محمد وهزاع وعبدالله بن زايد وأحمد بن محمد يشهدون الحفل الختامي

خليل الشبرمي «شاعر المليون» يعيد بيرق الشعر إلى قطر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مسرح شاطئ الراحة مساء أول من أمس، جانباً من الحلقة الأخيرة للبرنامج الجماهيري «شاعر المليون» في موسمه الثاني، كما شهد الحلقة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي قام بتسليم «بيرق» شاعر المليون وشيك بمليون درهم إماراتي لحامل اللقب في هذا الموسم القطري خليل الشبرمي، الذي أعاد بيرق الشعر إلى قطر، بعد أن تنازل عنه حامل اللقب في الدورة الأولى القطري محمد بن فطيس المري.

وكرّم سموه الشاعر الإماراتي محمد بن حمّاد الكعبي الفائز بالمركز الثاني بمبلغ 500 ألف درهم، والشاعر اليمني عامر بن عمرو الفائز بالمركز الثالث بمبلغ 350 ألف درهم، ورافق سموه في تكريم الفائزين؛ سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة دبي لإدارة وتنظيم الفعاليات، والشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

وشارك في حلقة «التتويج» خمسة شعراء تنافسوا على اللقب، وهم: ناصر الفراعنة وعيضة السفياني من السعودية، محمد بن حماد الكعبي من الإمارات، خليل الشبرمي من قطر، وعامر بن عمرو من اليمن. وقدم كل منهم قصيدة رئيسية حرّة وقصيدة مجاراة لأبيات المتنبي التي يخاطب بها سيف الدولة الحمداني والتي يقول مطلعها: «لكل امرئ من دهره ما تعودا / وعادةُ سيف الدولة الطعن في العدا.. إلى أن يصل لقوله: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته/ وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا».وكانت البداية مع «الشبرمي» الذي قدّم قصيدة اتسمت في بعض أبياتها بالمباشرة والصور المكررة، إلا أنها لم تخلُ من تميز وتفرد في أبيات أخرى.

وقد علّق عضو اللجنة بدر صفوق على القصيدة بقوله: إنها تقف في المنتصف من حيث البلاغة والمباشرة التي سلبت بعض جماليات النص، وحاز الشبرمي ما نسبته 68% من تصويت الجمهور، ولم يوفق الشبرمي - بحسب رأي لجنة التحكيم- في مجاراة أبيات «المتنبي» من حيث الوزن وهو «المنكوس» الذي يعتبر من أصعب الأوزان الشعرية في الفصيح والنبطي، كقول الشاعر الكبير عبد الله الفيصل:

«تمنيتك البارح على هجعة العربان / أبا اسهر معك في نور أخوك القمر ساعة

لعلك ترد الروح للعاشق الولهان / قبل العزا روحه من البعد ملتاعة».

ثم صعد اليمني عامر بن عمرو إلى المنبر، وألقى قصيدة أورد فيها ذكرياته عن مدينة أبوظبي، ونالت القصيدة إشادة لجنة التحكيم بالإجماع ، وحاز عنها «بن عمرو» 78 من تصويت جمهور شاطئ الراحة ـ الذي لا يحتسب ـ إلا أنه كسلفه «الشبرمي» لم يوفق في مجاراة قصيدة شاعر الخلود المتنبي من حيث الوزن الشعري الذي فرضته اللجنة، ليصل الدور بعد ذلك إلى الشاعر السعودي عيضة السفياني الذي ألقى قصيدة عن بر الوالدين ضمنها إشارات ومضامين دينية بحتة في بعضها، ودلالات اجتماعية في بعض أبياتها، ونال السفياني 67% من تصويت جمهور شاطئ الراحة، ولحق السفياني بزميليه السابقين في عدم التمكن من مجاراة أبيات المتنبي «وزناً» رغم اقترابه من المعنى.

الكعبي والفراعنة ومجاراة المتنبي

وجاء الدور للصوت الإماراتي الوحيد في الحلقة الختامية، عبر الشاعر محمد بن حماد الكعبي، فقدم قصيدة ذاتية تحمل المفردة والروح الإماراتية بأجمل صورها، فعلق عليها عضو اللجنة الدكتور غسان الحسن بقوله: «إنها من القصائد التي توصف بالسهل الممتنع، وتحمل جماليات كثيرة عدا بعض الأبيات التي ذهبت للمباشرة.

وحاز الكعبي عن قصيدته 76% من تصويت جمهور شاطئ الراحة، وكان التوفيق حليفه في مجاراة أبيات المتنبي «وزناً» ومعنى، وكان ختام الحلقة مسكاً بقصيدة الشاعر السعودي ناصر الفراعنة الذي أبدع كعادته في تقديم نصٍ جميل تضمن صوراً جمالية راقية تبتعد عن المباشرة، وتقترب من العمق الذي يثبت جدارة الشاعر وتفوقه، وحاز على 82% من تصويت جمهور شاطئ الراحة، وكان حاله في مجاراة أبيات المتنبي كحال الكعبي، إذ قدم نصاً ارتجالياً جميلاً اقترب من أبيات المتنبي وزناً ومعنى.

رحلة المجد نحو «البيرق»

وأُسدل الستار ليل الثلاثاء على الدورة الثانية من البرنامج الجماهيري الشعري «شاعر المليون» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وشارك في هذه الدورة 48 شاعراً يمثلون الإمارات ودول الخليج والدول العربية.

حيث بدأت المنافسات في 25 يناير 2007 برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمسابقة وحضوره لمسرح شاطئ الراحة في أول حلقات البرنامج كدعم من سموه للشعر والشعراء والحركة الثقافية في الإمارات.

وقبل انطلاق ركب الشعراء الثمانية والأربعين في هذه الدورة؛ كان هناك تنافس للوصول إلى مسرح الشعر في «شاطئ الراحة»، فتقدم 12 ألف شاعر من مختلف البلدان، قابلت لجنة التحكيم منهم 5000 شاعر في جولة امتدت من الكويت شمالاً إلى أقاصي الخليج جنوباً، فتقلص العدد إلى 300 شاعر في مقابلات لجنة التحكيم في المسرح الوطني في أبوظبي، ليُعلن بعدها عضو اللجنة سلطان العميمي عن قائمة (أفضل 100 شاعر).

وكان للمملكة السعودية حصة الأسد في هذه القائمة حيث بلغ عددهم 59 شاعراً، تليها الكويت 15 شاعراً، ثم الإمارات بواقع 10 شعراء، وتوزع الشعراء الآخرون على دول عربية وخليجية أخرى، ثم تصفية هذا العدد إلى 48 شاعراً سيتنافسون بعد ذلك على حمل «بيرق» ولقب شاعر المليون، بعد أن حصده في الدورة الماضية الشاعر القطري محمد بن فطيس المري.

أصوات نسائية

بعد طول انتظار، ظهر شعراء الموسم الثاني من شاعر المليون في مسرح شاطئ الراحة، وكان أول الشعراء المتأهلين للمرحلة الثانية: بندر العتيبي وبدر الظاهري من السعودية، وأعلن عضو اللجنة سلطان العميمي يومها إلزام الشاعر القطري «بن فطيس» بالاشتراك للدفاع عن لقبه أو التنازل.

وقد شهدت هذه الدورة ظهوراً أنثوياً في عالم الشعر النبطي من خلال البحرينية منيرة سبت والعمانية هلالة الحمداني، وقد أقصيت البحرينية في أول حلقة، بينما صارعت هلالة الحمداني من أجل البقاء وتمكنت بالفعل من الوصول إلى مرحلة متقدمة من المسابقة، ومن الأصوات التي استمرت بقوة رغم أنه أصغر المشتركين في المسابقة هو الشاعر السعودي بدر السبيعي الذي أثبتت أن الشعر لا يقترن بعمر.

«فارس يليل»

من الأصوات الشعرية الجميلة التي غادرت المسابقة مبكراً، «فارس يليل» الشاعر الإماراتي عبيد بن راشد اليليلي الذي قدم قصائد ملحمية غاية في الجمال، إلا أن الشاعر الإماراتي محمد بن حماد الكعبي ـ الذي استمر حتى الحلقة الأخيرة ـ عوّض عن ذلك بتأهله وهزاع بن عبد الله الشريف ومحمد النوه المنهالي إلى مراحل متقدمة من المسابقة.

وأثبت هؤلاء أن أرض الشعر الإماراتي ما زالت خصبة ونابضة بالعطاء. ومن المفارقات التي حدثت في ليلة تأهل الكعبي الأمطار الغزيرة التي هطلت من السماء طيلة ثلاثة أيام. ورغم ذلك، زحف الآلاف من محبي الشعر إلى مسرح شاطئ الراحة عشقاً بالشعر وبالشعراء.

في حلقات أخرى من المرحلة الأولى، تم إقصاء الشاعر الإماراتي الثاني محمد بن شيخة، وهو من الأصوات التي تحظى بشعبية كبيرة في الإمارات، واستمر تأهل الشعراء للمرحلة الثانية التي يبلغ عدد المشاركين فيها 24 شاعراً، فتأهل من قطر خليل الشبرمي الذي استمر حتى الحلقة الأخيرة، بينما خرج القطري الآخر عايض القحطاني في المرحلة الثالثة من البرنامج، وكان آخر المتأهلين إلى المرحلة الثانية هما الشاعران: هلالة الحمداني من عمان وهلال المطيري من السعودية.

وبانضمامهما إلى المرحلة الثانية (التي ضمت 24شاعراً) اشتعل التنافس، وكان أول المنتقلين للمرحلة الثالثة هو السعودي عيضة السفياني، الذي بقي إلى الحلقة الأخيرة من البرنامج، ليتبعه شعراء آخرون، مثل الشاعر السعودي مهدي آل حيدر الذي نال إعجاب وتقدير لجنة التحكيم والجمهور لجزالة شعره، وكان الشاعر محمد المنهالي هو أول إماراتي يتأهل إلى المرحلة الثالثة.

بطاقات العبور

ما ميّز آلية تأهل الشعراء في هذا الموسم، هي «بطاقات العبور» التي تمنحها لجنة التحكيم لشعراء تختارهم في كل حلقة من حلقات المرحلة الثانية، ووسط عبور هؤلاء الشعراء وتصدر آخرين للنتائج، اكتسح الشاعر السعودي ناصر الفراعنة النتائج، وفرض شعره القوي على الجمهور ولجنة التحكيم، فكان من القلّة التي لم تنل بطاقات عبور أو تزكية جمهور، بل نال أعلى الدرجات بقدرة كبيرة، وهو من الذين استمروا في الحلقة الأخيرة.

واستمر الركب متجهاً نحو المجد و«البيرق» الذي يطلق عليه الشعراء «النوماس» باعتباره حلم كل شاعر في أرض العرب، فوصل إلى المرحلة النهائية سبعة شعراء، أقصي منهم اثنان: محمد المنهالي من الإمارات، بدر الظاهري من السعودية، ليتبقى على منصة الشعر، خمسة فرسان: محمد الكعبي (الإمارات)، وناصر الفراعنة (السعودية)، وخليل الشبرمي (قطر)، وعامر بن عمرو (اليمن)، وعيضة السفياني (السعودية).

بن فطيس يتخلى عن اللقب

كما أسلفنا، فإن لجنة التحكيم فرضت على حامل لقب الدورة الماضية محمد بن فطيس المري المشاركة في الحلقة النهائية للدفاع عن لقبه والاحتفاظ ببيرق الشعر، فلبى بن فطيس الدعوة وقدم إلى مسرح شاطئ الراحة، إلا أنه فاجأ الجميع بتنازله عن اللقب والمنافسة لإتاحة الفرصة للشعراء الآخرين، مع رغبته بالاحتفاظ بالبيرق كتذكار، فلبت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث طلبه، بمنحه نسخة عن البيرق، على أن يمنح البيرق الأصلي لشاعر المليون في هذا الموسم.

حين نستعيد حكاية «شاعر المليون» في موسمه الثاني؛ فإننا نستعيد رحلة الشعر والشعراء في سعيهم لنيل البيرق، هذا الذي يشكل بنظرهم ما هو أكبر من مجرد «لقب» أو «مبالغ مالية طائلة» فهو بنظرهم «نوماس» وقمة مجد يسعون لنيله، بعد كل القصائد الجميلة التي شنفوا بها أسماعنا وغسلوا بها قلوبنا وأرواحنا من الثقافة المعلّبة التي لا تمت للخليج أو أرض العرب بصلة. واللقاء المقبل سيكون في أبوظبي مجدداً لمعرفة «شاعر المليون» للموسم الثالث.

البيرق الذهبي

* ما يميز «بيرق» هذه الدورة عن سابقتها، المواصفات الخاصة التي ظهر بها، فهو مصنوع من أرقى أنواع الأقمشة في العالم، طرز عليه شعار «شاعر المليون» بخيوط ذهبية نسجها حرفيون مهرة، أما عموده فقد زخرف بأبيات شعرية نبطية موشاة بالذهب، وتعتلي قمة البيرق شعار مصنوع من الذهب الخالص، وفرضت لجنة التحكيم على حامل البيرق إيداعه في مؤسسة ثقافية رسمية في بلده، لاستعادته مرة أخرى في الدورة المقبلة من المسابقة، على أن يبقى البيرق في الدولة ذاتها، إذا حاز شعراؤها عليه لثلاث مرات متتالية.

احتجاج سعودي على النتيجة

* عبّرت الجماهير السعودية التي كانت حاضرة في مسرح شاطئ الراحة عن احتجاجها على نتيجة المسابقة، خصوصاً بعد أن نال الشاعر السعودي ناصر الفراعنة نتيجة 48 من 50 من درجات لجنة التحكيم.

وكانت الآمال والتوقعات بفوزه ببيرق الشعر واللقب كبيرة جداً. ووردت على مواقع إلكترونية دعوات كبيرة لمقاطعة المسابقة، إلا أن بعض الأصوات السعودية المحايدة رأت في النتيجة أمراً منطقياً، بعد أن تلقى القطري خليل الشبرمي دعماً رسمياً مباشراً من حكومة قطر بفتح خطوط الهاتف لتصويت الجمهور مجاناً من داخل قطر.

نواميس العرب

* يردد شعراء «شاعر المليون» أن البيرق بالنسبة لهم «نوماس»؛ وهو بالفعل كذلك، ورغم تصريفات أهل اللغة والباحثين في الشعر النبطي وعادات وتقاليد أهل الجزيرة والخليج لهذه المفردة، فهي تتجه صوب دلالات تحمل معنى واحداً، وهو «المجد» و«الفخر» و«الذكر الطيب» الذي يُذكر به الإنسان بعد رحيله أو أيام حياته. يقول أحد شعراء «قحطان» الأوائل:

«مرحباً واهلين يا وصّاله / ياهل النالات والناموس

عند من يروي شبا العيّاله / بازرقٍ له ماقعٍ فِالروس»

أو قول الشاعر عبد الرحمن عيد:

« من خوّة الأنذال رمت النواميس/ لن الوفا في طبعهم شيء أساسي».

ورغم اتفاق أغلب المصادر على أن مصطلح «نوماس» يشير إلى الفعل الطيب، وليس «الذات» او «الأشخاص»، إلا أن هناك إلى إشارة إلى عكس ذلك لوجود بطن من بطون قبيلة «عنزة» العربية يطلق عليهم «النوامسه» ومفردهم «نومسي» والعلم عند الله.

متابعة إعلامية غربية

* تابعت وسائل الإعلام الغربية باهتمام، مراحل الدورة الحالية من مسابقة «شاعر المليون»، وكان لهذه الوسائل تغطيات موسعة من خلال الحضور المستمر لمسرح شاطئ الراحة، ومن أبرز هذه الوسائل الإعلامية: خخ وصحيفة كوكس الأميركيتان، وفايننشال تايمز البريطانيتان، وعشرات من الوسائل الإعلامية الغربية، وهو دليل على انتشار البرنامج، وتخطيه الحدود الجغرافية للخليج والعالم العربي.

نتائج غير متوقعة

شكلت مجريات الحلقة الأخيرة مفاجأة كبيرة للكثيرين، فقد جاءت نتائج لجنة التحكيم التي تمنح للشعراء بنسبة 50%، كالآتي: ناصر الفراعنة 46 درجة وهي الأعلى بين الشعراء، يليه محمد بن حماد الكعبي بواقع 44 درجة، ثم عيضة السفياني 43، يليه خليل الشبرمي (حامل البيرق والحائز على اللقب) بواقع 42 درجة، ثم عامر بن عمرو 41 درجة من 50.

وبعد فرز أصوات الجمهور التي تمثل 50% الأخرى، كانت النتائج: خليل الشبرمي 62%، محمد بن حماد الكعبي 58، عامر بن عمرو 54%، عيضة السفياني 50%، وأخيراً وليس آخراً ناصر الفراعنة 48%، أي أن تصويت الجمهور قلب معادلة النتائج رأساً على عقب فحلّ السعودي ناصر الفراعنة في المركز الخامس والأخير بعد حصوله على أقل نسبة تصويت من الجمهور حيث بلغت نسبته 2 من 50 أضيفت إلى الدرجة التي حازها من لجنة التحكيم.

أبوظبي ـ محمد الأنصاري

Email