ودعت كل المنتخبات العربية بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة في كوت ديفوار خلال الفترة من 13 يناير حتى 11 فبراير 2024.

وكان المنتخب المغربي آخر المغادرين العرب من البطولة بعد خسارته أمام جنوب إفريقيا بهدفين نظيفين في دور الـ 16، وسبقه منتخب مصر بالخسارة أمام الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لكل فريق، وكذلك المنتخب الموريتاني الذي خسر بهدف نظيف أمام الرأس الأخضر.

وودع منتخبا تونس والجزائر بطولة كأس الأمم الإفريقية من دور المجموعات بعدما جمعا نقطة وحيدة.

المنتخبات العربية الخمسة المشاركة في كأس الأمم جمعت 15 نقطة في دور المجموعات من إجمالي 42 نقطة كان من المفترض أن تجمعها هذه الفرق، مع الوضع في الاعتبار تواجد الجزائر وموريتانيا في مجموعة واحدة.

منتخب المغرب، الذي لم يتوّج بطلا لقارة إفريقيا إلا في مناسبة وحيدة عام 1976، هو المنتخب العربي الوحيد الذي تأهل في صدارة مجموعته بعد فوزين أمام تنزانيا وزامبيا، وتعادل أمام الكونغو الديمقراطية، ولكنه ودع البطولة أمام جنوب إفريقيا في دور الـ 16 لتظل بطولة إفريقيا عقدة لمنتخب "أسود الأطلس"، الذي حلّ في المركز الرابع بكأس العالم قطر 2022.

ولم يتأهل المنتخب المغربي للمباراة النهائية منذ أن صارت بطولة أمم إفريقيا بنظام خروج المغلوب، إلا مرة وحيدة، في نسخة تونس 2004.

تكرر الخروج الجزائري من دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي تحت قيادة جمال بلماضي، والذي فشل أيضا في قيادة الخُضر لكأس العالم في قطر 2022.

وحلّ المنتخب الجزائري في ذيل المجموعة الرابعة التي ضمت أنغولا، وبوركينا فاسو، وموريتانيا، بتعادلين وهزيمة.

وواصل المنتخب الجزائري نتائجه السلبية، فلم يحقق أي فوز في نهائيات كأس الأمم الإفريقية منذ فوزه على السنغال 1-0 في نهائي بطولة 2019، ليعلن الاتحاد الجزائري رحيل بلماضي المدير الفني للمنتخب، عن منصبه، وسط تقارير جزائرية تتحدث عن أزمة بسبب رفض المدرب تقديم استقالته حتى الحصول على التعويض المناسب.

تجاوز المنتخب المصري دور المجموعات بـ 3 تعادلات أمام موزمبيق وغانا، والرأس الأخضر على التوالي.

وكان الفراعنة على وشك الخروج من البطولة، لولا منتخب موزمبيق الذي خطف تعادلا قاتلا أمام غانا بالجولة الأخيرة من الدور الأول، ليمنح مصر التأهل في المركز الثاني.

لم يكن المنتخب التونسي أفضل حالا من بقية العرب، حيث حلّ في ذيل المجموعة الخامسة التي ضمت مالي وجنوب إفريقيا وناميبيا.

ورغم أن زيادة المنتخبات الإفريقية في "كان" إلى 24 منتخبا، منح الفرصة لـ 4 منتخبات للصعود كأفضل ثالث، إلا أن نسور قرطاج فشلوا في العبور للدور التالي.

وفشلت تونس في التأهل لمرحلة خروج المغلوب في كأس الأمم للمرة الأولى منذ نسخة 2013، ليقدم جلال الطالبي المدير الفني استقالته من منصبه لعدم تحقيق الهدف المتفق عليه وهو الوصول لنصف النهائي.

شهدت البطولة إنجازا فرديا عربيا بمشاركة التونسي يوسف المساكني في البطولة الثامنة في تاريخه، ليعادل أرقام المصري أحمد حسن، والكاميروني ريغوبرت سونج، والغاني أندريه أيو.

كذلك حقق "المرابطون" أول فوز في تاريخ موريتانيا بكأس الأمم على حساب الجزائر حامل لقب نسخة 2019، ليقصيه من البطولة.

وكرر المدرب أمير عبدو إنجازه مع جزر القمر في النسخة الماضية، ليقود موريتانيا لعبور دور المجموعات للمرة الأولى في التاريخ، قبل وداع البطولة على يد الرأس الأخضر.

أرجع محمد يسري الناقد الرياضي تراجع المنتخبات العربية في أمم إفريقيا إلى عدة أسباب أبرزها تعالي بعض المنتخبات، واللعب باسمها وتاريخها فقط دون النظر لتغير خريطة القارة الإفريقية وصعود وتطور منتخبات جديدة على الساحة، وأبرزها الرأس الأخضر.

ودلل يسري، على تعالي المنتخبات، بخسارة المنتخب الجزائري أحد أقوى الفرق العربية أمام موريتانيا التي شاركت للمرة الثالثة في تاريخها بكأس الأمم، وكذلك منتخب المغرب بخسارته المفاجئة أمام جنوب إفريقيا.

وتحدث يسري عن "أزمة المنتخب التونسي"، الذي تلقى صدمة في بداية البطولة بالخسارة من ناميبيا بهدف نظيف قائلا: "تونس لم تدخل في أجواء البطولة سريعا، وتلقى نسور قرطاج هدفا قاضيا أمام ناميبيا كلفهم الخروج مبكرا، في ظل وجود منتخبي مالي وجنوب إفريقيا الذين تأهلا إلى الدور ربع النهائي".

واعتبر المحلل المصري في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن عبور منتخب موريتانيا دور المجموعات "كان إنجازا كبيرا، والخسارة أمام الرأس الأخضر لم تكن مفاجئة في ظل تصدر فريق القروش الزرقاء مجموعة ضمت مصر وغانا مبكرا بعد الجولة الثانية".

أما المنتخب المصري، فعلل يسري تراجع مستواه، إلى سببين "الأول الأخطاء الفنية الدفاعية التي حدثت وتلقي الدفاع 7 أهداف في البطولة، والإصابات التي طاردت الفريق وأبرزها محمد صلاح قائد الفريق، والثاني تغيير هوية الفراعنة المستمر".

وفسّر يسري، تغيير هوية منتخب مصر بفترتي هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب عام 2017 والذي اعتمد على أسلوب لعب دفاعي بعكس هوية المنتخب، ليحاول خافيير أغيري المدير الفني التالي في بطولة 2019 أن يستبدل الطريقة باللعب الهجومي، وهو ما لم يكن مناسبا، ليتكرر الأمر بطريقة لعب كارلوس كيروش في بطولة 2021، حين سجل المنتخب طوال البطولة 4 أهداف وتلقى هدفين، ليلعب فيتوريا بطريقة هجومية ويتكرر نفس الأمر.