اليوم نتابع قصة الرياضة في إمارة رأس الخيمة مع عدد من الرعيل الأول في الإمارة ومنهم العميد متقاعد راشد يوف بوالحمام حارس مرمى شهير برأس الخيمة ويعد الأكثر شهرة في تلك المرحلة من عمر الرياضة الإماراتية وقبل ان نغوص معه نعود من جديد مانشرته مجلة النادي عام 92 استكمالا لحلقة الأمس (وكان ثمة ناديان تزامن إنشاؤهما مع إنشاء النادي الأهلي وهما نادي الشعب..
ونادي الاتحاد، وفي عام 1969، فكرت إدارات الأندية الثلاثة في دمجها في ناد واحد. وكان ذلك خضوعاً لظروف متعددة من أهمها توحيد الجهود طلباً للقوة من جانب، وتجميعاً للإمكانات عوضاً عن تبديدها.. وهي في الأساس إمكانات محدودة. وهنا برزت مشكلة.. وهي الاسم الجديد للنادي، فقد بدأ كل جانب متحيزاً لاسم ناديه ويريد أن يطلقه على النادي الموحد؛؛ ولأنهم كانوا جميعاً جادين في فكرة الدمج ومتفائلين به فقد وصلوا إلى قرار سواء بينهم وهو استبعاد الأسماء الثلاثة والبحث عن اسم جديد اختاروا اسم «عمان» ليطلقوه على ناديهم، واجتمعوا على ذلك فأصبح الاسم الجديد «نادي عمان الرياضي الثقافي» وأجمعا أيضاً على أن يكون مقر النادي الأهلي.. هو مقر النادي الجديد الموحد. وتم اختيار السيد عبدالله الدباني رئيساً لمجلس إدارة نادي عمان. وكان ذلك يمثل مرحلة جديدة فيها كثير من النشاط والثبات.
وفي عام 1973، أي بعد أربع عشرة سنة رأت الإدارة لظروف موضوعية تغيير اسم نادي عمان.. إلى نادي القادسية، وتولى الشيخ عمر بن عبدالله القاسمي رئاسة النادي والقرار هذه المرة لم يكن سهلاً، وكان لابد من اتخاذه في ذات الوقت، وقد أثر على تماسك أبناء النادي تأثيراً سلبياً عظيماً وصل لدى البعض لدرجة الابتعاد عن النادي. وفي عام 1985 اتخذ النادي مقراً جديداً فيه الكثير من شروط المقار الرياضية وهو المبنى الحالي. وفي هذا العام ذاته... حدث اندماج ثان أركانه القادسية (عمان سابقاً) والنسر والطليعة تحت قيادة اسم آخر وهو نادي الإمارات الرياضي الثقافي، وقام الشيخ عمر بن عبدالله بقيادة النادي المندمج حتى تسلم قيادته الشيخ سلطان بن سالم القاسمي.
والاندماج هذه المرة كان بقرار فوقي جاء من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وقد وجد معارضة صامدة من عدد من أبرز الشخصيات الإدارية من بينها الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس مجلس الإدارة الذي اعتمد في معارضته على أن الدمج هذه المرة بعيد عن الأناة.. ومتسم بالعجلة وعدم الدراسة، وقد برهن الزمن على أن المعارضين لم يكونوا بعيدين عن الصواب، فبعد عامين خرج نادي النسر على الاندماج.. وتغير اسمه إلى «نادي الجزيرة الحمراء»، وكانت حجة المنفصلين البعد المكاني. ومن جانب آخر كان المجلس الأعلى قد وعد بأن يعطي المبلغ المخصص للأندية الثلاثة إلى النادي الواحد.. ولكنه لم يفعل ولم يفِ بهذا الالتزام فقلص الإعانة إلى خمسين ألف درهم شهرياً وهي إعانة نادٍ واحد هذا في حين زاد الدمج أعباء النادي.
نعود إلى بداية نادي عمان، فقد نشأ هذا النادي قوياً لوجود مجموعة جيدة فيه لديها انتماء لناديها يفوق كل انتماء وخاض غمار المنافسات بقوة وكان يسمى الحصان الأسود فكثير من الفرق التي كانت تأتي لملاقاته من الإمارات الأخرى والتي كان تحسب حسابها سلفاً أنها منتصرة عليه إلا أنها كانت تقع في الخسارة، إن النادي كان قوياً وصبوراً ولطالما أبعد فرقاً عن المقدمة غير مواقع الخسارة، كان الفريق ينافس دائما على بطولة دوري الدرجة الأولى وأحياناً يقع في مراكز متوسطة بالرغم من صعوبة ظرفه المالي إلا أنه كان ينافس وبقوة. ونسوق هنا حادثة وقعت في دوري عام 1980/1981 ويومها كانت المباراة الأخيرة في الدوري ضد نادي النصر والذي يطمح بتحقيق الفوز على نادي عمان ليتوج بطلاً للدوري. وفي نفس الوقت كانت خسارة نادي عمان تعني نزوله إلى الدرجة الثانية، إلا أن أحلام فريق النصر لم تتحقق وتبددت بخسارته بهدف مقابل لا شيء وهذه النتيجة أبعدته عن القمة وكفلت البقاء لنادي عمان في الدرجة الأولى.
وهكذا بدأت اللعبة في النادي في عام 1958، وكما عرفنا سابقاً تم إنشاء النادي الثقافي والذي تركز اهتمامه على الجانب الثقافي بشكل كبير، ولأن شعبية هذه اللعبة فرضت نفسها، وهي موجودة أصلاً قبل قيام النادي وقبل تأسيسه وتمارس بعضوية مطلقة، إلا أن وجود هذا النادي أفرز نوعاً من الاهتمام والتنظيم، فقد كان هناك فريق يمارس هذه اللعبة منهم من حضر من الكويت وكانت له اهتمامات بها، ومنهم من هو موجود في رأس الخيمة. وترجع فكرة إنشاء الفريق إلى الشيخ أحمد بن حميد القاسمي والشيخ محمد بن سالم القاسمي يرافقهما مجموعة من اللاعبين، وهم: جمعة سعد وسعيد عساو وسيف الجروان ومحمد عبدالرحمن البكر وأحمد علي خاطر وحمد المطوع وأحمد عيسى النعيم وغيرهم، وانحصر نشاط هذا الفريق ضمن الإمارة فقط.
ثم تطور الفريق خلال سنوات 1961 وحتى 1965 حين أخذ النادي مقراً له في المدرسة القاسمية، وبدأ الشباب ينضمون إلى هذا النادي بشكل منظم، وتكون فريق جيد لكرة القدم يضم اللاعبين السابقين، إضافة لمن انتسبوا مجدداً، ونذكر منهم راشد سعيد وعبدالله مجلاد والشيخ سلطان بن صقر وسالم ناصر وسعيد فراج وإبراهيم ليواد ويوسف عسكر ومصبح خلفان، حيث أقام الفريق بعض المباريات الودية مع الفرق الإنجليزية التي كانت موجودة في الإمارة مثل فريق الأرييف وفريق الآرمي وبعض الفرق الأخرى من دبي والشارقة ومع فريق مدرسة القاسمي، وكل هذه المباريات كانت عبارة عن نشاطات عادية تتم بالاتفاق بين عضو من هذا النادي وآخر من النادي الثاني.
في عام 1965 أغلق النادي الثقافي بسبب الظروف المالية، إلا أن رغبة الشباب في مزاولة هذه الرياضة وعدم يأسهم وإصرارهم دفعهم إلى تأسيس نادٍ جديد يرعى الشباب أسموه نادي الهلال، وهنا اكتسب الفريق شيئاً من التنظيم والتخطيط، وقام بتدريب هذه المجموعة السيد عبدالله سعيد حضروم لأنه كان أحسن لاعب في الإمارة وكانت لديه خبرة جيدة في كرة القدم من خلال ممارسته لها في الكويت، وكان يدعم ويمول هذا الفريق الشيخ ماجد بن سالم القاسمي الذي كان يلعب لنادي الشباب في دبي ويرسل احتياجات الفريق من كرات وغيرها من السيدين علي الوالي وراشد حسن الشرهان.
وفي عام 1966 انضم عدد لا بأس به من الشباب للفريق منهم معاذ عبدالله ومحمد جسام سمحان وعلي الوالي وعوض خلف وعبدالله عبدالرحمن البكر وإدريس حبوش وعبدالله البزي وحسن الحداد وراشد حسن الشرهان وأحمد سعيد غنيوات وعبدالله الطير وأحمد سمبيج. وكان يلعب من الفريق أيضاً إبراهيم جولا من الشارقة، وكانت تقام بعض المباريات عن طريقه مع فرق الشارقة مثل النادي الثقافي ونادي الشعب ونادي الشارقة ونادي الوحدة بدبي ونادي الزمالك بدبي، وكل هذه اللقاءات كانت تتم بجهود شخصية تعتمد على الصداقة والمعرفة.
في عام 1967 أعيد افتتاح النادي وسمي النادي الأهلي والذي استأجر مقراً له في شقة محمد رضوان، وكان الفريق قد اتخذ طابعاً رسمياً في ذلك الوقت، حيث كانت هناك أندية أخرى لديها فرق في الإمارة مثل نادي المعيريض وآخر في الرمس وآخر في النخيل.
وفي منتصف 1967 افتتحت أندية أخرى في رأس الخيمة مثل نادي الاتحاد، وفي عام 1968 افتتح نادي الشعب، وتم انتقال وتبادل بعض اللاعبين بين الأندية. وكانت تقوم المباريات بين هذه الأندية ضمن منافسة شريفة هدفها تحديد بطل الإمارة. وكانت المنافسة دائمة بين الأهلي والوحدة من المعيريض، لكن نادي الأهلي كان يضم مجموعة من اللاعبين مثل حارب شنته وعبدالكريم سعيد إضافة إلى مشاركة الشيخ ماجد بن سالم القاسمي.
في تلك الفترة وصل التنظيم إلى حد جيد، حيث تأسس اتحاد لكرة القدم في رأس الخيمة برئاسة سمو الشيخ سلطان بن صقر القاسمي نائب الحاكم الذي كان يرعى هذه الأندية. وكان يمثل هذا الاتحاد مندوبون من الأندية المختلفة الموجودة في الإمارة كالرمس ورأس الخيمة والمعيريض.
في عام 1969 تم الاتفاق بين الأندية المختلفة الموجودة في الإمارة على الدمج لتطوير المستوى وتحديد الاتجاهات بشكل يدفع بالعمل الرياضي إلى الأمام، فتم دمج أندية الأهلي والاتحاد والشعب تحت اسم نادي عمان، وتم تشكيل فريق كبير لكرة القدم من الأندية المندمجة الثلاثة، وكان يضم مجموعة جيدة من اللاعبين منهم راشد البزي وراشد حسن الرهان وناصر يوسف وحارب شنته وعلي البزي وإبراهيم كنفش وحسن.
بو الحمام يقول بانه لا ينسى مباراة فريقه عمان أمام الوحدة بدبي وخسروها 9/0 ولا ينسى مباراة مع الخليج بالشارقة عام 69 ولا ينسى دور الاستاذ عبد العزيز السندي مدرس التربية الرياضية وهو من السعودية ولا ينسى هدف صقر غباش في مرماه لاعب فريق الوحدة بالمعيريض، وهنا أعترف بان معالي صقر غباش سجل هدفا صحيحا في مرماي عام 65 برغم أن الحكم يومها علي الوالي لم يحتسبه!! حيث توقفت المباراة لمدة ساعة بسبب الاحتجاج على الهدف الذي سجله صقر، ولا ينسى الرياح التي أصابت الإمارة عام 65 وحطمت كل شيء قبل بدء المهرجان المدرسي حيث خرجت رأس الخيمة عن بكرة أبيها لمشاهدة ذلك اليوم حيث كان قائد المهرجان هو الدكتور عقيل الحجر احد الشخصيات المرموقة حاليا في قطر حيث تولى حقيبة وزارة الصحة بدولة قطر الشقيقة.



