القمة تشعر بالوحدة

القمة تشعر بالوحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ـ قبل أربع سنوات كان فريق نادي الوحدة هو المتصدر لبطولة الدوري لأسابيع طويلة وبفارق في النقاط أخذ في الاتساع حتى وصل إلى درجة شعرت معها أنه بات من الصعب على أي فريق منافسة الوحدة على اللقب، وكتبت يومها عقب فوزه بإحدى المباريات عنوان «القمة تشعر بالوحدة».

في إشارة إلى العلاقة التبادلية بين وجوده وحده في القمة وبين الارتباط الذي أصبح يجمع بينهما، ويبدو أن هذه العلاقة عادت مجددا، ونجح الفريق العنابي، الذي حافظ على ملاحقته الدائمة للجزيرة، في الوصول إلى هدفه وهو الجلوس على القمة وحده ودون مزاحمة من أحد، وسوف يتطلب إبعاده عنها جهودا ليست بالبسيطة.

ـ كثيرون، وأنا منهم توقعوا أن يتسم الأداء في ديربي العاصمة بالحذر وينتهي بالتعادل باعتباره النتيجة التي تحافظ لكلا الفريقين على فرصة استمرار المنافسة على اللقب، وكان عندها سيكون التعادل رقم 14 على اعتبار أنهما تعادلا 13 مرة في جملة لقاءاتهما السابقة، وهكذا تكتمل منظومة التعادل 14 في يوم 14 فبراير في الجولة 14 من المسابقة، ويخرج الفريقان «حبايب».

في يوم عيد الحب المتزامن مع موعد المباراة، لكن فريق الوحدة كان له رأي آخر ليقينه بأنها فرصته الوحيدة والتي لن تعوض لبلوغ القمة والجلوس عليها وحده، لتبقى مباراته مع العين في الجولة 18 إبريل المقبل في العين حاسمة وفاصلة في تحديد الأجدر منهما على الفوز باللقب.

ـ نجاح الوحدة في بلوغ القمة تحقق عن جدارة واستحقاق، بعد أن حافظ الفريق على معدل استقراره طوال الأسابيع الماضية من الدوري، وتجاوزه كل العقبات التي اعترضت طريقه دون أن تؤثر على وضعه وقربه من الصدارة، مستفيدا مما لديه من احتياطي جيد من البدلاء عوضوا النقص في صفوفه.

وضغط المباريات الذي وجد نفسه مضطرا إليه بسبب مشاركته الآسيوية، حتى أنه خاض أربع مباريات في اقل من أسبوعين وحقق الفوز فيها جميعا، وكانت إحداها صعبة جدا لإقامتها أمام فريق الكرامة السوري في عقر داره ووسط جمهوره الذي تعود انتصارات فريقه محتكر بطولة الدوري في المواسم الأربع الماضية.

ـ انتزاع الوحدة الصدارة من الجزيرة منعطف مهم في مسيرة الدوري، لكنه لا يمثل بداية وضع الخطوط لنهايته، فالمرحلة القادمة سوف تزداد إثارة، وسوف تلعب النتائج أدوارا مؤثرة في تحقيق المكاسب لغير أصحابها.

وإذا كان الوحدة قد انفرد بالصدارة والجزيرة فقدها، إلا أننا لا نستبعد حدوث متغيرات جديدة في المرحلة القادمة التي تحتوي على ثماني جولات أخرى، والأمر في النهاية سوف يتوقف على مدى قدرة الأطراف المتنافسة على استثمار الفرص المتاحة أمامها، واستغلال الأخطاء في تحقيق المكاسب التي تساعدها على بلوغ أهدافها، وبكل ثقة نقول الدوري لم ينته.

refaat@albayan.ae

Email