تتجه الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة التي تستعد لاحتضان الحدث الكروي القاري الأهم، حيث تتنافس ثلاثة منتخبات خليجية على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ولا شك أن هذه المواجهات تمثل قمة خليجية مرتقبة ينتظرها عشاق اللعبة بشغف كبير، لما تحمله من ندية تاريخية اعتدنا على مشاهدتها في البطولات الخليجية.
وقد شهدت المنتخبات الثلاثة في السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً، وحققت نتائج مميزة أمام منتخبات قوية على المستويين القاري والعالمي، ما يجعل الترقب أكبر والإثارة أوضح، ولم يكن اختيار الدوحة مسرحاً لهذه القمم صدفة، فهي باتت عنواناً للأعراس الكروية العربية والخليجية والعالمية، ومحطة رئيسية في استضافة كبرى البطولات وجذب الأنظار إلى المنطقة.
وتتميز المنتخبات المتنافسة بامتلاكها أجهزة فنية عالية الكفاءة ومدربين أصحاب خبرة كبيرة في إدارة مثل هذه المواجهات المصيرية، حيث يحسبون خطواتهم بدقة ويضعون كل الاحتمالات للوصول إلى المركز الأول الذي يضمن التأهل المباشر، وفق النظام الجديد لتصفيات القارة.
هذا النظام أتاح فرصاً أكبر أمام المنتخبات الطامحة للوصول إلى المونديال، وهو ما جعل الصراع أكثر حماسة وتكافؤاً. فاليوم، باتت كرة القدم جزءاً من حياة الشعوب والدول، ودافعاً لوضع استراتيجيات وخطط طويلة المدى لتحقيق الإنجازات.
أما منتخبنا فقد غادر إلى الدوحة بهدوء وثقة، مستفيداً من دعم اتحاد الكرة الذي وجّه الدعوة إلى عدد من نجوم الكرة الإماراتية السابقين الذين صنعوا حلم التأهل التاريخي إلى مونديال إيطاليا 1990، ليشاركوا في مؤازرة الجيل الحالي ورفع معنوياته، وجاءت المبادرة تحت شعار «حلم الوطن»، وهو الشعار الذي عاد ليتصدر المشهد على ألسنة اللاعبين والجماهير الداعمة للأبيض.
ويخوض المنتخب هذه المرحلة الحاسمة بمعنويات مرتفعة وروح قتالية عالية، مرتدياً ثوباً جديداً بقيادة مدرب يملك سجلاً حافلاً في المنطقة، مدعوماً بمجموعة من اللاعبين المميزين الذين برزوا في دوري المحترفين خلال السنوات الماضية.
كلنا أمل أن يقدم الأبيض الصورة المشرفة التي تعكس طموحاته، وأن يحقق الهدف المنشود بالعودة إلى سماء المونديال، ليعيد للأذهان ذلك الإنجاز التاريخي الذي ما زال حاضراً في وجدان جماهير الكرة الإماراتية.