وصفة طبية

مريض القرحة والصيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الأساتذة المعالجون لمرضى الجهاز الهضمي أن صيام شهر رمضان مفيد لمرضى ارتجاع المريء والقولون العصبي ومشاكل عسر الهضم، ولكنه غير ذلك لمرضى قرحة المعدة والاثنى عشر وبعض مرضى الإلتهاب الكبدي والمرارة.

الدكتور مازن نجا أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب القاهرة يقول عن مرضى قرحة المعدة والاثنى عشر: إن المعدة الخاوية لمدة طويلة تؤدي الى زيادة تأثير الحامض المعدي على الغشاء المخاطي للمعدة حيث إن أهم معادل للحامض هو المعادل الطبيعي (الطعام) وفي عدم وجود الطعام يكون تأثير الحامض شديدا فيؤدي الى تآكل هذا الغشاء مما يساعد على حدوث القرح أو ارتجاعها ولهذا فإن مريض قرحة المعدة والاثنى عشر أثناء نشاط القرحة غير مستحب له الصيام

ويفضل أن يتناول العلاج أولا قبل شهر أما إذا نشطت خلال شهر رمضان فلابد من الإفطار لمدة 10 أيام يتم خلالها علاج القرحة ثم يمكنهم الصيام بعد ذلك مع تناول الأدوية المثبطة لإفراز الحامض قبل السحور حتى يقل إفراز الحامض اثناء الصيام طوال النهار التالي وهذا يحمي الغشاء المخاطي أثناء الصيام، مع تأخير السحور قدر الإمكان.

أما في حالة ما إذا كانت القرحة غير نشطة وكان المريض لا يتناول الأدوية قبل الصيام فله أن يأخذ مثبطات الحامض قبل السحور طوال شهر رمضان، وذلك للحذر من النشاط المفاجئ للقرحة.

أما مريض الارتجاع المريئي فالصيام أفضل له حيث إن مشكلة المريض ليست زيادة الحامض، كما في قرحة المعدة ولكن رجوعه على المريء وهذا الرجوع يزداد كلما كانت المعدة ممتلئة، ولهذا فالصوم أفضل، ولكن لابد من مراعاة عدم ملء المعدة أثناء الإفطار ويكون هذا بتناول كوب عصير حمضي وبعد صلاة المغرب يتناول المريض وجبة الإفطار بكميات معقولة.

أما السلوكيات الخاطئة في تناول وجبة الإفطار وقلة الحركة ساعات طويلة والتدخين فتزيد من نشاط ارتجاع الحامض المعوي للمريء والفم.

ولتجنب هذا الإرتجاع لابد من تغيير نمط الحياة كنقص الوزن وممارسة الرياضة وتأخير النوم فترة كافية بعد آخر وجبة (السحور) وتجنب الإفراط في تناول المنبهات، كما يفضل رفع مستوى الرأس عند النوم لمنع وصول الحامض الى الفم.

إن مرضى القولون العصبي يعتبر الصيام مفيداً لهم وليس لهم نظام غذائي خاص أثناء الصوم وغالبا ما نشاهد هؤلاء المرضى وقد تحسنت أعراضهم وتناقصت وذلك للأجواء الإيمانية التي يعيشها المسلمون اثناء رمضان والهدوء والسكينة.

أماالذين يعانون من مرض القولون المتقرح ففي حالة نشاط المرض من الأفضل عدم الصيام نظرا لأن المريض يعاني في هذه الحالة من إسهال متكرر مما يلزم تعويضه بكميات كبيرة من السوائل وتناول جرعات الدواء على فترات متقاربة، أما إذا كان المرض غير نشط فمن الممكن الصيام بسهولة.

أما مريض المرارة فيقول د. مازن نجا أستاذ الجهاز الهضمي والكبد إن الصيام يكون مفيدا مع ملاحظة تناول السوائل بكثرة في الإفطار، أما في حالة حدوث نوبات ألم متكررة فمن الأفضل عدم الصيام حتى تنتهي النوبات حيث إن زيادة لزوجة الإفراز المراري بتكرار الأمل يحتاج الى مسكنات على فترات متقاربة. أما الالتهاب المراري الحاد فهؤلاء يحتاجون الى مضادات حيوية وسوائل كبيرة ولهذا من الصعب على هؤلاء الصيام.

ويتوقف أمر الصيام لمرضى الالتهاب الكبدي على حالة الكبد، فإذا كانت حالة الكبد جيدة جدا ولا توجد صفراء ولا ارتشاح بالبطن أو تورم بالقدمين فهؤلاء المرضى يمكنهم الصيام حيث ينظر إليهم كمرضى شبه طبيعيين وليس لديهم أية مشكلات حادة. ولكن يفضل لهم تأخير السحور حتى لا نثقل على الكبد ونزيد أعباءه، حيث إن الكبد هو الذي يقوم بتخزين السكريات ويعيد إفرازها.

أما المرضى أصحاب حالات الالتهاب الكبدي المتوسطة مع وجود تورم القدمين وارتشاح بالبطن (استسقاء البطن) فينصح بعدم صيامهم حيث يمثل الصيام عبئا على الكبد.

ويمثل صيام رمضان لمرضى الفشل الكبدي في وجود صفراء بالعين وارتشاح بالحوض والبطن وتورم شديد بالقدمين خطورة على حياتهم ولا ينصح بصيامهم.

ويضيف الدكتور مازن نجا أن أي مريض يتعاطى مدرات البول من مرضى الكبد أو المصابين بالفشل الكبدي ينصح بعدم صيامه.. حيث إن مرضى الفشل الكبدي الحاد يحتاجون لعناية شديدة بالمستشفى وينصح بضرورة تناول كميات معتدلة من الطعام في إفطار رمضان.

حيث إن تغيير العادات الغذائية وتغيير مواعيد تناول الطعام يؤدي الى الإحساس بالامتلاء مع وجبة الإفطار حتى لو لم يصل الصائم لدرجة الشبع الكامل، نظرا لأن المعدة تكون في حالة استرخاء للعضلات نتيجة الصيام الطويل.

وعند وصول الطعام الى المعدة بكميات كبيرة في بداية الإفطار لايحدث الارتخاء الطبيعي في الجزء الأعلى من المعدة مما يسبب سرعة وصول الطعام الى الاثنى عشر فيزيد الإحساس بالامتلاء والتخمة من اقل كمية، ويفضل أن يتناول الصائم شرابا سكريا خفيفا مع سوائل وبعد ساعة يتم تناول الوجبة الرئيسية بكمية معتدلة.

القاهرة ـ عفاف السيد

Email