خولة الحوسني: خدمة الميدان قادتني إلى منصة التتويج

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خولة أحمد يعقوب يوسف الحوسني موجهة أولى للرياضيات في منطقة الشارقة التعليمية، وواحدة من الخبرات المواطنة المميزة، التي كانت على موعد مع لحظة فارقة في حياتها، وهي لحظة تتويجها بوسام رئيس مجلس الوزراء، ضمن جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز..

حيث كرمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتنطلق خولة الحوسني إلى حياة جديدة، ومرحلة أخرى، من منصة التتويج الأولى من نوعها على مستوى المنطقة. هذا ما دعا «العلم اليوم» إلى لقائها والوقوف عند محطات حياتها التي مرت بها قبل التكريم، للتعرف إلى إسهاماتها المميزة التي قادتها إلى منصة التتويج.

 في البداية حدثينا عن مشوارك التعليمي، والبرامج والمشاريع التي أنجزتها خدمة للميدان؟

الميدان يستحق منها الكثير وأكثر، لذلك فقد بادرت بتنفيذ مؤتمرات وملتقيات ودورات، بهدف رفع كفاءة المعلمين والموجهين، كما ترأست فريق الدولة في المشاركات الخارجية في الأولمبياد، ومثلت الدولة في مؤتمرات وورش عمل داخل وخارج الدولة، وشاركت في برنامج التعلم الذكي، من خلال تصميم البرمجيات وتحكيم الدروس التفاعلية وإعداد دروس على برنامج «سمارت أوثر» والتحضير المطور والمتابعة الميدانية، وعضوية لجنة الدعم والمساندة للبرنامج، وإعداد استمارات المتابعة الميدانية للبرنامج.

إلى جانب مهامي الوظيفية مثل الإشراف على متابعة تنفيذ السياسة التطويرية للوزارة في مجال الرياضيات، بالتنسيق مع الإدارات المعنية، والمتابعة الميدانية لمشاريع وأنشطة وفعاليات موجهي الرياضيات، بما يضمن تحقق الأهداف التربوية التطويرية في الوزارة، والإشراف العام وإدارة عملية تقييم أداء معلمي الرياضيات، وركزت جهدي في خدمة الميدان التربوي.

فأنا أرى أن خدمة الميدان هي التي تقود أي تربوي إلى منصات التتويج، فقد عملت في لجان عدة، تتبع الإدارات المختلفة في الوزارة مثل: إدارة التوجيه والرقابة، بناء نظام الرقابة على تعليم الكبار، المتابعة والدعم الفني للمعلمين الذين بحاجة إلى تحسين أداء، وترشيح الموجهين الجدد في إدارة المناهج، وتقييم عروض إطار المعايير الوطنية للمناهج والتقييم، وإعداد ملاحق دراسية لكتابي الصف الرابع والثامن، بما يتوافق مع معايير الاختبارات الدولية لامتحانات (TIMSS)، وفي إدارة المدارس التخصصية، أسهمت في تعديل لائحة المدارس النموذجية، وتعديل نظام تعليم الكبار..

وفي إدارة الموارد البشرية، بناء حقيبة أهداف إدارة الأداء للكادر التعليمي، وإعداد الاختبارات الورقية والإلكترونية للمرشحين لوظيفة معلم، ومقابلات المعلمين الداخلية والخارجية، وعضو مساند في الاختبارات الدولية (Pissa وTimss)، وعضو اللجنة العليا لأولمبياد الخليج في مكتب التربية العربي لدول الخليج..

ومحكم أدلة الكفايات التعليمية وتطويرها لمكتب التربية العربي لدول الخليج، ومحكمة في المنطقة لجائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز، ومحكمة أولمبياد الرياضيات على مستوى دول الخليج والوزارة، واشتركت في لجان مواءمة كتب الرياضيات وإعداد كتيبات «التيمز والبيزا والكامبس»، وكتاب الأنشطة المصاحبة ودليل المناشط وقاموس الرياضيات، وقد شاركت في تعديل سياسات الرياضيات على مستوى الوزارة.

بالإضافة إلى عضويتي السابقة في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة كمقررة للجنة شؤون الأسرة لمدة أربع سنوات، وكانت لي خلالها مشاركات عدة. كما أن لي العديد من الأنشطة المجتمعية والتطوعية.

فزت بالكثير من الجوائز التربوية، لكن ماذا يمثل لك الفوز بوسام رئيس مجلس الوزراء؟ وهل كنت تتوقعينه؟

أشكر قيادة وزارة التربية والتعليم على ثقتهم بإنجازاتي واختياري للترشح لوسام رئيس مجلس الوزراء. فالفوز به في المجال الميداني دليل على أهمية دور التربويين في هذا الجانب، وأخص بذلك الموجهين الأوائل والموجهين التربويين. فالفوز بالوسام يعني لي المواصلة على سلم التميز والانطلاق لخوض المزيد من الإنجازات..

وأن مجرد ورود اسمي في القائمة الأخيرة كان شرفاً كبيراً لي. دائماً كانت الآية القرآنية (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) مبشرة لي بخاتمة الإخلاص والإتقان والإبداع في العمل. وعندما بدأ حفل إعلان النتائج بها، تيقنت من فوزي ولله الحمد. فمن توكل على الله فهو حسبه. وقد عملت بجهد مضاعف في الميدان، بهدف تجويد العمل الذي أقوم به وتحقيق أفضل النتائج.

الحوسني: الوسام تكريم لوزارة التربية ولكل من يعمل فيها

ما المشروع الذي شاركت به خولة الحوسني في جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز؟

مشاركتي لم تأتِ في مشروع محدد، بل هي حصيلة العمل الميداني المنوع، وبجهد عالٍ. ففي مجال التدريب قدمت عدداً كبيراً من الساعات التدريبية للمعلمين والموجهين، في جميع المناطق التعليمية.

كما أعددت حقائب تدريبية عديدة، و كمثال على التدريب، نفذت ورشاً تدريبية عن معايير الرقابة المدرسية لـ 330 موجهاً وموجهة على مستوى الدولة بعدد 1650 ساعة تدريبية، كوني لدي رخصة مدرب PCT، وأعددت مع فريق الرياضيات الحقيبة التدريبية للمعايير الوطنية التي تم تعميمها على جميع المواد، لتدريب الموجهين والمعلمين، وقد دربت عليها جميع مديري المدارس بالوزارة، 332 مديراً ومديرة.

وفي مجال المسابقات وضعت أطراً عالمية للأولمبياد الوطنية للرياضيات، وسعيت إلى تأسيس منتدى أولمبياد الرياضيات على موقع منطقة الشارقة، وزرت مؤسسة الملك عبدالله للموهبة في الرياض، لتطوير التدريب على الأولمبياد، واستقطبت الطلبة الموهوبين في الرياضيات للمرحلة الثانوية، كما رُشحت كرئيس ونائب لفريق الأولمبياد خارج الدولة لـ 3 مرات، وأنا رئيس فريق دولة الإمارات للأولمبياد في مكتب التربية العربي، منذ ثلاث سنوات.

وقد استحدثت مع فريق من الزملاء مسابقة التعلم الذكي في الرياضيات، تزامناً مع مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي. وأسعى حالياً لإضافة مسابقة الحساب الذهني «الألوها أو اليوسي ماث». كما حولت مسابقة الحلقة الثانية إلى فردية وجماعية حسب الأطر العالمية لهذا العمر، وأعددت امتحانات النقل والثانوية العامة واختبارات المرشحين للتوجيه والمعلمين، الورقية والإلكترونية.

كما أعددت اختبارات مسابقات الرياضيات وبرنامج نجوم العلم، وساهمت في مواءمة مناهج الرياضيات الحالية ودراسة المناهج المطروحة مستقبلاً. كما أعددت قاموساً لمصطلحات الرياضيات ودليل لمناشط المدارس النموذجية، وكتيبات التدريب على امتحانات «الكامبس والبيزا والتيمس»، بالإضافة إلى مشاركاتي العديدة في اللجان على مستوى المنطقة والوزارة، مع العديد من الإدارات المعنية، وقدمت خلالها الكثير من المقترحات التطويرية.

ما الأهداف التي تنشدينها في مسيرة عطائك هذه؟

استهدفت من جميع المشاركات السابقة، تحسين تدريس الرياضيات، والارتقاء بنتائجها، ورفع كفاءة المعلمين والموجهين، بهدف الوصول إلى المركز الأول، في كل ما يتعلق بالمادة من منافسات على الصعيد المحلي والخليجي والعالمي. والفئة المستهدفة هي المنهج والطالب والمعلم والموجه ومدير المدرسة وولي الأمر، بحسب العمل المنجز.

هل تم تطبيق هذه الأفكار والمشاريع في الميدان التربوي؟

أغلب الأعمال تم تطبيقها، إذ تميزت بقوة أثرها في الميدان، ومثال ذلك الأولمبياد الذي ارتفعت نسبة الوعي به في الميدان، بمفهومه ومحتواه، مما أثر إيجاباً في عدد الطلبة المشاركين وحصول الطلبة على المراكز الأولى محلياً، والمركز الثاني خليجياً، كما وجدت من خلال الشراكة مع مكتب التربية العربي، قاعدة من المدربين والمعلمين والموجهين للتدريب على الأولمبياد .

لقد أثرت البرامج التدريبية المقدمة للمعلمين والموجهين ايجاباً، في تحسين ممارسات تدريس الرياضيات، كما وفّر إعداد حقائب الوسائل التعليمية لمناهج الرياضيات، الجهد والوقت على المعلمين، وحسّن من أدائهم في الموقف التعليمي، بما يحقق العدالة لجميع الطلبة، ومن خلال المشاركة في فرق الرقابة على مراكز تعليم الكبار، ساهمت في جودة الخدمات التعليمية التعلمية المقدمة للدارسين.

الفوز يعني الطموح للمزيد من الإنجازات والمشاريع التطويرية، هل لديك خطة لتكثيف هذه البرامج والمبادرات؟

حفزني الفوز بوسام رئيس مجلس الوزراء إلى أن أطمح للصعود إلى الأعلى بمادة الرياضيات، وشحذ الهمم والسعي للتطوير، للوصول إلى الأفضل، والرغبة في تقديم المزيد لتحسين تدريس مادة الرياضيات ولتحسين نتائجها على صعيد الامتحانات المدرسية والوطنية والعالمية والمسابقات كذلك.

نتحدث عن مادة تحتاج إلى الكثير من المهارات والقدرات الذهنية والفكرية، التي يشعر الكثير من الطلبة بصعوبتها، كيف ساهمتم في تطويرها وتبسيطها للطالب؟

من خلال تدريب 161 معلمة بعدد 13808 ساعة تدريبية على المناهج المطورة، للصفوف من الرابع إلى الثاني عشر، وتنفيذ ورشة لمعلمات مجال 2 للمفاهيم الرياضية في الكتب المطورة، وتنفيذ 320 زيارة إشرافيه وأكثر من 1465 زيارة صفية للمدارس الحكومية بالمنطقة، ولمراكز وجمعيات تعليم الكبار بالدولة..

والإشراف على إعداد دروس تلفزيونية للصفين 11 و 12، وإعداد 14 ملخصاً علمياً، أستفاد منه المعلمون والمعلمات بالمنطقة، إضافة إلى تنفيذ ورش تدريبية لآلية إعداد المشاريع لـ 480 من المعلمات والطالبات، كما أصدرت كتيبات التعلم بالتدريب مشابهة لـ «الكومون»، استفادت منها 2858 طالبة، إلى جانب العديد من المشاركات الأخرى التي جاء أثرها واضحاً على الطالب.

ما مردود هذا الفوز على عملك؟

الحمد لله على التوفيق. الوسام دافع لتحسين أدائي والارتقاء بعملي، وسأحاول الاستمرار نحو ما فتحه لي من آفاق واسعة، من حيث التخطيط للعمل والإنجاز بإتقان ونحو ذلك.

ولم يكن الفوز تقديراً شخصياً لي، بل هو تقدير لتوجيهات القيادة العليا في الوزارة، وتقدير للعمل الجماعي لجميع الموجهين الأوائل والتربويين، وبالتالي فالوسام تكريم لوزارة التربية كاملة، ولكل من يعمل بها، وأدعو جميع العاملين للإخلاص في العمل، وإتقانه، وتحري الأمانة في العمل ووقته، والريادة في إنجاز العمل، لتحقيق أهدافه الموضوعة له، بأفضل صورة.

Email