مغامرات تصنع قيادات المستقبل

أكاديمية فاطمة بنت مبارك منجم المواهب

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية منجماً يخرج العشرات من المواهب في مختلف الرياضات، وتعدته لتكون بوابة للمغامرات تكسب بنات الإمارات خبرات احترافية في تسلق الجبال عبر مراحل في التدريبات وصولا للقمة.

وكانت تجربة تسلق قمة جبل توبقال في المغرب، التي ترتفع بمقدار 4167 متراً فوق مستوى سطح البحر تؤكد نجاح الأكاديمية في تخريج دفعة جديدة من فريق المغامرات الذي ضم 10 مغامرات من مختلف التخصصات جمعهن حب التحدي وهي مغامرات تسهم في صناعة قياديات المستقبل.

10 مغامرات

وكان الفريق الذي قاد التحدي مكوناً من 10 مغامرات إماراتيات هن: أحلام حسن الحمادي وأمل أبو فراس بن لوتاه وأسماء أحمد المحرزي وعايدة علي وعائشة الحارثي وفاطمة الحارثي وهنادي علي الراشدي ومزنة محمد القرني ونوال التميمي وعائشة إسماعيل الجنيبي.

وانتقل الفريق إلى الجبل الذي يبعد مسافة 63 كيلومتراً جنوب مدينة مراكش المغربية وعلى مدار عدة أيام استطاع الفريق أن يتسلق الطرق والممرات الجبلية الوعرة لجبل توبقال، وشكل ذلك تجربة رياضية اجتماعية غير مسبوقة للفريق.

فوبيا الرياضة

وكانت أكبر المفاجآت تواجد بعض من يعانين من فوبيا ممارسة الرياضة وتسلق الجبال في صفوف الفريق لكنهن أصررن على المشاركة للتعلم والتخلص من الفوبيا وهو تحد مزدوج حيث كانت أمل بن لوتاه الموظفة في الهيئة الاتحادية للرقابة النوية تعاني من فوبيا ممارسة الرياضة ولا تقترب منها أبداً.

حيث ترى في ممارسة الرياضة خاصة كرة القدم الإصابات، وهو أمر يسبب لها الهلع فكان الفريق فرصة لها في التخلص منها، وتصف الأمر بالتحدي الصعب في بداياته خاصة في تدريبات التصفيات التي تؤهلها للانضمام للفريق، فكان لا بد أن تقنع الجميع بأنها قادرة على التحدي وصولا للقمة وهو ما نجحت فيه عبر روح الفريق الواحد وجماعية الأداء.

رعب المرتفعات

ومرت زميلتها عائشة إسماعيل الجنيبي الموظفة في مجموعة ادنوك بظروف مشابهة، حيث كانت تعاني من فوبيا المرتفعات ولا تجرؤ على تسلق المرتفعات بل النظر من أعلى للأسفل من مكان عال يشكل لها هلعا متواصلا، وكانت تعاني منه وتخلصت منه عبر المشاركة في فريق مغامرات الأكاديمية، وباتت تتسلق الجبال باحترافية وأضحت الفوبيا من تسلق الجبال شيئا من الذكريات.

تجربة

وتؤكد بأنها استفادت من التجربة والآن تمارس الرياضة بكل جدية، خاصة التي كانت تعتبرها مشقة، وفتح العمل مع فريق واحد لفترات طويلة حب التطوع والمشاركة في أعمال تطوعية سواء كانت رياضية أو اجتماعية.

دعم اليوغا

وتصف عايدة الجعفري مهندسة نظم معلومات في شركة ادكو التجربة بأنها كانت تحديا كبيرا لها، لكن خبراتها في ممارسة اليوغا سهلت لها الكثير من المشاق.

وجعلتها تتحلى بالصبر خاصة في بدايات التدريبات في جبل حفيت ولولا اليوغا لكانت تراجعت في أول الطريق، وهي الآن تترجم تجربتها في حياتها اليومية داعية بنات الإمارات لعدم التخوف من خوض التحديات الرياضية، لأنها تكون صعبة في البداية من ثم تتحول التجربة إلى ممارسة يومية عادية وأسلوب حياة.

رحلات خارجية

وترى أسماء المحرزي الموظفة في قسم الاستراتيجية في طيران الاتحاد، بأن التحدي الأكبر بعد نجاح الفريق في تسلق جبل توبقال هو المحافظة على الفريق وتواصل النشاطات بنفس الروح.

وهو الأمر الذي جعلهن يتفقن على ممارسة الرياضة وتسلق الجبال في أيام محددة على مدار العام والتنسيق لتنظيم رحلات خارجية وداخلية للحفاظ على روح الفريق والأسرة الواحدة، مشيرة إلى أن مشاركتها في الرحلة شجعتها على مواصلة ممارسة الرياضة بأسلوب احترافي بعيدا عن روتين الحياة اليومية.

عائشة وفاطمة الحارثي ثنائية الخيول وقمة توبقال

عائشة و فاطمه الحارثي شقيقتان تميلان لنفس الهوايات، فارستا قدرة من إسطبلات سيح السلم 2 شاركتا في عدة سباقات محلية ودولية، واجتمعتا مجددا في تحدي تسلق قمة جبل توبقال ليجمعا ثنائية رياضية، حيث تعتبران تسلق الجبال هواية جديدة بالنسبة لهما في هذا العام.

والتي من خلالها اكتشفتا قدرات ومهارات ذاتية جديدة خاصة العمل مع فريق عمل وسط ظروف طبيعية صعبة ومواصلة السير وصولا للقمة وهو تحد يمكن أن يطبق في الحياة اليومية بأن لا مستحيل مع الوحدة والتوحد لأداء الواجب وكانت قمة السعادة برفع علم الدولة في القمة.

وتعتبران مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: »التحديات هي فرصتنا للتفكير بطريقة مختلفة ولاختبار طاقاتنا وقدراتنا وصقل مهاراتنا وإمكاناتنا) وهي سر تميزهما في الحياة وفي الرياضة خاصة سباقات القدرة التي يعتبر فيها فارس العرب قدوتهما.

وأكدتا أن المكتسبات الكثيرة من رحلة المغرب ستعود عليهن بالنفع في الفترة المقبلة في سباقات القدرة وحتى في حياتهن العملية وزادت من رغبتهن في مزيد من التحصيل العلمي وصولا للدكتواره .

التغلب على الصعاب وصقل الهوية الوطنية

كشفت فاطمة العلي منسقة الأحداث الرياضية في أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك أن برنامج مغامرات فبما يسعى إلى تشجيع المرأة الإماراتية على تبني روح المغامرة الرياضية وتعزيز روح الانتماء الوطني لدى أعضاء الفريق، و صقل وإبراز هوية المرأة الإماراتية

صحة القلب

أما على المستوى الشخصي للمشاركات توضح العلي: يركز برنامج مغامرات فبما على الاهتمام بصحة القلب والأوعية الدموية وتحسين اللياقة البدنية لدى المشاركات وإعطاء الفرصة للمشاركات لتجربة أسلوب حياة أكثر صحة وإثارة بشكل آمن وتعزيز قيم الاعتماد على النفس وروح العمل الجماعي عند أعضاء الفريق .

وتعلم المشاركات للمهارات اللازمة للعيش في البيئات الخارجية وتنمية روح الإرادة والعزيمة لدى المشاركات من خلال تركيز البرنامج على وضع أهداف محددة، والعمل بجد للوصول إليها بغض النظر عن الصعاب والعقبات التي قد تعترض طريق المشاركات.

مخاطرة وتحدّ

وأكدت هنادي الراشدي عضو الفريق الحالي أن النجاحات التي حققها الفريق تضع الجميع أمام تحدي المحافظة عليه والعمل على ممارسة الرياضة بنفس المستوى على مدار العام خاصة بعد المكاسب التي تحققت من تجربة المغرب وهي كانت تهتدي بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي »أكبر مخاطرة هي ألا تخاطر«.

 

Email