دائرة الضوء

القارئ علي حجاج السويسي.. حفظ القرآن كاملاً في التاسعة من عمره

ت + ت - الحجم الطبيعي

القارئ علي حجاج السويسي صعيدي الأصل من مواليد مركز البداري محافظة أسيوط، لقب ب«السويسي» لإحيائه العديد من الاحتفالات والمناسبات الدينية في المدينة الباسلة.

وطوال رحلته القرآنية كان تلميذاً نجيباً للشيخ الكبير محمد رفعت الذي تأثر به إلى أبعد مدى، وقال عنه الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف «صوت السويسي هو أقرب الأصوات إلى قلبي، وانني قد أؤجل عملاً إذا ما تزامن مع إذاعة ما تيسر من القرآن بصوت الشيخ السويسي»!!

ارتبط اسم الشيخ علي حجاج السويسي بمدرسة الشيخ محمد رفعت، فلقد كان أحد تلامذة هذا الشيخ الجليل وأخلص له منذ نعومة أظافره وحتى تخطى السبعين من عمره، فلم يخرج عن مسارها ولم يحاول الاستقلال عنها، فانصهر تماماً في عالم الشيخ رفعت وذاب بين جنباته وتأثر به إلى آخر مدى باعتباره صاحب صوت قوي عذب ملتزم..

فكان يذهب لسماع الشيخ رفعت في مسجد فاضل باشا بمنتصف الثلاثينات من القرن الماضي ولم يكن قد أكمل العاشرة من عمره بعد، وعندما يعود لمنزله كان يشرع في تقليده وتقمص شخصيته القرآنية.

ولد الشيخ السيد علي حجاج الشهير باسم الشيخ «علي حجاج السويسي» في العاشر من سبتمبر عام 1926 بالقاهرة، وحفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره على يد شيخ الكتاب في شارعه الشيخ عبدالعزيز السحار.

وكان يشجعه على حفظ القرآن وتلاوته لما لمسه فيه من حب ولهفة على تعلم المزيد من آيات الله، ولما لاحظه من جمال وعذوبة في صوته وطموحه الفذ في أن يصير أحد رجال دولة التلاوة ليصير كقراء الرعيل الأول وعمالقة قراءة القرآن وخاصة الشيخ رفعت، في ذلك الوقت واظب الشيخ السويسي على الذهاب لمسجد فاضل باشا لسماع الشيخ رفعت حتى أتقن أحكام التلاوة تماماً..

وما بين مطلع الأربعينات وحتى الخمسينات من القرن الماضي كان الشيخ السويسي يواظب على إحياء ليالي شهر رمضان المبارك في مساجد مدينة القاهرة.. وعند بلوغه الخامسة والعشرين من عمره تقدم للاختبار أمام لجنة القراء بالإذاعة وتم اعتماده قارئاً بها..

كما عين قارئاً بمسجد البرنس في القاهرة قبل أن يستقر في مسجد الفتح خلفاً للشيخ محمود البجيرمي. الشيخ السويسي وعلى الرغم من أن الشيخ سيد علي حجاج ينتمي إلى أسرة صعيدية من مركز البداري بمحافظة أسيوط إلا أنهم أطلقوا عليه لقب الشيخ السويسي عندما كان يقرأ ذات ليلة مع القارئ الشيخ عبدالعظيم الشعشاعي.

وعندما رأي الشيخ الشعشاعي اسمه على الكارت «السيد علي حجاج» طلب منه أن يختار اسم شهرة، حدث ذلك في الوقت الذي لم يكمل فيه الشيخ السويسي الخامسة عشرة من عمره، وعندما سافر بصحبة والده في زيارة حالة بمدينة السويس .

وشارك خلالها في إحياء العديد من الاحتفالات والمناسبات الدينية وبعد عودته إلي القاهرة مباشرة أطلقوا عليه لقب «السويسي» وعرف بعدها باسم الشيخ علي حجاج السويسي. وقد سافر الشيخ السويسي إلى معظم بلدان العالم ليقرأ القرآن للمسلمين في البلدان العربية والإسلامية وللجاليات الإسلامية في الدول الأوروبية..

وكان يرى أن البلاد العربية كلها تعشق سماع القرآن وخاصة الشعب الجزائري الذي كان يقول عليه «شعب وسمِّيعة»، كما سافر إلى ليبيا مرافقاً الشيخ مصطفى إسماعيل على امتداد 5 سنوات في أعقاب ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969 حيث تشاركا معاً في القراءة بمناسبة عقد قران العقيد القذافي قائد الثورة الليبية بحضور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

يقول الشيخ السويسي : «لن أنسى أبداً موقف الشيخ مصطفى إسماعيل أثناء مرافقتي لفضيلته إلى الجماهيرية الليبية حيث كان يترك لي الفترة المخصصة له للتسجيل ويفرضني على المسؤولين في الإذاعة الليبية لذا تساويت معه في الآجر رغم الفارق الشاسع بين ما كنت أحصل عليه في مصر حيث كنت أتقاضى عشرين جنيهاً في السهرة، في حين كان هو يتقاضى ثلاثمئة جنيه.

كما سافر الشيخ السويسي إلى المملكة العربية السعودية زائراً وبدعوة من الأسرة الحاكمة وفي عام 1980 فاجأ حضور الحرم النبوي الشريف أثناء أداء العمرة بتلاوة سورة «الأعراف» كاملة وبدون أخطاء في الحفظ والأحكام على الرغم من وجود متشابهات كثيرة من سور الشعراء والقصص والعنكبوت وطه.

وأدى مناسك العمرة أكثر من خمس عشرة مرة، وأدي فريضة الحج أكثر من عشر مرات، وانتهزت السعودية فرصة وجوده بأراضيها ليسجل لإذاعتها المصحف المرتل كاملاً، ثم سجله للكويت والإذاعة المصرية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي.

وحول انطباعاته عن أعلام التلاوة يقول الشيخ السويسي : من عمالقة القراء في العالم الإسلامي الشيخ محمد رفعت الذي يستطيع ببركة القرآن أن يسرح بين الناس، والشيخ محمد سلامة قارئ عبقري لا يجود الزمان بمثله، أما الشيخ الحصري فهو مرتل عظيم، ولكن الشيخ محمد صديق المنشاوي يعد صاحب أول مصحف مرتل في دولة التلاوة ويقرأ القرآن من قلبه قبل لسانه، أما القارئ الشاب محمد جبريل فصوته جميل جداً، والشيخ محمد الطبلاوي ذو حظ عظيم، أما الشيخ مصطفي إسماعيل فإن أخلاقه تسبق عبقريته ».

«وكالة الصحافة العربية»

Email