فاز بهدفين نظيفين وخرج من نصف النهائي

فيديو..المستحيل يكسر الريال رغم فوزه على دورتموند

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح بروسيا دورتموند الألماني في خطف بطاقة التأهل للمباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا موسم 2012/2013 رغم خسارته بهدفين نظيفين أمام مضيفه ريال مدريد الإسباني، في اللقاء الذي جمع بينهما على أرضية السانتياجو بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد، أحرز هدفي الريال البديل كريم بنزيمه 83 والمدافع سيرجيو راموس 88، لكن الهدفين لم يكونا كافيين لسابق فوز بطل ألمانيا بأربعة أهداف مقابل هدف في لقاء الذهاب الأسبوع الماضي.

دخل جوزيه مورينيو مدرب الريال اللقاء واضعاً في اعتباره صعوبة المهمة نظراً لاحتياج فريقه لثلاثة أهداف نظيفة أمام منافس لم يخسر مطلقاً في بطولة هذا الموسم، بل إن مورينيو نفسه فشل في الفوز عليه خلال ثلاث مناسبات فخسر مرتين وتعادل واحدة.

تشكيلة الريال شهدت تواجد لوكا مودريتش صاحب التوجه الهجومي من البداية في مركز الوسط المدافع على حساب خضيرة، كذلك شارك الغاني مايكل إيسيان بدلاً من بيبي مع عودة راموس لقلب الدفاع فظهر الريال أفضل حالا من لقاء الذهاب، بينما اعتمد الألماني يورجين كلوب مدرب البروسيا على كتيبة الشباب المعتادة مع الاعتماد على المهاجم القوي ليفاندوفسكي صاحب رباعية لقاء الذهاب ومن خلفه ريوس وجوتزه وجوندوجان.

الضغط الهجومي من جانب الميرينجي بدأ مبكراً جداً وأضاع الأرجنتيني جونزالو هيجواين فرصة وضع البطاقة الأولى في الشباك الألمانية عند الدقيقة الرابعة بعدما تسلم تمريرة رائعة من الألماني مسعود أوزيل وضعته في مواجهة حارس الضيوف رومان فايدنفلر الذي حول الكرة بقدمه إلى ركنية حارماً الريال من هدف مبكر لو قدر له ودخل الشباك لتغير شكل اللقاء.

الرغبة المدريدية في احراز هدف مبكر لم تفتر أو تخفت بل كانت في قمة عنفوانها في الدقائق الخمس عشرة الأولى وكانت الدقيقة 13 صاحبة أكثر لحظات الشوط الأول إثارة عندما نجح العملاق ليفاندوفسكي في الهروب من رقيبه سيرجيو راموس لكنه سدد الكرة برعونة فذهبت الكرة ضعيفة في يد الحارس المتألق دييجو لوبيز لترتد هجمة مدريدية ويتسلم رونالدو تمريرة أوزيل السحرية ويروضها بمهارة على صدره ثم يسدد في جسم الحارس رومان فايدنفلر ليضيع فرصة قلما يهدر رونالدو مثلها.

حالة من التوهان والارتباك أصابت لاعبي بروسيا دورتموند لكن من حسن حظهم أن لاعبي النادي الملكي كانوا في يوم نحسهم فأضاعوا عدداً من الفرص السانحة للتسجيل لم يكن أي منهم يتخيل أنها سوف تتاح لهم أمام فريق شاب يمتلك من الحيوية والتكتيك ما يؤهله ليكون بين الكبار في دوري الابطال، وتجلت لحظاء سوء الحظ مع الإهدار المتكرر للفرص وكان آخرها خلال الشوط الأول انفراد أوزيل التام بالحارس لكنه سدد بغرابة خارج الشباك د15.

تسلم الفريق الضيف دفة قيادة الملعب بعد الدقائق الخمس عشرة الأولى التي سيطر فيها الريال على اللقاء وفعل كل شيء سوى تسجيل الأهداف، وامتلك أبناء المدرب يورجين كلوب منطقة المناورات وسط الملعب بفضل الضغط السريع والمباشر على حامل الكرة ساعدهم في ذلك لجوء لاعبي الريال للاختراق من العمق ما سهل عليهم عملية الضغط خاصة أنهم يتحركون ككتلة واحدة ويضغطون بأكثر من لاعب فسيطروا دفاعياً على المفاتيح الهجومية للريال لينتهي الشوط الأول بتعادل مخيب لجماهير الريال ومرض لعشاق الفريق الألماني.

بداية الشوط الثاني لم تكن أقل من نظيرتها ولكن من جانب الضيوف ويبدو أن المهاجم البولندي الخطير ليفاندوفسكي ترأف بجماهير ريال مدريد وأراد الاعتذار لهم عما سببه لهم في مباراة الأسبوع الماضي بتسجيله رباعية فأهدر هدفين في دقيقتين متتاليتين الأول عندما أضاع كرة قريبة جداً داخل منطقة الجزاء بعد عرضية ريوس المتقنة د49، ثم عاد بعدها بدقيقة وسدد قذيفة مدوية ردتها العاضة المدريدية مبدية تعاطفها مع الحارس الرائع لوبيز د50.

نصّب الحارس دييجو لوبيز نفسه بطلاً للشوط الثاني بعدة تصديات جيدة ولكن الدقيقة 61 شهدت تصدياً إعجازيا من ماركة تصديات كاسياس أمام إشبيلية مرتين وأمام هولندا في نهائي كأس العالم 2010، عندما رد بما يشبه الخيال كرة الموهوب التركي الأصل الألماني الجنسية جوندوجان بعد تمريرة سحرية من زميله ماركو ريوس 61.


شاهد تصدي لوبيز

مع مرور الوقت تزداد الواقعية الألمانية المغلفة بالمهارة والتكتيك العالي تألقاً ويتضاءل الأمل المدريدي ويتسرب اليأس شيئاً فشيئاً إلى نفوس لاعبي الريال الذين لجأ مدربهم الخبير جوزيه مورينيو للمغامرة بل للمقامرة فسحب الظهير الايسر كوينتراو والمهاجم الغائب هيجواين ودفع بالجزائري الأصل كريم بنزيمه والبرازيلي كاكا أملاً في بث روح هجومية جديدة في أوصال فريقه اليائس.


وفي ظل الاندفاع الهجومي من جانب الريال عاد ليفاندوفسكي ومارس هوايته الجديدة في إهدار الفرص هذه المرة وكانت بعد تمهيد جيد من جانب ريوس بيد أن العملاق البولندي سدد في جسم المدافع الغاني إيسيان ويهدر فرصة التقدم لفريقه.

الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء كانت أشبه بملحمة كروية من جانب الريال فبعد أن كان يمني الألماني كلوب نفسه في تكرار إنجاز برشلونة 2009 ويصبح ثاني فريق يصل للمباراة النهائية بلا هزيمه، وفي لحظة نسى فيها أنه يقابل سيد القارة الأوروبية بتسعة ألقاب حتى وإن كان الجيل الحالي من اللاعبين يرى كثير من الجماهير المدريدية أن معظمهم أقل من حمل مشعل الريال، نجح البديل كريم بنزيمه في كسر النحس وسجل هدف السبق لفريقه مستغلا عرضية أوزيل الغائب عن اللقاء منذ أضاع فرصة الشوط الأول 83.

الهدف المدريدي كان له مفعول السحر بين اللاعبين الذين بدأت تدب فيهم الروح من جديد مستمدة جذوتها من جماهير هادرة زادت على المئة ألف في المدرجات فزاد حصار الميرينجي لضيفه في منطقة جزائه وقرب المدافع الصلب سيرجيو راموس المستحيل بتسجيله الهدف الثاني بعد تمهيد رائع من كريم بنزيه الذي ظهر أفضل حالا من سابقه هيجواين د88، غير أن دقائق الوقت المحتسب بدلاً من الضائع لم تكن كافية ليجعل لاعبو الميرنجي المستحيل ممكناً فخرجوا بشكل قد يراه البعض مشرفاً، بينما يراه آخرون غير ذلك.

الريال دفع فاتورة لقاء الذهاب الذي خسر فيه برباعية ثقيلة وظهر لاعبوه خارج الخدمة باستثناء لوبيز، كذلك كان غياب رونالدو عن مستواه العالي بسبب الإصابة سبباً مباشراً في خروج الريال بهذه النتيجة، يبقى السبب الأهم هو التأخر في التسجيل إلى الدقائق السبع الأخيرة.

Email