* عندما يعتزل لاعب كرة القدم او يكون مقبلا على توديع المستطيل الاخضر ، فاعتقد انها فرصة مناسبة لان ناخذ منه كلاما كثيرا ، ونحاول ان (نعصره) وناخذ خلاصة خبرته الطويلة في الملاعب ، والحديث هنا عن النجم اسماعيل راشد ، وهو اللاعب الذي لعب طوال حياته للون واحد هو أصفر الوصل، حيث استغرقت تلك الفترة مايقارب العشرين عاما.
* اسماعيل راشد نجم يستحق ان نقول له (شكرا اسماعيل )، ولعل اللقاء الذي اجراه معه الزميل علي شدهان في «البيان الرياضي»، استطاع ان يصل إلى أمور مهمة جدا ، ليس للقارئ فحسب ، وانما للاعبي هذا الجيل.
الحقيقة ان ما استوقفني في ذلك اللقاء هو ان اسماعيل راشد قال جملة تستحق الوقوف عندها كثيرا ، والتفكير بل والتحليل في معانيها مليا ، عندما قال :( كنا نلعب للمتعة وليس للبيزات ) وكان يعني بالبيزات اي (المال ) واعتقد انه قد وضع يده على الجرح الذي يعاني منه جيل هذا اليوم من اللاعبين في الدول التي ولد فيها الاحتراف حديثا.
* هذه الدول تواجه مشكلة رئيسية كبيرة وهي أنهم (ابتلوا) بل ويعانون من مشكلة اللاعبين الذين تحول الولاء عندهم من كرة القدم إلى المال ، فهم اقرب ما يكونون إلى ماكينات آلية ، كل ما وضعت فيها النقود كان اللعب مستمرا، والحل في رأيي يكمن في مرحلة التأسيس، وهيمناهم المراحل التي يتم من خلالها غرس حب اللعبة في الناشئ، ليصبح ولاؤه للعبة وليس للمال، ويبقى المال عبارة عن جائزة تشجيعية.
* وكما قال اسماعيل راشد لم تكن الأندية تصرف الملايين في كرة القدم، وانما كانت كرة القدم عبارة عن لعب من اجل المتعة وليست من اجل (البيزات) فقط.
* ولعل الشيء بالشيء يذكر فحديث دار بيني وبين احد الأصدقاء عندما كنا نشاهد مباريات الدوري الاسباني، حيث كانت المناسبة مواجهة القطبين ريال مدريد وبرشلونة ومعه تحول الحديث إلى مقارنة بين هذين الاسمين، وكان التفوق واضحا من قبل ميسي على نظيره البرتغالي رونالدو، فلم يستطع البرتغالي في ذلك اليوم ان يقدم اي شئ يذكر امام سحر وابداع الارجنتيني ميسي، وكانت وجهة نظر صديقنا العزيز ان الفارق بين الاثنين، هو الفارق بين نموذجين مختلفين في لاعبي كرة القدم في هذا العصر، وهو ان ميسي يلعب للمتعة بينما الآخر يلعب (للبيزات) و(للشو ) ، هذه وجهة نظره الشخصية !!