أخطاء فنية وإدارية وراء خروج «الفراعنة»

مطالب بمحاسبة الفاشلين وعودة شحاتة

هدف جنوب أفريقيا الحاسم في مرمى مصر | أ ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال أصداء خروج المنتخب المصري لكرة القدم، من بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تستضيفها مصر حتى 19 من يوليو الجاري، تسيطر على الشارع الكروي، وسط حالة غضب جماهيرية كبيرة، ليس بسبب وداع البطولة مبكراً، إثر الهزيمة أمام منتخب جنوب أفريقيا، أول من أمس، بهدف دون رد، ولكن بسبب الأداء الباهت للاعبين، والعشوائية التي أدير بها معسكر الفريق.

ودفع توديع «الفراعنة» للبطولة مبكراً، هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة المصري، إلى التقدم باستقالته من منصبه، ودعوة جميع أعضاء الاتحاد للاستقالة، فضلاً عن إقالة الجهاز الفني للمنتخب بالكامل، ليترك الجماهير في حالة تساؤل حول من يدير الكرة المصرية بطريقة متطورة؟

ومن المقرر أن يقوم وزير الرياضة، أشرف صبحي، بتعيين لجنة لإدارة اتحاد الكرة، وذلك لحين عقد انتخابات، وطالبت الجماهير بابتعاد كل الوجوه السابقة عن المشهد الكروي، وخصوصاً أعضاء اتحاد الكرة الذين سيطروا على إدارة شؤون الكرة والإعلام الرياضي، ودون أن يقدموا شيئاً يذكر، وضربوا باللوائح والقوانين والأعراف عرض الحائط، وأصروا على الجمع بين العمل الإعلامي وعملهم في الاتحاد، فباتوا هم الخصم والحكم، وغفلوا تماماً عن أخطائهم.

وفنياً لم يفلح لاعبو منتخب «الفراعنة»، في استغلال تنظيم البطولة على أرضهم ووسط جماهيرهم، وظهروا كسالى ودون أي جمل تكتيكية، باستثناء عدد قليل من اللاعبين هم، الحارس محمد الشناوي، وطارق حامد ومحمود حسن «تريزيغيه»، وتوهم اللاعبون والجهاز الفني بقيادة المكسيكي خافير أغيري، أن عبور دور المجموعات وتصدر المجموعة الأولى، بالعلامة الكاملة وتحقيق ثلاثة انتصارات، يؤكد قدرة المنتخب على الذهاب بعيداً.

أداء مهزوز

منذ المباراة الافتتاحية التي خاضها الفراعنة أمام زيمبابوي، في 21 من يونيو الماضي، ظهر المنتخب المصري بأداء مهزوز، تسبب في حالة قلق جماهيري، ولم يفكّر أغيري في حلول لتقديم الأفضل، ووقف عاجزاً في منطقته الفنية، لذا كان هذا الخروج المهين، وترك اللاعبون الفرصة للجماهير المصرية تشاهد منافسات الضيوف، في البطولة التي ستنتهي في 19 من يوليو الجاري.

ولم يكن حزن الجماهير المصرية بسبب الخروج المبكر فقط، ولكن بسبب الفضائح الإدارية المدوية التي عرفها منتخب مصر على مدار العامين الأخيرين، بسبب التصرفات الصبيانية من جانب بعض اللاعبين والإداريين ومسؤولي اتحاد الكرة في التعامل مع الأزمات، آخرها أزمة اللاعب عمرو وردة، واتهامه بالتحرش بإحدى عارضات الأزياء، ما تسبب في إبعاده عن المعسكر، ثم أعيد مرة أخرى بسبب ضغط زملائه اللاعبين.

وهو ما دفع الجماهير التي تواجدت في مدرجات استاد القاهرة، للهجوم على اللاعب عقب الهزيمة أمام جنوب أفريقيا، وألقى بعضهم زجاجات المياه عليه، واعتبروا أن استمراره كان أحد أسباب الخروج المخزي، لأنه يعني غياب القيم الأخلاقية، كما تأكدوا أن محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، أقوى من اتحاد الكرة، بعدما فرض رأيه بعودة عمرو وردة إلى المعسكر.

اختيار غير موفق

أما عن أغيري المدير الفني، قال رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إن لاعب الزمالك والأهلي السابق، رضا عبد العال، كان صادقاً في كل توقعاته بشأن هذا الرجل، لأنه الوحيد الذي رأى أن مصر لن تصل أبعد من دور الستة عشرة في البطولة القارية، وفي تصريح لـ «البيان الرياضي»، أكد عبد العال أن اختيارات المدرب المكسيكي ظالمة من البداية.

وأضاف أنه ظلم لاعبين على حساب لاعبين آخرين، وأن الاختيارات مليئة بالمجاملات، خصوصاً وأن هناك بعض اللاعبين المتواجدين لا يستحقون ارتداء قميص المنتخب المصري، وهناك من هم أفضل منهم بكثير، ولفت إلى أن مدرب المنتخب لا يملك أي رؤية فنية ولا خطط تكتيكية، وأصر على اللعب بتشكيلة أساسية لا تسمن ولا تغني من جوع، إضافة إلى أن دكة البدلاء لا تضم اللاعب الذي يمتلك القدرة على تغيير مجريات المباراة.

مدرب محلي

بعد هذا الخروج المخزي، وضياع اللقب الأفريقي الذي غاب عن دولاب بطولات المنتخب المصري، منذ عام 2010، هناك مطالبات جماهيرية بتعيين مدير فني محلي، بدلاً من المدير الفني الأجنبي، وظهر في المشهد من جديد اسم حسن شحاتة، صاحب أكبر إنجاز قاري في تاريخ مصر، والذي قاد المنتخب بالحصول على كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2009 و2010، وهنك مطالبات أيضاً بتولي حسام حسن، المسؤولية.

Email