* مباراة السوبر التي جمعت الأهلي والعين، والتي انتهت بفوز دراماتيكي مثير للغاية للعين بركلات الترجيح ، والتي استمرت لأكثر من 120 دقيقة، كانت بمثابة اختبار عنيف وقوي للفريقين قبل افتتاح الموسم الكروي الجديد، فالمباراة شهدت تحولات وتغيرات مصحوبة بإثارة طوال أحداثها المقسمة على أشواطها الأربعة، كل هذا لا يعنينا الحديث، ولكن الذي يهمنا هو أن أغلب المنتظرين لذلك اللقاء لم يكونوا متابعين ومهتمين بالفائز والخاسر من المباراة بقدر الوقوف على مستوى الفريقين ومستوى اللاعبين الأجانب فيها.

ففريق العين في مباراة السوبر وجه رسالة مبكرة إلى الفرق المشاركة في الموسم الجديد انه عازم على تقديم موسم مختلف بقيادة (الفلتة) البرازيلي ايمرسون، وهو اللاعب الذي برهن للجميع أن الموسم المقبل سيكون موسما قويا وسيقدم الكثير مما يملك من فنون في كرة القدم ومن قدرات كبيرة شاهدناها بالأمس تجعل منه لأن يكون أفضل الصفقات الهامة في هذا الموسم، فأيمرسون بالإضافة إلى تسجيله لهدفي العين في المباراة، تميز بمميزات فريدة أعطته الفرصة لأن يكون اللاعب الأكثر تغيرا في مركزه طوال أشواط المباراة الأربعة، ورغم ذلك التنوع إلا انه كان يشكل الخطورة الواضحة وهي ميزة ستعطي الألماني شايفر لان يستخدم هذا اللاعب (لأغراض متعددة ).

إضافة إلى أن هناك نقطة مهمة واضحة وربما لاحظها الكثير من المتابعين لتلك المباراة وهو التفاهم الكبير بين التشيلي فالدفيا وايمرسون وهو ما يعطينا انطباعا آخر وهو أن المدرب لعب على هذا الجانب في معسكرات الفريق في الفترة الماضية، لأن الشائع والمتعارف عليه أن اللاعب الجديد على الفريق يحتاج إلى بعض من الوقت للتأقلم مع زملائه في الفريق وهو ما كان غائبا في حالة ايمرسون وما كان حاضرا بالنسبة للمحترف الآخر في صفوف العين وهو الأرجنتيني ساند الذي يبدو انه يحتاج إلى وقت أطول للتكيف والتأقلم مع الفريق.

أما الأهلي فهو الفريق الذي كنا ننتظره في هذه المباراة على أحر من جمر، وكنا ننتظر مدى جاهزيته ليس لهذا الموسم فقط، ولكن لمدى جاهزيته لبطولة أندية العالم القادمة والتي ستقام في العاصمة ابوظبي في الفترة المقبلة . فالأهلي مع البرازيلي باري كان أكثر نضوجا من الموسم الماضي، واعني تحديدا باللاعب باري الذي يبدو أصبح أكثر نضوجا من الموسم الماضي، فهو من صنع الفارق بالنسبة للأهلي طوال أحداث المباراة، وهو من شكل الخطورة على مرمى العين في أغلب فترات المباراة.

* عموما تلك المباراة أعطتنا مؤشرا مهما على أننا سنكون بصدد موسم احترافي جديد سيكون حافلا بالإثارة والندية أكثر من غيره من المواسم الماضية، وقد تكون تلك المباراة نموذجا واحدا كشفت لنا قدرات فريقين مهمين من فرق الدوري الإماراتي، والذي يعطينا هذا الشعور بالتفاؤل هو أن هناك فرقا أخرى قد أعدت العدة واستعدت بشكل جيد للموسم المقبل، وهي التي كنا نسمع عنها كفريق النصر الذي سيكون هو الآخر أحد الفرق التي سينتظره الكثير من المراقبين للموسم المقبل، وهو من تزعم الصفقات، ووقع لأكثر من عشر صفقات مختلفة استعدادا للموسم المقبل، بالإضافة إلى الوحدة والجزيرة والوصل والشباب.

* عموما الموسم القادم سيكون موسما صعبا وهو ما يقوله الكثير من المدربين في الدوري الإماراتي، وهو سيكون كذلك، وربما لقاء السوبر كان مؤشرا واضحا على ذلك، وإلا لم استغرقت المباراة أكثر من 120 دقيقة !!.