* حتى لو خسرنا والله هذا المنتخب ما قصر لعب كرة ولا أروع، على الأقل نحن من أفضل ثمانية منتخبات في العالم. هذه رسالة نصية تلقيتها عبر هاتفي المتحرك بعد المباراة الماراثونية التي خاضها منتخبنا الشاب أمام المنتخب الكوستاريكي في دور الثمانية في كأس العالم للشباب في جمهورية مصر العربية، والتي انتهت بهدف قاتل في الرمق الأخير من عمر المباراة في الشوط الإضافي الثاني، لتنتهي المباراة 1/ 2، بينما كانت المباراة تتجه إلى ركلات الترجيح، حيث كانت ركلات الترجيح هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغلب على الحظ العاثر والعنيد، وعلى قرارات حكم المباراة من جهة أخرى.

* نعم أقولها وبكل فخر، حتى ولو خسرنا فقد كسبنا منتخباً كبيراً، وكسبنا فريقاً قادراً على تحمل مسؤولية حمل المهمة الوطنية في المحافل الرياضية القادمة. نعم حتى ولو خسرنا أقولها وأنا مرفوع الرأس أن هذا المنتخب منتخب إماراتي خالص لا يشوبه ولا يوجد فيه مجنس من هنا ومن هناك فهو وطني 100% وهو انجاز كبير في حد ذاته. وأقولها للمرة الثالثة حتى ولو خسرنا فإننا كسبنا مدرباً وطنياً سنحمله على الأكتاف ونصفق له ونفتخر به أمام الجميع، وأن هذا الانجاز تحقق على يد مدرب إماراتي يستحق الإشادة والتقدير وهو الكابتن مهدي علي.

* لا نريد أن ندخل في تفاصيل المباراة أمام كوستاريكا، ولكن ما نريد أن نقوله بعد تلك البطولة، إنها كانت بمثابة الإثبات والدليل والرد على كل المشككين الذين كانوا يقولون إن الكرة الإماراتية تعاني من عجز في الفترة الأخيرة، وتحديدا بعد سلسلة الإخفاقات الأخيرة للمنتخب الأول، وان هناك لغزاً محيراً لا يمكن حله وإخراج المنتخب من مستنقع الخسائر المستمرة والنتائج الهزيلة، ولكن جاء مهدي علي وفرقته بقيادة الفلتة أحمد علي وحمدان الكمالي ليوجه رسالة للجميع، أن الكرة الإماراتية على موعد مع أسماء لا تهاب ولا تخاف من الخصم مهما كان اسمه ووضعه، فهو قادر على تخطيه.

وقد يستغرب البعض من هذا الكلام ونحن من خسر مباراة الأمس، نعم أقول هذا الكلام وأنا أعي جيدا أن هذا الخروج كان مشرفا بمعنى الكلمة، فقد خرج الأبيض من أوسع الأبواب وليس من الباب الخلفي في البطولة، خرج من البطولة وهو المنتخب الذي عانى من ظروف صعبة، بدءا من النقص العددي والغياب بسبب الإصابة إضافة إلى العنصر الأهم وهو التحكيم، والذي لعب الدور المؤثر في مباراة فنزويلا وكوستاريكا، نعم كانت أخطاء التحكيم واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، فهو ليس عذرا نختلقه للهروب من المسؤولية، وليس تبريرا للنتائج الهزيلة.

وإنما حقائق ووقائع شاهدها الجميع على شاشات التلفزة، فضربة الجزاء التي كان يستحقها احمد خليل بعد عرقلة واضحة لا يختلف اثنان على صحتها، حتى إنها تكاد لا تمر على حكم من الدرجة الثانية ولكن المصيبة أنها مرت على حكم في بطولة كأس العالم، لدرجة أن احمد خليل قام سريعا بعد العرقلة الصحيحة خوفا من الحصول على بطاقة أخرى بسبب التمثيل، مع العلم لا وجود للتمثيل في تلك اللعبة.

ولكن الحكم (المسكين) كان في وادي، والمباراة كانت في وادٍ آخر في تلك اللحظة، هذه الهفوة لو لم تحدث لكانت المباراة ذهبت إلى منعطف آخر ولما وصلت إلى المباراة إلى ما وصلت إليها، هذا إضافة إلى العديد من القرارات الأخرى التي تسببت في نرفزة اللاعبين أثناء المباراة.

* عموما كما قال الزميل عدنان حمد معلق المباراة هذه الأخطاء والاعتراض عليها لا تقدم ولا تؤخر شيئا في النتيجة، فالمباراة انتهت والنتيجة حسمت وأصبحت المباراة في خبر كان، ولن تعود إلى الحاضر كما أن عقارب الساعة لا تعود إلى الخلف!.