الزي المدرسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من أن غالبية دول العالم تطبقه، إلا أن مسألة وجود زي موحد للطلبة في المدارس لا تزال تتأرجح بين مؤيد ومعارض، ففي حين تفرض بعض الدول على طلبة المدارس لباساً موحداً، تترك دول أخرى للطلبة حرية اختيار ما يرغبون في ارتدائه.

 

ورغم اختلاف الآراء في هذه المسألة إلا أن هناك الكثير من الدول الغربية التي لا تطبق الزي الموحد، تسعى جاهدة لإعادة فرضه مرة أخرى.

 

المؤيدون للزي المدرسي الموحد يرون فيه سبيلاً للتخفيف من حدة الفوارق الاجتماعية التي من شأنها أن تصيب الفقراء من الطلبة وتشعرهم بالاختلاف والنقص، كما أنه يضفي جمالية على المحيط المدرسي .

 

وما يوفره من حلول لإشكالية اللباس غير المحتشم، الذي قد يظهر في بعض المدارس، .

 

كما أن ارتداء الزي المدرسي مفيد أكاديمياً. فالطلبة لن يصبحوا منشغلين بماذا سيلبسون غداً وماذا سيرتدون بعد غد.

 

وفي بيئة الصف لا ينشغل الطلاب عن الدرس بما يلبسه زملاؤه أو زميلاته.. هذا يعني تركيزاً أكثر على المواد الدراسية.

 

أما الرافضون له؛ فيرون أن فرض لبس موحد هو تدخل غير مبرر في خصوصيات الطلبة واختياراتهم. فاللباس في نظرهم خيار ينبغي أن يُترك للفرد دون تدخل..

 

ويستشهد أصحاب هذا الرأي بالتجربة الغربية التي تخلت في السنوات الأخيرة عن اللباس الموحد، لرفض أولياء الأمور تدخل المدرسة في إلباس أبنائهم على غير رغباتهم.

 

فكرة الزي الموحد بريطانية المنشأ، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر، إذ فرض أولاً على طلبة المدارس الخيرية في بريطانيا، وذلك لأسباب اقتصادية بحتة، حتى يتم تمييز الطلبة عن غيرهم.

 

وبالتالي لم يظهر هذا الزي على الطلبة في بريطانيا إلا في القرن التاسع عشر، حين بدأت المدارس الخاصة تفرضه على طلبتها.

 

وهكذا انتقل الزي المدرسي من اهتمام الدائرة الخاصة إلى المدارس الحكومية في بريطانيا. ولاحقاً نقلت بريطانيا هذا الزي المدرسي حسب الوثائق، إلى مستعمراتها في كافة أرجاء الكرة الأرضية.

 

في ألمانيا لا يرتدي الطلبة الزي المدرسي على الإطلاق، وحتى عام 2005 لا يوجد سوى ثلاث مدارس تفرض الزي المدرسي في ألمانيا قاطبة، إذ يرتدي الطلبة ما يحلو لهم، ولم يثر الجدال حول الزي المدرسي إلا مؤخراً عندما ارتدت طالبتان مسلمتان الجلباب الإسلامي الطويل في المدرسة!

 

فكثرت الأصوات التي تطالب بفرض زي مدرسي موحد، حتى لا يتسنى للطلبة أن يرتدوا ملابس تعبر عن أي توجهات دينية أو سياسية.

Email