«عواجيز» الطليان يضعون المنتخب في مأزق

«عواجيز» الطليان يضعون المنتخب في مأزق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر كل من فابيو كانافارو وجيانلوكا كانافارو من النجوم أصحاب الخبرة في مونديال 2006، لكن بعد ذلك بالكاد شارك أي منهما في موسم كامل بالدوري الايطالي.

والشيء الوحيد الذي يراهن عليه الشعب الإيطالي في مونديال جنوب افريقيا هو الثقة التي لا تتزعزع للمدرب ليس في مقدرات دفاع الأزوري، إلى درجة أنه لم يراجع عناصر هذا الخط إلى أن تأهل المنتخب لفضائيات كأس العالم فوقع اختياره على كانافارو الذي يتمتع بقمة عطائه وخبرته كحجر الرحى، ثم أضاف إليه مجموعة من النجوم منهم اليساندرو تيستا صاحب الأسلوب الراقي وماركو ماتيرازي عاشق التحديات والواعد بارز أغلى كمدافعين جريحين. كذلك وقع اختياره على جيانلوكا زاميروتا السريع والثوري فابيو غروسو.

والواقع يقول ان بإمكان النقاد تقبل اهتزاز خط دفاع الفرق الأخرى امثال استراليا والجزائر أو حتى انجلترا، وليس ايطاليا، ومع ذلك دوت صافرات الإنذار إلى جنوب إفريقيا، وكان من الواضح أن السبب لم يكن كعادته واثقاً من خط دفاعه فقام بخلط أوراقه وأجرى العديد من التجارب للوصول إلى المعادلة المثالية ـ ومنهم كانافارو وزامبروتا وهما الاثنان المتبقيان من تشكيلة مونديال 2006 في ألمانيا وكلاهما يسمع بأذنيه فشل مواسمهما الكروية محلياً منذ ذلك التاريخ.

وجورجيو سبليتي كان لاعباً قديماً على المسرح الدولي ولفترة تفوق الستة أعوام ومع ذلك لا يمكن اعتباره من النجوم، أما البقية فهم مجموعة من الموجة الجديدة لم يسبق تجربتهم على المستوى الدولي.

ولأن الكرة الإيطالية تتمتع بقواعد فولاذية فيما يخص الدفاع بدت الأمور قبل المونديال أن من المستحيل ان يعاني منتخب الأزوري من مشكلة دفاعية، لكن اتضح العكس منذ أول مباراة إلى درجة ان أكد أندريه بيرلو ناشد زميله في فريق ميلان العدول عن الاعتزال دولياً والعودة إلى تشكيلة ايطاليا.

وأثبت التاريخ صحة ما ذهب إليه بيرلو بعد ست دقائق فقط من مباراة «أ» باراغواي عندما عجز خط دفاع ايطاليا بأكمله عن التصدي لركلة انتولين الكاراز الحرة ومنعها من دخول مرمى العملاق بوفوف.

حدث ذلك رغم ان متوسط دفاع فريق ويغاف الإنجليزي لم يسبق له إحراز هدف في كرة القدم العالمية وأحرز هدفه رغم وجود اثنين من أصحاب القمصان الزرقاء الأشداء وأمامه أحد أفضل حراس المرمى في العالم ومع ذلك تفوق على الجميع وزار مرمى الأزوري.

وكان منتخب بارغواي أول من رقص من منتخبات المجموعة السادسة.

وهناك تحول الحارس بوفوف إلى نموذج من الإحباط، وبالفعل استبدله المدرب بالحارس بالديل فيدريكو مارشيت.

تبريرات ليبي

تحدث المدرب ليبي عن الكاريزما لتبرير توقعات النقاد عن تشكيلته وأدائه المتوقع في المونديال الإفريقي، وخصوصاً خياراته من الوافدين حديثي الانضمام لتشكيلة الأزوري وهل هم قادرون على التألق والحفاظ على كأس العالم الذهبية؟

والحديث هنا حول ريكاردو موتنوليفو وكلاوديو مارشيزيو ومطلوب من كلاهما ان يثبت انه يتمتع بالكارزيما اللازمة لصناعة منتخب آزوري جديد، والواقع ان مدافع فريق فيورنتينا قدم لمحات من مواهبه لكن سد الثغرة التي خلفها غياب أندريه بيرلو المصاب صاحب أفضل عطاء في المونديال السابق يبدو مطلباً عسيراً بالنسبة للصاعد مونتولفيو رغم أنه ابدى موهبة مبشرة، ومن المدهش ان يراقبه العالم عندما تتحول ايطاليا إلى أسلوب 4 ـ 4 ـ2 لانقاذ سمعتها كبطلة للعالم.

ولحسن حظ البطل المدافع عن لقبه لم يكن دفاع باراغواي على الموعد، فنجح دانيال دي روس في اختلاس التعادل الذي تنفس بعده عشاق الآزوري الصعداء.

ومن حسن حظ ايطاليا ان القرعة وضعتها في مجموعة «الحياة» وليس مجموعة الموت إلى جانب نيوزيلندا وسلوفاكيا.

ومن برلين إلى كيب تاون استغرقت رحلة منتخب ايطاليا أربعة أعوام و6 آلاف ميلاً ومعها اسئلة ضخمة لا متناهية: هل يحتفظ منتخب ايطاليا العجوز بالكأس الذهبية لأربعة أعوام أخرى؟.

محمد سيف النصر «عن الغارديان اللندنية»

Email