التحول التاريخي الذي أحدثه كل من راشد عبدالرحمن ومحمد سرور قبل أربعة أعوام عندما فرا من ناديهما إلى سويسرا، في رحلة البحث عن الاحتراف في أوروبا في نادي سويسري مغمور، تلك الحادثة التي أحدثت ضجة كبيرة في الشارع الرياضي والتي كانت كفيلة بوضع لوائح وأنظمة جديدة على الاحتراف في كرة القدم الإماراتية من ذلك الوقت، ولكن لم يتوقع محمد سرور ولا زميله الآخر ولا حتى من حذا حذوهم بعد ذلك ان تصل الأمور وتتطور إلى ما وصلنا إليه من تحولات كبيرة في الأنظمة التي تحكم كرة القدم في دولة الإمارات.

ورغم فشل تجاربهم في سويسرا وفرنسا في فترة بسيطة من الاحتراف المزيف، والتي أعطتنا انطباعا كافيا ودليلا واضحا ان اللاعب الإماراتي ليس مهيأ للاحتراف، بدليل أنهم لم يتمكنوا من العيش حتى لمدة أشهر بسيطة.

كانت تلك الحادثة كفيلة بولادة لجان جديدة وقرارات غير موجودة من قبل، تنظم حياة اللاعبين وترسم مستقبلهم الكروي والعملي داخل الملعب وخارجه من تسعير وتصنيف وعقود قانونية والتزامات قانونية وعقوبات من خلال لجان مختصة في اتحاد الكرة، ومع تطور الاحداث من ذلك الوقت وتحديدا منذ عام 2005 وحتى الآن، والكرة الإماراتية تعاني من أمور عدة مع لاعبيها (المحترفين).

وتعمدت ان أضع كلمة المحترفين بين قوسين وبعدها علامة استفهام، والسبب ببساطة شديدة في الأسئلة الكثيرة التي تحيط الموضوع. هل هذا الاحتراف الذي كنا نسعى إليه؟ هل لاعبونا أصبحوا ناضجين بما فيه الكفاية للاحتراف ولتطبيقه بكل شروطه والتزاماته المعروفة والتي تحدثنا عنها سابقا في مقالات عديدة؟ وهل يعني الاحتراف الفلوس ـ وأسئلة عديدة..الخ

عموما الذي دعاني ان اتطرق إلى هذا الموضوع الثورة التي احدثها مجموعة من اللاعبين وظاهرة هروبهم من انديتهم والبحث عن عروض أخرى، ضاربين قوانين ومبادئ النادي الذي احتظنهم سنوات طويلة عرض الحائط، والبحث عن ناد يدفع أكثر، واصبح الموضوع برمته مادة وفلوسا، فالاحتراف في عقلية اللاعب الاماراتي فقط (فلوس) واللاعب اشبه مايكون بالماكينة التي تعمل بالنقود، وكذلك الحال بالنسبة لللاعب.

هذه النقطة جدا خطيرة، وهناك اسباب كثيرة تنذر بأننا على ابواب خطر قادم لا محالة، وان كرة القدم في دولة الامارات مقبلة على تحد جديد، والاسباب كثيرة أولا: اننا لانملك لاعبين مهيأين للاحتراف وان هذه التجربة ؟ الاحتراف ؟ ليست ناضجة بما فيه الكفاية للتطبيق على لاعبينا.

ثانيا: ان معظم اللاعبين لايملكون المستوى الفكري والمؤهلات العلمية والثقافية الكافية، وهي نقطة مهمة قد يرى البعض انها غير ضرورية في لاعب كرة القدم على اعتبار انه يلعب برجليه ولايحتاج إلى ثقافة وعلم، ولكن يجب ان نعلم ان العملية مرتبطة مع بعضها البعض، فالثقافة والعلم والرياضة كلها منظومة مرتبطة في سلسلة واحدة، والدليل على ذلك الاحداث التي نراها بين الفينة والأخرى من تجاوزات صريحة من قبل بعض اللاعبين من هروب وخروقات للقانون ودخول البعض في منعطف المحظور والتمرد على النادي.

ثالثا: اذا استمر اللاعب الإماراتي يلعب مقابل (الفلوس) فاعتقد اننا سنصل إلى مرحلة خطيرة، وقد تصل إلى حد ان نضع (شنطة الدراهم) في يد المدرب وهو جالس على كرسي البدلاء، يدفع مقابل كل خطوة يخطو بها اللاعب، وهي كارثة حقيقة قد تدخلنا في منعطف خطير يصعب التعامل معه في المستقبل، وهي النقطة التي قد تؤثر في إخلاص اللاعب.

faisalessa@gmail.com