تمثل أزياء المناسبات والأفراح جانبا تعبير الناس، وفي التراث الشعبي لأي بلد لابد من وجود ملابس خاصة بالفرح وفي الغالب تكون أزياء النساء أكثر حضورا في تلك المناسبات إذ تهتم المرأة بارتداء أجمل ثيابها لتبدو في أتم زينتها عند حضورها الأعراس أو زيارات العيد، أو استقبال المهنئين، وفي الإمارات تعد الشيلة المنقدة من أنواع الشيل التي تخصص للمناسبات السعيدة لذا اهتمت بها المرأة وحرصت على اقتنائها في الماضي.
للشيلة المنقدة خصوصية لدى النساء تتحدث عنها موزة عبدالله قائلة: «هي شيلة أنيقة ترتديها النساء في الأعياد والمناسبات السعيدة، وفي الغالب تكون شيلة العروس الخاصة، وتكون مصنوعة من قماش التول، ولها ثقوب صغيرة توضع فيها قطع من الفضة بحجم حبة العدس، وتختلف أشكال رسومها بين النجوم والأهلة والدوائر الصغيرة والمثلثات». تضيف: «وهذه الشيلة غالية الثمن لأنها تكون منقوشة يدويا حيث يؤتى بسلك من الفضة يقطع حسب الشكل المطلوب ثم يلصق على قطعة كارتون صغيرة ثم تثبت على الشيلة، وأحيانا يتم تطريزها بخيوط الفضة بتشكيلات مختلفة تمتد على جانبي الشيلة وتنتشر بشكل أقل على بقية قماشها، وبالطبع كلما ازداد النقش وزادت براعته يكون أغلى ثمنا». وقد كان قماش الشيلة المنقدة في الماضي يجلب من الهند حيث يتم قص القماش حسب الطول الذي ترغب به المرأة، ثم يطرز حسب الرغبة وتحتفظ المرأة بالشيلة المنقدة داخل صندوق خاص لملابس المناسبات والأفراح.
وتتحدث أم سعيد الكعبي عن أزياء الأفراح بين الماضي والحاضر قائلة: «لم تكن المرأة في الماضي تمتلك الكثير من الملابس فهي تكتفي بثوب أو ثوبين وتكون لديها شيلة منقدة واحدة تحافظ عليها لترتديها في المناسبات السعيدة.
وفي الأعياد وعند زيارة الأهل والأقارب، وكانت تلك الشيلة غالية الثمن لا تستطيع المرأة الحصول عليها كل يوم، أما اليوم فلم تعد النساء تحفل بأزياء الماضي، ولم تعد الشيلة المنقدة معروفة لدى كثير من الشابات فهن يحرصن على ارتداء الأزياء الغريبة عن تراثنا، إذ تذهب المرأة إلى مصمم أزياء يصمم لها فستان سهرة بآلاف الدراهم ولا ترتديه إلا مرة أو مرتين ثم ينتهي دوره.
بينما كانت المرأة تخيط ثيابها وتطرزها بنفسها وتحافظ عليها وعلى نظافتها، وحين تحضر عرساً أو مناسبة تكون متزينة بالملابس الجميلة وقد وضعت الصناع والعطور والكحل فتظهر وكأنها شمس بين صاحباتها، لذا أتمنى أن تنظر الفتيات إلى أيام الماضي ليعرفن أن تلك الأزياء هي التي تليق بجمالهن ولابد من حمايتها والحرص عليها».
وتختم أم سعيد: «أكثر ما يفرحني حين أشاهد الفعاليات التراثية هو مشاهدة فتاة صغيرة ترتدي الزي التراثي، لأنها تتعلم منذ الصغر أهمية التراث والحفاظ عليه، وكذلك تقدم للآخرين صورة جميلة عن المرأة أيام زمان».
دلال جويد

