هيا السويد أسست برلماناً إعلامياً للصغار:

الطفل السعودي يتحدث ويبدع ليكون الأفضل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طفل صغير أوحى إلى الكاتبة والصحافية السعودية هيا عبدالله السويد بفكرة صفحة في صحيفة مختلفة للطفل الموهوب والمبدع، والصفحة حولتها إلى أول برلمان للطفولة في السعودية، ومن خلاله أطلقت مسرحية ومسابقات، وتعود الطفل على أن يتعلم ويناقش ويحاور ويضع معه خططه المستقبلية لعام 2006.

هيا السويد كاتبة وصحافية سعودية، أعدت برامج لإذاعة رياضية وعملت في جريدة الجزيرة، وراسلت عدة مجلات في الإمارات، وهي حالياً صحافية بجريدة »الحياة« ومشرفة على صفحة الطفل، ومؤسسة برلمان الطفولة في السعودية.٭ كيف بدأت فكرة الصفحة والبرلمان؟ــ طرق باب غرفتي طفل صغير اقتربت منه وتجاذبت معه الحكايات والروايات الجميلة، بدأ يضحك، وهمست في أذنه وضحك أكثر، وقبلته على خديه وابتسم بخجل، و»ضحك« من كل قلبه، والتفت يميناً، وعاد للضحك مرة أخرى، اتجه لصندوق الألعاب واختار لوحة بيضاء وبدأ يرسم عليها بصمت.

اقتربت من الطفل وسألته ماذا ترسم؟ ابتسم بعفوية وقال: »أنا موهوب، ولم يساعدني أحد«، بدأت أفكر حينها بمساعدته والوقوف إلى جانبه مع الكثير من الأطفال مثله، فخططت وقتها لعمل صفحة في الجريدة تهتم بمواهب الصغار.

وتنمي قدراتهم، وشعرت أن مشروع برلمان الطفولة هو الطريق الوحيد الذي سيساعد الكثير من الأطفال الموهوبين وينمي مواهبهم، ويجعلهم يستطيعون التعبير عن ذاتهم من دون خوف.

٭ ومتى خرجت الصفحة إلى النور؟

ـــ في يوم الخميس 6 يناير 2005 نشرت صفحة الطفل مع بداية انطلاقة صحفية »الحياة« وأطلقت عليها اسم »مبدعون صغار« وطالب فيها الأطفال بوجود برلمان للطفولة مثل البرلمان الذي تبنته بعض الدول العربية في: المغرب، واليمن، ولبنان، والأردن، لتجربة برلمان الأطفال كوسيلة فاعلة لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الخاص بحقوق الطفل.

والمساعدة على نشر ثقافة الحوار وزرع قيم الديمقراطية في عقول الأطفال، ليناقشوا فيه قضاياهم التي تواجههم، ويعبروا عن وجهة نظرهم من دون أن يمنعهم أحد، أو يقاطعهم، أو يسكتهم، أو يتذاكى عليهم، فهم المستقبل والغد الواعد.

٭ كيف تبلورت فكرة البرلمان؟

ــ فكرة البرلمان موجودة منذ أن طرق باب مكتبي أطفال حرمتهم أسرتهم من التعبير عن أنفسهم وأحلامهم، فحضروا خفية من دون علم أسرتهم ليثبتوا أنهم قادرون على أن يصبحوا أبطالا كما قالوا: »نحن أبطال وأذكياء.

ونستطيع أن نفعل كما يفعل الكبار وأفضل منهم، لأن لدينا عقلاً نفكر به، ونتخيل، ونحلم«. لذلك فكرت في تفعيل فكرة البرلمان في شكل أكبر وعمل نشاطات خارج نطاق الصفحة ليعلم عنها الجميع.

٭ هل الصفحة وانطلاقة البرلمان الأولى من نوعها في السعودية؟

ــ صفحات الأطفال موجودة في جميع الصحف والمجلات، ولكن صفحة مبدعون صغار هي الوحيدة التي أحبها الأطفال لأنها قدمتهم في شكل يليق بهم.

ويعتبر البرلمان الطفولي بمثابة مطالبة من الأطفال إلى المسؤولين لوجود هذا البرلمان كأول برلمان للطفولة في السعودية وها أنا أصعد أول درجة مع أصدقائي الأطفال للوصول لبرلمان الطفولة الحقيقي.

٭ ماذا تقصدين ببرلمان الطفولة الحقيقي؟

ــ برلمان الطفولة الحقيقي هو الذي تتحقق فيه مشاركة الطفل في صنع القرارات فهو الوحيد الذي يستطيع أن يعبر عن مشكلاته وهمومه.

٭ ما الهدف من وجود هذا البرلمان، وما هو شعار البرلمان؟

ــ الهدف هو إعداد أعضاء يعبرون فيه عن كل ما يحبون، ويرغبون، ويمثلون البرلمان لنشر ثقافة الحوار في كل مكان، حتى يشعر المجتمع السعودي الذي هضم البعض فيه حق الطفل أن لدينا أطفالا يستطيعون التعبير عن أنفسهم في كل المجالات ويتساوى مع أطفال الدول العربية الذين يعيشون تجربة »برلمان الطفولة«.

وشعار برلماننا حالياً هو »أن تتحدث، أن تبدع، أن تصبح أفضل الناس«، يرددها جميع الأعضاء في البرلمان للتعريف بإبداعهم وبأنهم جزء منه، وجميع الأطفال قادرون على الإبداع مثل الكبار وأكثر، وحتما سيحققون ويصنعون ما عجز عنه الكبار!

٭ ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

ــ لم أجد صعوبات، ولكني وأصدقائي في حاجة لمكان نلتقي به في شكل يومي أو أسبوعي، ويتناسب مع طفولتنا، ويضمنا لنقدم الأجمل والأكبر.

٭ هل هناك شروط يجب أن تكون في الطفل لينضم للبرلمان؟

ــ لا توجد شروط حاليا، ولكن أهم شيء هي »الرغبة« في الالتحاق في البرلمان وأن يكون الطفل قادراً على تقديم نفسه في شكل يليق به وبموهبته التي يمتلكها سواء كان شعاراً، او كاتباً، أو رساماً، أو منشداً، أو محاوراً، أو ممثلاً.

٭ هل هناك برامج قدمت لهذا البرلمان الإبداعي؟

ــ ولد هذا البرلمان طفلاً رضيعاً جميلاً في أحضان دعم واهتمام جريدة »الحياة«، واستطعت مع أصدقائي الصغار في كل منطقة من مناطق وطني »حبيبي« أن نبني معاً هذا البرلمان من خلال برنامجنا الأول لحفل مسابقة »فهد وفهدة« للقصة القصيرة التي شارك فيها العديد من الصغار بأقلامهم البريئة لكتابة قصة من نسج خيالهم لشقيقين هم »فهد وفهده«.

ومتابعة مني لأنشطة ومواهب أعضاء البرلمان طيلة الأشهر الماضية كان لابد أن نثبت للعالم أجمع أن »الطفل السعودي« قادر على أن يبدع، ويرسم بطريقة ما يحلم به ويتخيل.

٭كم عدد الأطفال الملتحقين بالبرلمان؟

ـــ منذ أن نشرت صفحة »مبدعون صغار« وأنا أبحث عن الأطفال المبدعين، واكتشاف الموهوبين، وكان عدد الأعضاء في الفترة الاولى بعد مسابقة فهد وفهدة للقصة القصيرة 6 أعضاء.

وفي كل يوم جمعة بدأت باكتشاف الكثير من المبدعين وأصبح عددهم الآن بعد عرض مسرحية برلمان الطفولة وتسليم جوائز مسابقة »سلطان وسلطانة«، 14 عضواً وعضوة إلى جانب الصحافية الصغيرة ريم القحطاني التي تتعلم.

وتكتب وتتحاور مع الصغار في مكتبي، لتثبت انها تمتلك موهبة الصحافة منذ صغرها، وكاتبة قصة مسابقة سلطان وسلطانة التي نشرت في شهر رمضان الماضي أريج الزامل وهي تمتلك شيئاً مختلفاً من الكتابة الفكاهية لقصص الأطفال مع شيئ من التوجية بطريقة غير مباشرة.

٭ كيف كانت فكرة عرض أول مسرحية لبرلمان الطفول في السعودية، وكيف نجحت؟

ـــ في شهر رمضان نشرت في صفحة »مبدعون صغار« مسابقة سلطان وسلطانة التي كتبتها الطفلة أريج الزامل.

وهي قصة موجهة للأطفال تعلمهم الحب، والتسامح والاحترام، وشارك فيها العديد من الأطفال وفاز 3 منهم، وقمت بإعداد حفلة للتعريف بأعضاء البرلمان المبدعين.

وقدمنا أول عرض مسرحي للبرلمان شارك فيه جميع الأعضاء مرددين على نغمات موسيقية »نحن المبدعون«، ساعدني في كتابتها الكاتب محمد جبر الحربي، ولحن وغناء شقيقتي نعيمة السويد، والأطفال لولوة السويد .

وأشجان سمري قندي، وحنين باجنيد، ومروان باجنيد، وهيثم الغفيلي، وسجلت في استديو أم بي سي مع المهندس أيمن رزق، وعرضت في التلفزيون السعودي، وقناة أوربت.

٭ من ساعدك على إنجاز هذا المشروع ؟

ـــ ساعدني على إنجاز هذا المشروع المدير العام لتحرير جريدة »الحياة« في السعودية والخليج جميل الذيابي، وجميع الزملاء في جريدة »الحياة«، وأصدقائي الصغار.

٭ ما هي النتائج التي أحرزتها هذه الفكرة، وما هي خططك المستقبلية؟

ـــ إقامة ورشة عمل إبداعية، أو صحية، أو توجيهية، وسيقوم الأعضاء بزيارة بعض المدارس، والمراكز التي تهتم بالطفل وترعاه.

وسيكون هناك تواصل وتعريف في شكل مباشر مع منظمة اليونسيف لتقديم الدعم لهذا البرلمان، ولتتعرف على الأعضاء وتعرف كيف يفكرون، ويضعون خططهم المستقبلية لعام 2006، لأن الطفل هو القوة المحركة وراء هذا البرلمان، وسيثق كل فرد من المجتمع السعودي أن لدينا أطفالا مبدعين لتتبنى الدولة مشروع »برلمان الطفولة« مساواة بالدول العربية.

Email