بطل افريقيا للجمباز يكشف أسرار تراجع اللعبة عربياً

بطل افريقيا للجمباز يكشف أسرار تراجع اللعبة عربياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع التطور الكبير في مستوى لاعبي الجمباز في العديد من أنحاء العالم أصبح من الطبيعي ألا يجد اللاعبون العرب مكانا لهم في منافسات هذه الرياضة في ظل الفارق الكبير في أساليب ونظم التدريب.

لذلك التقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مع محمد سرور نجم مصر وبطل إفريقيا للجمباز والذي يمثل القارة السمراء في دورة الألعاب الأولمبية الحالية (بكين 2008) حيث كشف عن العديد من الأسباب وراء تخلف اللعبة في مصر والمنطقة العربية بأكملها وسر تفوق بلدان أخرى.

أكد سرور أن السر ليس في اللاعبين وإنما في التخطيط وأسلوب التعامل مع اللعبة سواء على مستوى الإعداد أو المشاركة في البطولات.

أكد سرور أن التخطيط السليم لإعداد بطل أولمبي مفقود في مصر فهناك تضارب دائم بين المسؤولين عن الرياضة في مصر وليس أدل على ذلك من عدم وصول الدعم اللازم لإعداده إلا قبل شهرين فقط من مشاركته في الدورة الأولمبية الحالية ولم يصل بالكامل في ذلك الوقت.

أشار سرور إلى أن الإعداد للمشاركة في هذه الدورات الأولمبية يبدأ بعد تأهل اللاعب أو اللاعبة أو الفريق وليس قبل ذلك رغم أنه من المفترض أن يكون الإعداد من أجل التأهل للأولمبياد وليس بعد التأهل فقط.

أضاف أنه عانى كثيرا من تخبط السياسات حيث ترفض اللجنة الأولمبية المصرية تقديم الدعم لاتحاد الجمباز المصري منذ شهور وبعدما نجح (سرور) في التأهل بدأت اللجنة في التفكير لمنحه الدعم اللازم للإعداد في أولمبياد بكين ولكن ذلك لم يكن كافيا لأن الوقت قصير بالنسبة للعبة مثل الجمباز تحتاج إلى وقت طويل للإعداد.

أشار سرور إلى أن أياً من اللاعبين المشاركين في مسابقات الجمباز في الأولمبياد الحالي يتم إعداده منذ سنوات سواء بمعسكرات خارجية أو بالمشاركة في عدد كبير من البطولات كل عام بينما يتم الاكتفاء في مصر بأقل عدد ممكن من البطولات بدعوى أن الدعم لا يسمح.

كذلك أشار سرور إلى أن لعبة مثل الجمباز يمكنها أن تدر العديد من الميداليات على أي دولة خلال دورات الألعاب القارية والأولمبية ولكنها لا تحظى بنفس الاهتمام على مستوى الإعلام والجماهير والمسؤولين بعكس اللعبات الجماعية مثل كرة القدم والسلة والطائرة التي يمكنها حصد ميدالية واحدة فقط.

وأوضح سرور أنه على سبيل المثال لم يجد الفرصة الجيدة للعلاج عندما أصيب قبل الأولمبياد بشهور قليلة نظرا لعدم وجود طبيب متخصص في حالته داخل مصر ولم يتم العلاج إلا من خلال طبيب فرنسي حضر خصيصا إلى مصر. وأضاف «في نفس الوقت كانت هناك مشكلة الدعم التي أخرت الاتفاق مع هذا الطبيب من ناحية وأضعفت معسكر الإعداد خاصة وأن المسؤولين في اللجنة الأولمبية المصرية يربطون دائما بين الدعم وضرورة تحقيق نتائج وذلك بالنسبة معظم الألعاب عامة وللجمباز بشكل خاص.

أكد سرور أن إعداده لأولمبياد بكين اقتصر على معسكر في الصين قبل بدء الدورة مباشرة بالإضافة للمشاركة في بطولتين إحداهما في قطر والأخرى في موسكو بينما حرمته الإصابة من المشاركة في بطولات أخرى لعدم علاجها سريعا رغم أن علاجها لم يحتج سوى لجلستين فقط مع الطبيب الفرنسي الذي أحضره الاتحاد.

أما عن علاج تلك السلبيات والطريق السليم لبناء اللعبة بشكل يضمن المنافسة في البطولات والدورات القادمة فقال سرور إن التخطيط السليم والتعاون الجاد بين جميع الهيئات الرياضية وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية واتحاد اللعبة واللجنة الفنية بالاتحاد هو البداية الحقيقية نحو تحقيق الأهداف المرجوة.

كما أشار إلى ضرورة عدم التسرع والمطالبة بالنتائج في فترة زمنية قصيرة لأن إعداد البطل يحتاج إلى وقفت طويل بالإضافة إلى ضرورة توسيع قاعدة المنافسة وسيكون ذلك بمساعدة وسائل الإعلام التي يمكنها بث حب اللعبة في نفوس الجميع.

واختتم سرور حديثه بأن الدراسة والامتحانات من أبراز المشاكل التي تعوق اللاعب في العالم العربي وخاصة في مصر عن التألق في رياضته حيث يكون تضارب المواعيد ضد الرياضة دائما وهي مشكلة يجب التغلب عليها في أسرع وقت.

(د.ب.أ)

Email