معاني أسماء الإمارات

معاني أسماء الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشارقة:

هو احد الأسماء التي تدل على أنها ربما كانت من الحواضر المعروفة بقراها أو أحيائها التي تقاربت فشكلت قرية كبيرة أو مدينة، ولم أجد لهذا الاسم حضورا في كتب البلدان، كما أن المعاني اللغوية التي يمكن تفسير اشتقاق الاسم من خلالها لا تعطينا جوابا أكيداً وإن كان المعنى العام يدل على عروبته، فالشارقة اسم ربما ظهر في القرون الثلاثة أو الأربعة الأخيرة، وربما كان له ذكر قبل ذلك لكنه لم يصل إلينا.

ذلك أن الأحياء المعروفة في الشارقة دالة على أسماء عربية مثل «الخان» الذي ربما يدل على ان في مكانه فندقا كان يؤوي القادمين إلى المدينة عن طريق البحر أو الذين يفدون إليها من أصحاب القوافل، ذلك أن المنطقة القريبة من الخان حاليا لم تكن على هذا الاستواء من الساحل بل كانت أخوارا تمتد في اليابسة او ألسنة تمتد في البحر.

كما هي صور الخرائط التي رسمت للشارقة قبل قرون عدة، كذلك من الأسماء العربية بها «الحيرة» وهي مكان التحير او المكوث والانتظار، مثل الحيرة المدينة العربية المعروفة في الجاهلية، كذلك هناك «المناخ» ولعله مبرك الإبل، وغير ذلك من الأسماء التي نجد لها مرادفا في أماكن أخرى من الجزيرة العربية مثل «سمنان» و«شرقان»..

ولعل اسم «الشارقة» من احد المعاني التالية.. إما ان تكون اسم فاعل من الفعل الثلاثي «شرق» بدلا من الفعل الرباعي «أشرق» للدلالة على الشروق ، فقالوا الشارقة بدلا من المشرقة، كما ان «الشارق» هو الجانب الشرقي من المكان، فلعلها كذلك من موقعها، ولعل تفسير ذلك ايضا من الشارقة وهو «النخل إذا أزهى»، اي ظهر فيه البُسر، لكننا قد لا نجد تعضيدا لذلك لأن النخل قليل الوجود في الشارقة.

ومن المعاني التي لعل منها تفسيرا هو اشتقاقها من الشارق أو الشارقة وهو اسم صنم كان في الجاهلية ، وتسموا به «عبد الشارق»، وله تأنيث هو «الشارقة» وهي صفة من صفات الصنم «العزى» الذي ورد في بعض نقوش المسند في اليمن «ذو شرقن» أي الشارقة أي المشرقة، وليس من المستغرب أن يكون الاسم مشتقا من اسم الصنم ان ثبت لنا انه قديم جدا.

وكان له وجود في الجاهلية ، لأن هناك مواضع مازالت مشتقة الاسم من أسماء الأصنام مثل «خت» التي يذكر سكانها انها تعود الى اسم صنم قديم، وهو ما سنناقشه في وقت لاحق، لكننا لا نجد دليلا على قدم الاسم مما يجعلنا نترك هذا التفسير، علما انه اسم «شارقة» كان اسما لموضع او حصن في الأندلس كما ورد في كتب البلدان.

وفي لهجة الإمارات تنطق «الشارقة بطريقتين»، أحداهما في الساحل الغربي حيث تستبدل الجيم العربية بالقاف قيقال «الشارجة» وهذا عند سكان الساحل الغربي، أما عند سكان الساحل الشرقي فتستبدل جيما قاهرية.

am_obaid@hotmail.com

Email