدمه للفريق الذي يلعب ضمن صفوفه بالموسم، وسيكون المستفيد الأول منه اللاعب الأجنبي، والذي بدوره لم يقدم المطلوب منه خلال الموسم، وقال: يمكن أن يحقق الفريق بمشاركة الأجنبي إحدى البطولات المحلية ولكنه بنفس الوقت سيكون عبئاً على الفريق خلال مشاركتنا في البطولات الخارجية والشواهد كثيرة على ذلك.
وأضاف: فرقنا لم تحقق أي بطولات خارجية إلا ما ندر خلال المرحلة التي يتواجد فيها اللاعب الأجنبي بصفوف فرقنا المحلية.
وذهب أبو الشوارب لأبعد من ذلك وقال: خلال الفترة التي تم الاستغناء عن اللاعبين المحترفين بصفوف الأندية بكرة القدم استطعنا الوصول لكأس العالم، لأن الدوري بتلك الفترة افرغ لاعبين من أبناء الدولة بمجهوداتهم وأدائهم العالي على ارض الواقع المحلي ومن ثم الخارجي.
رسائل
واكد أبو الشوارب أن نادي النصر ارسل رسائل للاتحادات المعنية بخصوص عدم تسجيل اللاعبين الأجانب بصفوف الأندية بالألعاب الشهيدة، وقال: في حال إصرار تلك الاتحادات على مشاركة اللاعب الأجنبي سنطلب عقد جمعية عمومية غير عادية لبحث ذلك، ولكني استغرب في نفس الوقت أن معظم الأندية التي تنضوي تحت مظلة تلك الاتحادات وتشارك بفريق أو فريقين بالمراحل السنية لها صوت واحد مثل الأندية التي تشارك في جميع مسابقات الموسم وبكافة المراحل، وخاصة بعد عملية الدمج بالكيانات الجديدة والتي أحدثت النقص في عدد فرق الرجال، وكمثال على ذلك بتواجد ما بين 5 إلى 6 أندية فقط تشارك بمسابقات الألعاب الجماعية بفئة الرجال.
وتمنى أبو الشوارب أن يخرج رئيس أحد الاتحادات الثلاثة ويوضح مدى الاستفادة من تواجد اللاعب المحترف بصفوف فرقنا المحلية بفئة الرجال.
أول الملتزمين
اكد محمد علي العامري المدير التنفيذي لنادي الوصل قيام النادي بمخاطبة اتحادات كرة اليد اليد والسلة والطائرة بعدم تسجيل اللاعبين المحترفين بهذه الألعاب والتي يطلق عليها «الشهيدة»، مشيرا إلى أن النادي يعد من أوائل الملتزمين بهذا التوجه وارجع ذلك للسياسة والاستراتيجية الجيدة التي يطبقها مجلس دبي الرياضي خلال الفترة المقبلة، وذهب العامري لأبعد من ذلك عندما سألناه عن ردة الفعل إذا لم تلتزم الاتحادات المعنية بتنفيذ توجه عدم الاستعانة باللاعب الأجنبي وقال: سنطلب عقد جمعية عمومية لهذه الاتحادات لبحث هذا التوجه والالتزام به، مشيراً إلى أن مجالس إدارات هذه الاتحاد هي نتائج ثقة الجمعيات العمومية، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون العمل للمصلحة العامة للرياضة والرياضيين في دولتنا بعيداً عن مصلحة الأندية أو المصالح الشخصية للبعض.
طموحات
واعتبر العامري أن الاستغناء عن اللاعبين المحترفين في الألعاب الجماعية الثلاث خطوة إيجابية ومميزة وتساهم في الحد من الصرف التي تتحملها الأندية، مشيراً إلى أن بعض المسؤولين في الاتحادات المعنية لم تعجبهم هذه الخطوة.
وأشار العامري إلى عدم أهمية تواجد اللاعبين المحترفين بهذه الألعاب مقارنة بما يتم الصرف عليهم من مبالغ باهظة ترهق موازنات الأندية وحتى القائمين على دعم هذه الأندية، وخاصة بالمردود الذي تحققه فرق الأندية بمشاركتها في البطولات الخارجية والتي لم ترق لتحقيق الطموحات والآمال المنشودة، وقال: مثل هذه التعاقدات يعتبر هدرا للموازنات.
توفير
واكد العامري أن الاستغناء عن اللاعبين المحترفين سيوفر على الأندية ما لا يقل عن أربعة ملايين ونصف درهم سنوياً، مؤكداً أن اتحادات الألعاب الشهيدة هي المستفيد الأكبر من تواجد اللاعبين المحترفين، وخاصة بعد أن فتحت باب تغيير اللاعبين المحترفين خلال الموسم وما تتقاضاه من مبالغ كبيرة عند تسجيل لاعبين محترفين جدد.
وأشار العامري إلى أن بعض الأندية تدفع لبعض لاعبي فرقها من المحترفين اكثر مما تحصل عليه بعض الأندية بالنسبة للاعبي كرة القدم والشواهد على ذلك كثيرة و«أهل مكة أدرى بشعابها».
التزام
لم يذهب بعيداً عامر علي عضو اللجنة الفنية رئيس لجنة الألعاب الجماعية والفردية بنادي شباب أهلي ـ دبي عن الآراء والأفكار والآمال المنشودة والتي طرحها مسؤولو الوصل والنصر، والتي تضمنت الإشادة والتقدير بالمبادرة التي قدمها مجلس دبي الرياضي ومن خلال اللجنة الصفرية وفق استراتيجيته بتقنين المصروفات في الإنفاق على الرياضة، واكد عامر التزام نادي شباب أهلي ـ دبي بمبادرة مجلس دبي الرياضي ووصفها بـ «الرائعة» وجاءت في توقيت مناسب، وقال: سنخوض منافسات الموسم بالألعاب الثلاث من دون لاعبين محترفين بغض النظر عن النتائج، في ظل قناعتنا بصحة رؤية واستراتيجية مجلس دبي الرياضي وبتواجد كوكبة من اللاعبين على قدر المسؤولية ولديهم القدرات البدنية والإمكانات الفنية لتحقيق الطموحات والآمال التي ننشدها، وقال: الشواهد على ذلك ظاهرة للعيان بقدرة أبناء الإمارات على تحقيق العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والخارجي، والتي جاءت بدون مشاركة المحترف بتلك الألعاب.
قواعد
واكد عامر أن المبلغ الذي يتم صرفه على اللاعب المحترف في صفوف فريق من الألعاب الشهيدة سنوياً يمكن استثماره في بناء وإعداد 3 فرق للمراحل السنية بالموسم بنفس اللعبة، من منطلقنا الراسخ أن البناء يبدأ من القاعدة وخاصة في ظل الدمج الذي صدر أخيراً ولما تضمه الأندية من أعداد كبيرة بهذه الشريحة الرياضية.
مبادرة
وتمنى عامر من القائمين على تلك الاتحادات دراسة المبادرة بشكل واف بعيداً عن الانجرار وراء أهمية تواجد المحترفين بصفوف فرق هذه الألعاب، وقال: نعاني في الأندية من تبعات المحترفين، ونحن الشركاء الرئيسيون في السعي لإنجاح مسيرة الاتحادات وخاصة أن ما يجمعنا هو المصلحة العامة والتي تصب في صالح لاعبينا من أبناء الدولة والألعاب الثلاث وتصب في النهاية بمصلحة المنتخبات الوطنية والتي لا يتواجد فيها المحترفون بالطبع.
إلغاء مكافآت الفوز الموسم المقبل
كشف المدير التنفيذي لنادي الوصل أن نادي الوصل أول الداعمين والمطبقين لاستراتيجية مجلس دبي الرياضي والتي من ضمن ما تضمنه إلغاء مكافآت الفوز لمباريات كافة فرقنا الرياضية بالنادي خلال الموسم المقبل، مع الالتزام فقط بمنح مكافآت الفوز بالبطولات المحلية بنهاية الموسم، إلى جانب مكافآت الفوز على المستوى الخارجي الخليجي والقاري والدولي.
مشيراً إلى أن العديد من لاعبي الوصل وبكافة الألعاب من المحترفين لديهم رواتب شهرية وهذه تتوافق مع استراتيجية لجنة الموازنة الصفرية بمجلس دبي الرياضي والتي تتضمن المصاريف التشغيلية والاستثمارية والتي وضعت وفق التوجيهات الحكومية ومعايير الحوكمة ومقررات لجنة الموازنة الصفرية في المجلس، على أن يعمل المجلس والأندية وفق قواعد الإنفاق المتعقل، وترشيد الإنفاق في الجوانب المخصصة لها ووفق الخطط الموضوعة.
1.500.000
كشف عبد الرحمن أبو الشوارب عضو مجلس إدارة نادي النصر أن اللاعب الأجنبي في ألعاب اليد والطائرة والسلة يكلف ناديه أكثر من مليون ونصف المليون درهم سنويا على أقل تقدير، وقال: البحث عن عامل الاحتكاك من خلال تواجد اللاعب الأجنبي سبب غير مقنع لأن الاحتكاك يتحقق من خلال خوض مباريات مع فرق قوية سواء في الدولة أو خارجها، لذا من الأفضل تخصيص ميزانية اللاعب الأجنبي لإقامة 3 أو 4 معسكرات خارجية مع فرق أو منتخبات قوية يعتبر خيارا أفضل لتطوير لاعبينا المواطنين، والاستثمار إيجابي ومثمر بشكل كبير على الفريق كمجموعة من أبناء الدولة ومن خلال اكتساب الخبرات والارتقاء بجميع النواحي البدنية والفنية للفريق.
