وصفة طبية

الصيام يفيد مرضى ضغط الدم المرتفع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا توجد أية محظورات على صيام مرضى ارتفاع ضغط الدم. هذا ما يؤكده أساتذة أمراض القلب، ويزيدون أن الهدوء النفسي والإيماني الذي يصاحب عبادات شهر رمضان من شأنه أن يحسن ضغط الدم المرتفع دون أدوية. فالمعروف أن الغضب والانفعال يدفع الدم بصورة مفاجئة للعروق فيرفع ضغط الدم، خاصة لمن لديهم قابلية لهذا الارتفاع.. أو الذين يتناولون أغذية غنية بالدهون والكوليسترول التي تسبب تصلب الشرايين.

ويقول الأطباء أن 95% من حالات إرتفاع الضغط ليس لها سبب واضح، ولكن هناك عدة عوامل يمكن أن تحدث المرض كالوراثة والسمنة وتناول الدهون والتدخين واستخدام الملح بكثرة في الطعام الصيام مع تناول الأدوية الجديدة يخفض مضاعفات المرض ويحمي الطبقة المبطنة للشرايين ويمنع فسادها الذي يسبب هبوطا أو تضخما في عضلة البطين الأيسر أو مشكلات بالمخ. كما تقلل هذه العلاجات ويساعدها الصيام من الخطر على وظائف الكلى وشبكية العين.

ويقول الدكتور أسامة عبد العزيز -أستاذ أمراض القلب في جامعة القاهرة الصيام مفيد لمريض الضغط إذا لم يصاحبه أمراض أخرى مثل السكري وإرتفاع نسب الكوليسترول ، شريطة أن يعلم مريض الضغط المرتفع أن ملح الطعام هو العدو الأول والأخير له، فالغذاء الخالي من الملح والذي نتناوله يوميا يحتوي على 7 جرام ملح وتكون هذه الكمية كافية لسد احتياجات الجسم من الملح.

فالامتناع عن تناول الملح من شأنه أن يحسن الضغط دون عقاقير. ويمكن معاملة المخللات التي تشتهر بها المائدة الرمضانية معاملة الملح في التعامل مع مرضى الضغط المرتفع.

وعلاج ضغط الدم يتم حسب حالة كل مريض، فمعظم الناس يعتقدون أن الضغط الطبيعي هو 120/80 وهذا مفهوم يتسبب في مشكلات كثيرة ، حيث أن ضغط الدم لا يمكن أن يكون رقما ثابتا. فالضغط ينخفض عند الاستغراق في النوم وقد يرتفع إرتفاعا شديدا عند الانفعال أو القيام بمجهود عنيف، ولذلك فإن عند قياس الضغط يجب أن يكون الإنسان في حالة طبيعية ويجب قياسه عدة مرات في أوقات مختلفة.

فالمريض الذي يسجل ضغطه 160/100 ولا يعاني من السكر أو إرتفاع الكوليسترول يمكن علاجه بدون أدوية الضغط، وذلك بالاعتماد فقط على تنظيم الطعام والمواظبة على ممارسة الرياضة وخاصة المشي مع خفض نسب الملح المتناول في الطعام. أما المريض الذي تسجل قراءة الضغط له 140/ 90 ويعاني من عوامل الخطورة الأخرى مثل السكر والكوليسترول ويعاني من السمنة ، فيجب علاجه بالعقاقير وضرورة المتابعة لأي إرتفاع يطرأ على الضغط نتيجة لوجود عوامل الخطورة.

واليوم الرمضاني مفيد جدا لمريض الضغط شريطة أن يتناول العقاقير ما بين فترتي الافطار والسحور وإتباع إرشادات يوصى بها الاطباء في تناول الغذاء - طبيعته وكميته وعدم تناول الاطعمة الدسمة والدهنيات والاقلال من الملح.

وتشير الدكتورة سحر العقبي - رئيس قسم علوم الاطعمة بالمركز القومي للبحوث في مصر - إلى أن مرض ضغط الدم من الأمراض التي تتحسن بالصوم ويمكن أن يتناول مريض الضغط حوالي 2200 - 2400 سعر حراري في اليوم سواء في الأيام العادية أو شهر رمضان، على أن تقسم هذه السعرات ما بين وجبتي الإفطار والسحور.

وأن يتناول ملح الطعام في حدود 3 جرامات يوميا والابتعاد عن الأغذية الغنية بالدهنيات التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحالة المرضية وإرتفاع نسب الضغط مع تناول الفتيامينات وخاصة فيتامين C.B والتركيز على الأغذية الغنية بمادة البوتاسيوم والماغنسيوم واليود والتي تتوافر في الاسماك وطعام البحر، وتناول القليل جدا من اللحوم ومنتجات الألبان والمخللات والمعلبات وتجنب المنبهات والتدخين.

ويمكن استخدام عصير الليمون في الطعام بديلا عن الملح والاعتماد على الخضروات الطازجة خاصة الكرفس والبقدونس والتي تمد الجسم بالفتيامينات والأملاح المعدنية والألبان بالإضافة إلى خلوها من الدهون والكوليسترول والاعتماد في طعام مرضى الضغط على الفاكهة وخاصة التفاح والعنب والموز حيث تعوض هذه الفاكهة ما يفقده الجسم من ماء نتيجة تناول مريض الضغط لمدرات البول حيث يفقد الجسم كمية من البوتاسيوم والمعروف أن معظم الفواكه تحتوي على هذا العنصر.

كما يمكن لمريض الضغط الاعتماد على الحبوب والبقول مثل الترمس واللوبيا والفاصوليا وحمص الشام والفول المدمس والقمح.

مع ضرورة شرب اللبن خالي من الدسم ومشروبات الكركديه والينسون والدوم بالإضافة إلى عصير الجزر والتفاح.كما يمكن تناول عسل النحل النقي الذي يعمل على زيادة الماء في الدم ومقاومة إرتفاع ضغط الدم إضافة إلى أنه مهدئ ومزيل للتوتر الذي يؤثر على الشرايين ويرفع الضغط بصورة فجائية. كما يمكن تناول الخل العادي أو خل العنب أو التفاح بعد مزجه بالماء، ويفيد هذا في حالات إرتفاع الضغط المفاجئ.

وعن ضرورة التحكم في الضغط على مدار اليوم ومنع إرتفاعه المفاجئ في الصباح الباكر، يقول الدكتور حسام قنديل أستاذ أمراض القلب : هدف العلاجات الجديدة هو الحماية المستمرة للمرضى من الضغط المرتفع خلال 24 ساعة، وخاصة آخر 6 ساعات قبل الاستيقاظ عندما يصل ضغط الدم إلى ذروته.

ولذلك يتم حاليا إستخدام الادوية طويلة المفعول للتحكم على مدار اليوم في الضغط بجرعة واحدة يوميا ، وهذه الادوية تعمل كمثبطات لمستقبلات (الانجيوتنسين 2) وتختار لعلاج الضغط لكفاءتها، ويمكن لمرضى الضغط أن يتناولوا العلاجات طويلة المفعول في شهر رمضان بجرعة واحدة يوميا.

القاهرة- عفاف السيد

Email