يبدو أن المنتخب الارجنتيني ومديره الفني (الاسطورة) اللاعب و ليس المدرب - مارادونا في وضع لا يحسد عليه اطلاقا، وذلك بعد النتائج غير المرضية وغير المقنعة ليس فقط للشارع الرياضي في الارجنتين و انما لكل محبي التانجو في العالم في مشاركاتها في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم القادمة 2010، فبعد الجولات الماضية من المواجهات التي خاضها المنتخب الارجنتيني في مجموعته غير السهلة بصحبة البارجواي والبرازيل والتشيلي، استطاع المنتخب الارجنتيني ان يحصد 22 نقطة فقط، في حين أن المتصدرمن تلك المجموعة اللون الاصفر وهو المنتخب البرازيلي برصيد 27 نقطة.

مارادونا الاسم الذي اينما حل في عالم كرة القدم خلق نظرية مختلفة، فهذا الشخص مختلف عن غيره من كثيرين من من مروا على كرة القدم في تاريخ اللعبة، فعندما كان لاعبا خلق نظريات كثيرة في كرة القدم. أول تلك النظريات (المارادونية ) هي انه من المتعارف عليه أن كرة القدم لعبة جماعية، تعتمد على مجموعة من اللاعبين كل يقوم بدوره في ارضية الملعب.

ولكن عندما ظهر مارادونا و تحديدا في كأس العالم في 1986 المكسيك و مع فريق نابولي في ايطاليا، استطاع في تلك الفترة ان يغير تلك النظرية التي تقول ان كرة القدم تعتمد على 11 لاعبا، فكان هو بمثابة فريق كامل في أرضية الملعب ان لم نكن مبالغين في هذا الوصف!!

لعب في كل المراكز، وسجل من كل الوضعيات وسجل في كل الظروف، و بكل الطرق الممكنة في كرة القدم ، وحتى عندما اعتزل اللعب، اعتزل بطريقته الخاصة و التي يعرفها الكثير من الرياضين، وبعد فترة ليست بالقصيرة ظهر مارادونا مرة أخرى ليس كلاعب هذه المرة، ولكن كمدرب لمنتخب بلاده الارجنتين.

وهي المهمة التي رأى الاتحاد الارجنتيني انها الانسب ربما في هذه الفترة لأن يكون هو الشخص الذي يدير دفة الكرة الارجنتينية، ولعل اكثر التحليلات المنطقية لاستلام مارادونا مهمة تدريب المنتخب، ببساطة شديدة ان المنتخب الارجنتيني أصبح ناضجا بما فيه الكفاية للاعتماد على نفسه في هذه التصفيات للوصول الى كأس العالم القادمة في جنوب أفريقيا 2010، وذلك من خلال امتلاكه نخبة من ألمع النجوم العالميين، والذين لايهم من يكون المدرب ولكن لاحتياج هذه الكوكبة الى منسق للأدوار في أرضية الملعب أكثر من مدرب بالمعنى الحقيقي.

بحيث يستطيع كل لاعب أن يؤدي مهمته في الملعب على أكمل وجه . فعلى سبيل المثال لا أعتقد ان لاعبا في مهارات وقدرات وحرفنة (ليونيل ميسي) يحتاج الى مدرب يعطيه حصصا تدريبية وبعض البرامج الاعدادية الخاصة ، فهو لاعب لا يحتاج الى جرعات تدريبية، و انما كل ما يحتاجه بعض الحصص المعنوية والتكتيكية و تحديدالدور المطلوب منه في كل مباراة.

فبالتالي وقع الاختيار لأداء هذه المهمة على مارادونا لأن يكون بمثابة (المدرب المعنوي) للمنتخب في هذه الفترة، فبمجرد جلوسه في دكة الاحتياط مع الجهاز الفني خارج الملعب، له مفعول السحر بالنسبة لكل الارجنتين وليس للاعبين فقط.

رغم كل هذه الظروف التي ذكرناها سابقا، و رغم أن الدور الذي يؤديه مارادونا مع منتخب الارجنتين ليس دور المدرب الحقيقي، وانما الدور المعنوي، إلا انه لم يستطع ان يقوم به كما ينبغي، فجاءت النتائج على غير التوقعات، و أثبت مارادونا ان (سحرَه) الذي اذهل به العالم في الثمانينيات بطل مفعوله الآن و هو مدرب، و كأنه يطلق نظرية جديدة في كرة القدم و هي، انه ليس بالضرورة أن اللاعب النجم يكون مدرباً ناجحاً.

faisalessa@gmail.com