ثورة المعلومات.. مجتمع يتعلم مــدى الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اتجاه كثير من الدول إلى التحول لمجتمعات المعرفة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، وتزامناً مع الثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم حالياً، أصبح من الضروري تكريس ثقافة جديدة، شعارها «مجتمع يتعلم مدى الحياة»، بحيث يسمح لجميع الأفراد، .

وبكل حرية، اختيار التعليم المناسب لاحتياجاتهم، وبما يتوافق مع خطط التنمية المستدامة، بغض النظر عن الزمان أو المكان، حتى يتمكن هؤلاء الأفراد من استغلال قدراتهم إلى أقصى درجة ممكنة طيلة فترة الحياة. وهو ما يدعم النمو المتكامل للمجتمع بشكل مباشر.

 

وقد تمكنت ثورة المعلومات في السنوات الأخيرة، ومن خلال التقنيات التربوية، من توسيع إمكانات التعلم في المجتمع، الأمر الذي يدعم القدرات الإبداعية والابتكارية لدى فئات الأطفال والطلبة، ويغير من أسلوب تقديم الفرص التعليمية لهم مثل:

 

استغلال تقنية المعلومات كأداة؛ إذ يجب استخدام التقنية بشيء من الحذر، وبقصد جعل حياة الناس أكثر كفاءة وثراء. والتعلم باستخدام تقنية المعلومات، والتعليم والتدريس بواسطة تقنية المعلومات، يعدان أمثلة على ذلك. كما يمكن استغلال التقنية، للتغلب على القيود الجغرافية والزمنية، وهذا بدوره يُمكن من اختيار مواد التعلم، .

 

والفرص التي تلائم احتياجات المتعلم الفردية. غير أن بعض الباحثين والمهتمين بتقنية المعلومات، أشاروا إلى بعض التأثيرات السلبية لعملية استغلال تقنية المعلومات كأداة، مثل انعزال الأفراد، وضعف العلاقات الإنسانية، والافتقار إلى الخبرات الاجتماعية، وانتشار وتعدد المعلومات غير المفيدة أو المضللة، فضلاً عن المشكلات التنظيمية للشبكات، والتي يجب الانتباه لها.

 

تحسين الثقافة المعلوماتية للأفراد كافة؛ من أجل أن يتم حفز مفاهيم الثورة المعلوماتية في المجتمع الجماهيري كقاعدة أساسية، فنحن نحتاج إلى توعية المجتمع بحقيقة أن كل فرد، يمكنه الاستمتاع بفوائد تقنية المعلومات. لذلك من الضروري أن يكون لكل واحد، القدرة على استغلال تقنية المعلومات.

 

. وهذا يعني ضرورة تقديم هذه المعرفة في مراحل التعليم الإجبارية. كما يجب بذل مجهود أكبر، لإطلاع الراشدين وكبار السن، الذين لم تسمح لهم الفرصة لاقتناء ثقافة التقنية المعلوماتية، على هذه التجربة.

 

تكوين موارد بشريه لتقنية المعلومات، للدفع بثورة المعلومات التقنية، فنحن بحاجة إلى تحسين ثقافة التقنية المعلوماتية لدى الطلبة، من خلال تقديم التقنية المعلوماتية بمراحل التعليم المختلفة، مع التركيز على المرحلة الجامعية، وتقوية البنية المهنية لجميع الأفراد، ليكون بدوره، القوة الدافعة لنمو مجتمع معلوماتي متقدم.

 

هنا، من المنطقي، وانســجاماً مع مقتضيات تكنولوجيا التعليم، أن تقــــوم الدول، ومنــــذ الآن، بإنشاء جامعة افـــتراضية، كمؤسسة نوعية، بقصد تقديم فرص التعليم الجامعي للراشدين، والدفع بقــــوة فــــي اتجاه المساهمة في تحسين محتوى وأســاليب التعليم المستخدمة في الجامعات الحـالية، مـــن خلال استغلال الإذاعة المرئية، وشبكة المعلومات الدولية «الانترنت». كما يمكن بناء الجامعة المفتوحة لتقديم الفرص.

Email