قرأنا مبادرة كنا ننتظرها منذ زمن طويل، وكنت استغرب كما يستغرب الكثيرون في الشارع الرياضي، كيف يمكن لنا أن نشارك في دورات الألعاب الاولمبية، بينما لا نملك القاعدة السليمة للخوض في مثل هذه المشاركات التي تحمل طابعا خاصا، والتي تتطلب لاعبين يحملون مواصفات بدنية خاصة جدا لكي يحققوا نتائج مشرفة للدولة، وهو العمل الذي لا يأتي إلا إذا كانت هناك مراكز مهتمة بهذا الشأن بحيث تؤدي عملا ضمن خطة استراتيجية دقيقة وطويلة المدى حتى تأتي ثمارها.

لذلك كان مشروع (مركز النخبة ) الذي أطلق مؤخرا هو مشروع لدعم الألعاب الفردية الاولمبية وتوفير البيئة والأجواء الملائمة لصناعة وتخريج أبطال قادرين على تمثيل الدولة، وهو ما كان انتظاره طويلا ولسنوات طويلة إلى ان جاء الفرج عندما أطلق سمو الشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، وبالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم، واتحادات المصارعة والجودو والجو جيتسو، والملاكمة، والمبارزة، وهو ما تم إعلانه من قبل مجلس أبوظبي الرياضي عن تدشين مشروع مراكز النخبة في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية.

حيث يهدف المشروع لصناعة أبطال أولمبيين من الصغر، وتطوير أدائهم للمنافسة القوية وتحقيق الإنجازات على كافة المستويات الإقليمية والقارية والدولية والأولمبية ولعل هذه البادرة المميزة والتي ستعود بالنفع على الرياضة الإماراتية في المستقبل البعيد، فهي خطوة مهمة في وضع حجر الأساس لبناء قاعدة صلبة لصناعة نجوم وأبطال اولمبيين.

وكما يعلم الجميع أن صناعة وإعداد لاعب اولمبي يختلف كليا عن غيره من الألعاب الرياضية الأخرى، نظرا لطبيعة الألعاب الاولمبية واختلافها عن غيرها من البطولات الأخرى . ولان الألعاب الاولمبية دقيقة وحساسة جدا، حيث يعتمد الفوز فيها وتحقيق الانتصارات على تحقيق الأرقام وكسرها.

وبالتالي تعتمد هذه المشاركة في هذه النوعية من البطولات إلى التعامل مع لغة الأرقام وكيفية تحقيقها وبل والوصول إلى كسر تلك الأرقام حتى تحقق الذهب لبلادك، لذا يتطلب من الرياضي ان يكون في كامل لياقته البدنية العالية، بالإضافة إلى التمرس العالي والدقيق للعبة، والتي لا تأتي إلا من خلال الإعداد المبكر للاعب .

لذا ينطلق المركز لاكتشاف الصغار من المدارس والاهتمام بهم، وصقل مواهبهم واعدادهم بشكل جيد، وهي أفضل وأهم مرحلة عمرية يمكن من خلالها معرفة جاهزية النشء لأن يكون بطلاً اولمبيا أم لا .

وهو الدور الذي سيقوم به مركز النخبة الذي جاء من خلال مبادرة سمو الشيخ هزاع بن زايد والتي تستحق الإشادة والتقدير، بل وتستحق أن نرفع لها القبعة تقديرا لهذه الخطوة التي سنعرف قيمتها عندما نشاهد احمد بن حشر آخر يرتدي علم الدولة ويضع الميدالية الذهبية على صدره ممثلا دولة الإمارات في دورات الألعاب الاولمبية القادمة بإذن الله.

faisalessa@gmail.com