الوحدة يتخطى الكرامة بالواقعية الفنية

الوحدة يتخطى الكرامة بالواقعية الفنية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تغلب مساء أول من أمس الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدة على فريق الكرامة السوري بهدف نظيف، وذلك في إطار التصفيات المؤهلة لدور المجموعات بدوري أبطال آسيا، في مباراة جماهيرية شهدها ستاد خالد بن الوليد في مدينة حمص السورية.

وبذلك تأهل الوحدة لملاقاة فريق تشيرشل الهندي في السادس من الشهر الحالي، فيما انتقل فريق الكرامة السوري بعد خسارته مباشرةً لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي.جاءت المباراة مثيرة في أحداثها، وما زاد من إثارتها هو الحضور الجماهيري الكبير، حيث أنها شهدت حضور أكثر من 35 ألف متفرج اكتظت بهم مدرجات استاد خالد بن الوليد.

اعتمد الوحدة على أسلوبه المعتاد وهو طريقة (4-4-2)، بينما كان الكرامة يعتمد على الكثافة العددية في خط الوسط من خلال اعتماده على خطة (4-5-1). وسير الوحدة المباراة مثلما يريد،

وكان هدف الوحدة خلال الشوط الأول هو الخروج من أرضية الملعب دون أن تستقبل شباكه أي هدف، وبالفعل نجح في ذلك، حيث أنه أبعد الكرامة نهائياً عن مرماه، ولم يتمكن الأخير من تحقيق أي هجمة حقيقية باستثناء الكرتين اللتين تصدى لهما الحارس المتميز عادل الحوسني.

ومع بداية الشوط الثاني، سارع السوري محمد قويض مدرب الكرامة بإجراء التغييرات، حيث إنه بدأ يلاحظ عدم فاعلية خط هجومه في منطقة الجزاء الوحداوية، حيث إن الأفضلية كانت للوحدة على الرغم من أنه يلعب المباراة خارج أرضه وبين جماهير الكرامة، بينما لم يجر النمساوي جوزيف هيكسبيرغر مدرب الوحدة أي تغيير، حيث من الواضح أنه راض كل الرضا عن أداء فريقه وما يقدمه داخل أرضية الملعب، وفضل الاحتفاظ بأوراقه في وقت متأخر، وكان الوحدة في هذا الشوط يعتمد على سحب لاعبي الكرامة في منطقته، ليلعب الهجمات المرتدة معتمداً في ذلك على سرعة محمد الشحي على الجبهة اليمني ومحمود خميس على الجبهة اليسرى.

ناهيك عن انطلاقات إسماعيل مطر الذي كان يتواجد في المنطقة اليمنى تارة، واليسرى تارة، ومن العمق أخرى، إلى جانب الاعتماد على بعض المساندة من أحد لاعبي الارتكاز، فنرى يعقوب يتقدم، وأحيانا يتقدم البرازيلي ماغراو. أما لاعبو الأطراف حيدر ومظفر، فكان عندما يتقدم أحدهما يبقى الآخر مدافعاً، تحسباً لأي هجمة مرتدة قد تربك الحسابات الوحداوية، فنجح بيرغر وبامتياز من خلق منظومة دفاعية ممتازة، فكنا نرى الوحدة يدافع ب6 لاعبين، ويهاجم ب4 لاعبين، وهذا ما جعل مهمة الكرامة على ملعبه وبين جماهيره في غاية الصعوبة.

ونجح بيرغر في الوصول إلى مبتغاه في الدقيقة 72، عندما نظم الوحدة هجمة مرتدة رائعة، لتصل الكرة إلى إسماعيل مطر، الذي شق طريقه نحو المرمى من وسط الملعب، ليمرر كرةً خادعة نحو المندفع محمود خميس، الذي تقدم بالكرة وسددها صاروخية قوية في سقف شباك مصعب بلحوس حارس الكرامة، ليعلن عن تقدم الوحدة بهدف نظيف، في وقت اعتبره الوحداوية مثاليا، حيث إن الهدف لم يأت مبكراً، حتى لا يدع الفرصة للكرامة للعودة مرة أخرى إلى المباراة.وبالفعل خرج العنابي فائزا في المباراة ورابحا من الناحية التكتيكية حيث كان له ما أراد وأحكم السيطرة على اللقاء أمام الكرامة على أرضه ووسط جماهيره.

بيرغر: خططنا لإنهاء المباراة في الوقت الأصلي

أكد النمساوي جوزيف هيكسبيرغر مدرب فريق الوحدة الإماراتي أن المباراة التي جمعت فريقه مساء أمس الأول أمام فريق الكرامة السوري تعد واحدةً من أقوى المباريات التي خاضها الفريق هذا الموسم، وأضاف إن الوحدة لعب المباراة في ظل أجواء كروية رائعة، فالجماهير ملأت المدرجات قبل ساعات من المباراة، غير أن فريق الكرامة صعب جداً وخاصةً على ملعبه، حيث إنه من النادر جداً أن يخسر على هذا الملعب. وأشار بيرغر إلى أن التنظيم الدفاعي بالنسبة للوحدة كان رائعاً.

وهذا ما تسبب في تسهيل مهمة الوحدة، حيث إننا كنا نعتمد على الهجمات المرتدة، معتمدين في ذلك على سرعة الشحي ومحمود وإسماعيل، وبالفعل تمكنا من هجمة مرتدة سريعة في الشوط الثاني وعن طريق إسماعيل ومحمود من تسجيل هدف المباراة الوحيد، ومن ثم الاستبسال من أجل المحافظ عليه، وهذا ما حدث بالفعل.

وبارك بيرغر للاعبي فريقه والجهاز الفني والإداري إلى جانب إدارة النادي هذا الفوز الصعب، وأكد أن حلاوة الفوز هي أنه جاء على ملعب من الصعب جداً أن تحقق الفوز به، فصحيح أن الكرامة خسر منذ فترة بسيطة أمام فريق الجيش السوري في بطولة الدوري على ملعبه، ولكن هذه الخسارة جاءت بعد فترة زمنية طويلة تعدت الموسم ظل فيها الكرامة يحقق نتائج طيبة على أرضه وبين جماهيره.

وعن مستوى التحكيم بشكل عام في المباراة، أكد بيرغر أن مستوى التحكيم كان أكثر من رائع، أدار المباراة بشكل ناجح ومميز، فعلى الرغم من الكثافة الجماهيرية إلا أنهم لم يتأثروا إطلاقاً بالجماهير، وكانوا حازمين في اتخاذ قراراتهم، حيث أن حكم الساحة لم يضطر لإشهار البطاقات الصفراء أو الحمراء، حيث أن المباراة لم تستحق من الأساس أن نشاهد في كروت ملونة طيلة التسعون دقيقة.

كما أضاف بيرغرأنه كان يعطي التعليمات للاعبين طوال التسعون دقيقة على الخط، ولم يأتي الحكم لينذره، وهذا عكس ما يحدث في الإمارات، حيث إنه بمجرد أن ينهض من مكانه، يبادر حكم المباراة إلى إنذاره أو طرده بعض الأحيان من أرضية الملعب، من ما يعرضه للإيقاف بعض الأحيان. وأكد بيرغر على أنه لا يمتدح الحكم لأن فريقه خرج من المباراة فائزاً، حيث أن حديثه عن التحكيم سيكون هو نفسه حتى لو خرج فريقه من هذه المباراة خاسراً.

حسن تقدير المنافس

وبسؤاله عن العوامل التي قادت الوحدة للفوز على ملعب الكرامة وبين جماهيره، أكد بيرغر أنه أعد العدة جيداً لهذه المباراة، حيث أننا كنا ندرك مدى خطورة الكرامة على أرضه وبين جماهيره، ولكننا لم ندافع في المباراة، فكان دفاعنا في مرات عديدة متقدماً وهذا بحد ذاته يعتبر مجازفة، ولكن لهذا السبب كان لنا تهديد مباشر على مرمى الخصم، حيث إن اللاعبين طبقوا التعليمات التي أعطاها لهم قبل المباراة وهو سعيد لذلك.

واعترف بيرغر أنه كان يخطط لإنهاء المباراة في وقتها الأصلي، حيث أنه كان لا يرغب في لعب أوقات إضافية، خاصةً وأن الفريق لديه مباراة هامة أمام الأهلي بعد غد على ملعب الأخير، حيث إن تمديد المباراة لأوقات إضافية يعني زيادة العبء على اللاعبين، وإرهاقهم بشكل أشد، وهذا ما لم أتمناه، فإنه من الرائع جداً أن يحسم فريقي المباراة في وقتها الأصلي، وأكد أن على اللاعبين الآن نسيان هذه المباراة، والتركيز على مباراة الأهلي لأنها مباراة صعبة ولن تكون سهلة، حيث أن هدف الوحدة أيضاً هو مواصلة مطاردته للمتصدر الجزراوي والذي حقق الفوز في هذه الجولة على فريق الشباب.

الحلول التكتيكية

ومن جانبه أكد السوري محمد قويض مدرب فريق الكرامة السوري أن فريقه اجتهد في المباراة قائلا: حاولنا ولكننا قلنا منذ البداية وقبل بداية المباراة اإن الوحدة فريق كبير وليس بالسهل، وهو يتطلب حلول تكتيكية خاصة إذا ما أردت أن تسجل في مرماه وتتفوق عليه.

وأضاف: كان هناك استسلام تام من قبل المهاجمين، حيث أن حيان لم يسجل، وكان مستسلماً، ولذلك اتجهنا إلى الحلول الفردية، عل وعسى أن تنجح أحد الحلول في أن تنهي هجمة للفريق، ولكن الوحدة كان منظما وبشكل رائع، وكانت هناك بعض المحاولات من مهند إبراهيم الذي كان يحاول، ولكن المهاجمين لم يوفقوا على الإطلاق في استغلال الفرص. وأشار إلى أن مدرب الوحدة لم يجازف وكان يدافع بـ 5 لاعبين بعد أن ينضم أحد لاعبي الارتكاز إما يعقوب أو ماغراو إلى خط الدفاع،فشكلوا منظومة دفاعية رائعة من الصعب جداً أن تخترقها.

وأضاف قويض قائلا: تفاجئنا بالهدف الذي سجله الوحدة من أول فرصة حقيقية له، حيث أن لاعب بحجم وثقل إسماعيل مطر بإمكانه إنهاء المباراة من تمريرة واحدة، وهذا ما حدث بالفعل. وقال قويض أنه جازف بعد الهدف الذي دخل مرماه، ودفع بالمهاجم الكويتي فهد الرشيدي، ولكنه لم يكن جاهزاً على الإطلاق، فلم يستطع أن يأتي بأي حل للفريق، فأغلقت جميع الأبواب في أوجهنا،.

فلم نستغل الفرص، والمهاجمون لم يكونوا في يومهم، وحيان لم يعطي شيئاً داخل أرضية الملعب، وكأن طموحاته قد توقفت بعد الجوائز الأخيرة التي حصل عليها، ففي الماضي كانت عندما تغلق بأوجهنا، يأتي حيان ويحسمها، ولكن هذا لم يحدث في هذه المباراة، مما اضطرني بأن أدفع بالكويتي فهد الرشيدي، ولكن الوحدة تمسك جيداً بالفوز، وهذا أمر طبيعي ومن حقه، وهم على كل استحقوا الفوز وعن جدارة.

مشجعو الطليعة السوري يقفون خلف الوحدة

قامت فئة من الجماهير الكرماوية بتصرفات غير مقبولة على الإطلاق، حيث قامت برمي لاعبي الاحتياط والذين كانوا يقومون بعمليات الإحماء بعبوات فارغة فور تسجيل الوحدة هدف التقدم. هذه التصرفات وإن كانت غير مقبولة إلا أنها لا تمثل جماهير الكرامة التي تحلت بروح رياضية عالية قبل وبعد المباراة.

والطريف هو ما قامت به إدارة نادي الطليعة السوري بإرسال رابطة مشجعيها للوقوف خلف فريق الوحدة في مواجهته أمام الكرامة مساء أمس الأول. وكانت إدارة النادي قد قامت بزيارة بعثة الوحدة في مقر إقامته بفندق السفير بمدينة حمص السورية.

حمص - محمد السبع

Email