خطوات كبيرة لحل مشكلات المعلومــــاتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إذا كنت تدرِّس الفرد ماذا يتعلم فإنك تعده للماضي، أما إذا كنت تدرِّسه كيف يتعلم فإنك تعده للمستقبل»

 في كتابها المتخصص الذي جاء تحت عنوان «استخدام الحاسب الآلي في المكتبات ومراكز المعلومات العربية» أوضحت أماني زكريا الرمادي أن اختصاصيي المكتبات في هذا العصر يحتاجون إلى مجموعة متنوعة من المعارف والمهارات والاتجاهات التي تمكنهم من استخدام المعرفة والوسائل التكنولوجية المتقدمة لتلبية الاحتياجات المعلوماتية للمجتمع، فالفكر الجديد كما تقول الذي يحكم التعليم الآن هو:

«إذا كنت تدرِّس الفرد ماذا يتعلم فإنك تعده للماضي، أما إذا كنت تدرِّسه كيف يتعلم فإنك تعده للمستقبل».أولى هذه المهارات التي يحتاجها اختصاصيو المكتبات، هي: الاعتراف بأن محو الأمية المعلوماتية قضية شديدة الأهمية للتعليم المستمر مدى الحياة، فمهمة المكتبيين الآن لم تعد تقتصر على البحث عن المعلومات، وتقييمها.

وتقديمها لمن يطلبها، وإنما أصبحت هناك مهمة كبيرة وهي «حل المشكلات المعلوماتية».لحل هذه المشكلات تقترح كل من آنا أوسلو، ولولا كاولينج، خطوات ست تم تسميتها بـ (الخطوات الست الكبيرة لحل مشكلات المعلومات) Big 6 for solving information problems، وهي:

 

1-1 ما الذي أريد أن أفعله؟ (تعريف المُهمَّة أو المشكلة)، وتتضمن التأكد من فهم موضوع المعلومات المطلوبة.

 

2- ما الذي يمكنني استخدامه لأجد ما أحتاجه؟ (استراتيجية البحث عن المعلومات) وتتضمن تحديد كل المصادر المحتملة لحل المشكلة، واختيار الأفضل من بين هذه المصادر.

 

3- أين يمكن أن أجد ما أريد؟ (العثور على المطلوب والوصول إليه)، وتتضمن معرفة مكان المعلومة، ثم الحصول عليها.

 

4- ما المعلومات التي يمكن أن يفيدني استخدامها من بين ما وجدت من معلومات؟ (مهارة استخدام المعلومات) وتتضمن حُسن استخدام المعلومة في حل المشكلة، والقدرة على انتقاء وأخذ المعلومة المطلوبة، والموثوق بها فقط من بين الكم المتاح من المعلومات.

 

5- ما الذي يمكنني أن أفعله لإتمام هذه المهمة؟ (التشطيب)، ويتضمن تجميع ما تم الوصول إليه من معلومات، ثم تنظيمها بالشكل الصحيح، تمهيداً لتقديمها بالشكل المناسب للمستفيد.

 

6- كيف أعرف أن ما فعلته هو الصحيح؟ (التقييم)، ويتضمن الحكم على كل من: فعالية هذه المعلومات في حل المشكلة التي يعاني منها المستفيد، وكفاءة الطريقة التي قمت بها لحل هذه المشكلة المعلوماتية، ومدى القدرة على حل مشكلة شبيهة في المستقبل بالطريقة نفسها.

 

 

ولعل الأهمية البالغة لهذا الموضوع دفعت البعض إلى أن يقوموا بتبسيط هذه الخطوات الست، لمحو الأمية المعلوماتية لكل فرد من أفراد المجتمع، وطرحها على شبكة الإنترنت على مستويات متدرجة وهي: مرحلة الحضانة إلى السنة الثانية من المدرسة الابتدائية، ومرحلة السنة الدراسية الثالثة إلى السادسة الابتدائية، ومرحلة السنة الدراسية السابعة من المدرسة إلى السنة الحادية عشرة.

وهكذا نرى مدى تطور دور المكتبي في هذا العصر من مجرد خازن للمعلومات إلى اختصاصي معرفة، ووسيط بين المعلومات والمستفيدين، بل ومعين على حل المشكلات المعلوماتية، ووسيلة لتعليم المستفيدين كيف يخدمون أنفسهم بأنفسهم مدى الحياة، وهكذا وبالطريقة نفسها، تطورت المكتبة من خزانة لأوعية المعلومات إلى خط أنابيب مفتوح يضخ المعلومات ليل نهار لمن يحتاجها بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب، ومن مجرد جدران تحوي أوعية المعلومات إلى مكتبات متعددة متاحة للجميع، ترتبط ببعضها البعض.

وتعين بعضها البعض على حل المشكلات اليومية، واتخاذ القرارات الصحيحة المبنية على المعلومات الصحيحة والدقيقة في الوقت المناسب، ولعل هذا ما جعل معيار «تقويم المكتبات» في هذا العصر، يُبنى على مدى مساهمتها في تزويد المجتمع بخدمات متجددة ومتطورة شكلاً ومضموناً، وذلك أن التقنيات الحديثة التي دخلت على المكتبة الإلكترونية، غيرت الطبيعة التقليدية لخدمات المكتبات والمعلومات في جميع مراكز المعلومات ومؤسساتها.

Email